واشنطن: اتهمت مسؤولة أميركية رفيعة الإثنين روسيا بارتكاب "جرائم حرب ممنهجة" حيثما نشرت قوات في أوكرانيا، مبدية ثقتها بأن المسؤولين الروس سيحاسَبون قضائيا في نهاية المطاف.

وقالت الدبلوماسية المكلّفة شؤون العدالة الجنائية الدولية في وزارة الخارجية الأميركية بيث فان شاك في تصريح للصحافيين "لدينا أدلة متراكمة على أن هذا العدوان (الغزو الروسي) ترافق مع جرائم حرب ممنهجة ارتكبت في جميع المناطق التي انتشرت فيها القوات الروسية"، مشيرة إلى إعدامات وعمليات تعذيب وحالات معاملة غير إنسانية ونقل أشخاص وأطفال قسراً.

وتابعت "عندما ترون مثل هذه الممارسات الممنهجة، بما في ذلك إنشاء شبكة واسعة للنقل القسري، من الصعب للغاية تخيّل أنّ هذه الجرائم كان من الممكن ارتكابها من دون أن تقع المسؤولية عنها على رأس سلسلة القيادة"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتأتي تصريحات الدبلوماسية الأميركية بعيد إعلان النيابة العامة الأوكرانية العثور على أربعة "مواقع تعذيب" استخدمتها القوات الروسية في مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والتي استعادتها قوات كييف في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، متهمةً موسكو بارتكاب جرائم حرب في المنطقة.

وتحدّثت المسؤولة عن "نورمبرغ جديدة" في إشارة إلى المحاكمات التي خضع لها النازيون بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، مبدية ثقتها بأن التحقيقات التي تجرى حالياً في المحكمة الجنائية الدولية على سبيل المثال ستفضي إلى توجيه اتهامات عندما يحين الوقت.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في الحرب في أوكرانيا بعيد بدء الغزو الروسي لهذا البلد في 24 شباط/فبراير، كما شكّلت ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا بدعم من الوكالة القضائية الأوروبية "يوروجسات" فريق تحقيق أوروبياً مشتركاً في جرائم يشتبه بأنها ارتُكبت على الأراضي الأوكرانية.

وتابعت فان شاك "يبقى أن نرى بأيّ سرعة يمكن أن تتقدّم هذه المسارات المختلفة نحو العدالة"، مشيرة إلى أن أمورا كثيرة "تتوقف على الوصول إلى الأشخاص المشتبه بهم واعتقالهم".

أما في ما يتعلق بإنشاء محكمة خاصة تطالب بها أوكرانيا، فتحدّثت الدبلوماسية الأميركية عن "نقاشات مستمرة" لا سيّما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنّها أشارت إلى أنّ الولايات المتّحدة تفضّل إلى حدّ ما "المؤسسات القائمة" للمحاكمة عن أي جرائم حرب أو جرائم ضدّ الإنسانية مرتكبة في أوكرانيا.

ولدى سؤالها عن مقاطع فيديو تقول موسكو إنّها تثبت أنّ كييف أعدمت جنوداً روساً، شدّدت الدبلوماسية الأميركية على أنّ "قوانين الحرب تنطبق على الأطراف كافة، الدولة المعتدية والدولة المدافعة على حدّ سواء".

لكنّها أكّدت أنّ "حجم إجرام" القوات الروسية "هائل مقارنة بالاتهامات للقوات الأوكرانية".