إيلاف من لندن: فيما كشف تقرير أميركي ان واشنطن قد أبلغت رئيس الوزراء العراقي أنها لن تتعامل مع وزراء بحكومته على علاقة بالمليشيات فقد أكد مصدر حكومي أن واشنطن تريد أفضل العلاقات مع بغداد.

ونفى مصدر حكومي عراقي إيصال الأميركيين رسائل لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعدم تعاملهم مع بعض الوزراء في حكومته بسبب علاقتهم مع مليشيات مسلحة موالية لإيران.
وقال المصدر "لا صحة لما يشاع عن إيصال الأميركيين رسائل الى السوداني بعدم التعامل مع بعض الوزراء".
وأشار المصدر الى أن "أغلب المسؤولين الأميركيين كرروا للسوداني وللزعامات السياسية في رسائل تأكيدهم على الدعم والمساندة والرغبة الجادة في إقامة أفضل العلاقات" بين البلدين كما نقلت عنه الوكالة العراقية الرسمية الليلة الماضية لكنه لم ينفي علاقة الوزراء بالمليشيات الموالية لايران.

لا تعامل مع مليشيات إرهابية
وجاء التوضيح العراقي اثر كشف موقع " ايكسيوس" الاميركي بأن ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن أبلغت حكومة السوداني بوضوح انها لن تتعامل مع وزراء ومسؤولين عراقيين مرتبطين بميليشيات مسلحة مصنفة إرهابية من جانب واشنطن.
ونقل الموقع الأميركي في تقرير نشرته وكالة "شفق نيوز" العراقية أمس عن مصدرين مطلعين قولهما رغم ذلك أن إدارة بايدن تعتزم العمل بشكل كبير مع الحكومة العراقية الجديدة والسوداني ومنحها الفرصة.
وأوضح التقرير أن العراق يعتبر شريكاً مهماً للولايات المتحدة في المنطقة حيث لواشنطن مصالح أمنية واقتصادية كبيرة يتحتم حمايتها.


وزير التعليم العالي العراقي القيادي في مليشيا عصائب أهل الحق نعيم العبودي (فيسبوك)

قلق أميركي
إلا أن المصدرين أشارا الى أن ادارة بايدن قررت بالفعل عدم التعامل مع وزير التعليم العالي نعيم العبودي الذي تعتبر انه عضو بمليشا عصائب أهل الحق التي وصفتها بأنها ميليشيا تمولها إيران وسبق لواشنطن أن صنفتها منظمة إرهابية.
وبالإضافة الى ذلك فإن واشنطن قلقة من تعيين ربيع نادر لتولي إدارة المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، حيث تقول واشنطن انه سبق له العمل إعلامياً مع عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله المصنفة أيضاً تنظيماً إرهابياً.

اجتماعات رومانوسكي والسوداني
وحتى الآن يقول المصدران أن السفيرة الأميركية في بغداد ألينا رومانوسكي قد اجتمعت 5 مرات مع السوداني منذ توليه لمنصبه رئيساً للحكومة الجديدة في 27 من الشهر الماضي.
وأوضح المصدران أن السفيرة الأميركية أبلغت السوداني بمضمون موقف الإدارة الأميركية من مسألة التعامل مع وزراء ومسؤولين مرتبطين بالميليشيات. كما مسؤولين آخرين في إدارة بايدن نقلوا نفس الرسالة الى الحكومة العراقية.
وبينما رفض البيت الأبيض التعليق على مضمون التواصل الدبلوماسي مع الحكومة العراقية، قال المصدران أن إدارة بايدن راضية حتى الآن على التواصل الإيجابي القائم حتى الآن مع حكومة السوداني.
وأشار المصدران الى أن واشنطن ستقيم مدى استقلالية حكومة السوداني عن إيران، بناء على الأفعال. وأوضحا أن واشنطن قلقة من ألا يكون السوداني يمارس سيطرة كافية على الميليشيات.
وختم المصدران بالقول أنه في حال زادت الميليشيات من هجماتها على القوات الأميركية، فإن ذلك سيدفع إدارة بايدن الى تغيير سياستها تجاه حكومة السوداني.

علاقة مع المليشيات
وكان البرلمان العراقي قد منح في 27 من الشهر الماضي الثقة للحكومة الجديدة برئاسة السوداني برغم أنها تضم عناصر مليشياوية.
فقد لاحظت "إيلاف" أن اثنين من وزراء هذه الحكومة ينتميان الى المليشيات المسلحة الموالية لإيران وهما: وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي الأمين العام لمليشيا كتائب جند الامام والناطق سابقاً باسم الحشد الشعبي وهو رئيس كتلة سند ضمن تحالف الفتح برئاسة رجل ايران هادي العامري .
أما الثاني فهو وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي المنتمي الى كتلة صادقون الممثلة لميليشيا عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي ضمن تحالف الفتح أيضاً.
وظهر العبودي في مقابلة مع إحدى القنوات العراقية وهو يؤكد في نص تصريحه "إننا نؤمن بولاية الفقيه و بالنسبة لنا أن مانؤمن به والعمود الفقري لنا ثقافياً وعقائدياً هو ولاية الفقيه أي أننا نؤمن بولاية الفقيه" للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وفي الأول من الشهر الحالي عين السوداني الصحافي ربيع نادر مديراً لمكتبه الاعلامي بعد أن تولى سابقاً مهمة مدير الأخبار في قناة العهد الفضائية التابعة لمليشيا عصائب أهل الحق إضافة الى مؤسسات أخرى قبل أن ينتقل للعمل في مجلس الوزراء في عهد رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي وهاجم في كتاباته خلالها احتجاجات تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 التي أرغمت الأخير على الاستقالة تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي عمت بغداد وعشر محافظات في الوسط والجنوب.