ايلاف من لندن: أكد الصين والعراق الجمعة عزمهما على تعزيز تعاونهما الاستراتيجي في مختلف المجالات وناقشا دور بغداد في الاضطلاع بكامل دورها البنّاء على الساحتين العربية والدولية.

جاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في الرياض اليوم مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش مشاركتهما في القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية التي تستضيفها السعودية.


السوداني خلال لقائه في الرياض الجمعة 9 ديسمبر 2022 مع الرئيس الصيني بينغ (مكتبه)

الشراكة بين العراق والصين
وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات بين البلدين، وسبل توطيدها إلى مستوى أعمق من التعاون الاستراتيجي، والشراكة المستديمة في مختلف المجالات كما قال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية في بيان تابعته "ايلاف" حيث أكد السوداني رغبة بلاده في الإفادة من الخبرات الصينية بمجالات متعددة، وتطلعه لتعزيز مبدأ الشراكة مع الصين ضمن مبادرة الحزام والطريق ومجالات البنى التحتية.
وأوضح السوداني أن العراق يمثل ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة، وأن التنمية المستدامة وطريق الازدهار الاقتصادي الإقليمي والدولي كان ولا يزال يمر عبر اضطلاع العراق بكامل دوره البنّاء على الساحتين العربية والدولية.

دعم صيني
من جانبه أشار الرئيس الصيني إلى موقع العراق الجغرافي ومكانته الحضارية بما يمكنه من لعب دور مهم في مشاريع التنمية المستدامة وأن يكون جسراً ومنطقة تلاقٍ بين دول المنطقة والعالم، وأعرب عن تطلع بلاده إلى المزيد من التعاون الثنائي في مختلف الصعد، مجدداً دعم بلاده لأمن وسيادة واستقرار العراق.
يشار الى أن العراق والصين يرتبطان بأتفاقية استراتيجية أمدها 20 عاماً حيث يتطلع الى تفعيل اتفاقيته الاطارية معها الموقعة تحت شعار "النفط مقابل الاعمار" والتي بلغت الموارد المالية المودعة في حساب مشاريع الاتفاقية 3 مليارات دولار لحد الآن.
وبوجب الاتفاقية تودع ايرادات صادرات 100 الف برميل يومياً من النفط الخام العراقي المصدر الى الصين في حساب خاص وهي مخصصة لمشاريع الاتفاقية.
ووقع البلدان هذه الاتفاقية المتعددة الجوانب في أيلول/ سبتمبر عام 2019 وهي تتضمن مبادلة عائدات النفط بتنفيذ المشاريع في العراق عبر فتح حساب ائتماني في أحد البنوك الصينية لإيداع عائدات النفط البالغ 100 ألف برميل يوميا من أجل صرفها للشركات الصينية ضمن برنامج يمكن تسميته "النفط مقابل الإعمار" خاصة وان الميزان التجاري بين البلدين لا يقل عن 30 مليار دولار سنوياً بفضل زخم الاستيرادات السلعية من الصين.

اقتباس تجارب الصين
وكان السوداني قد أشار في تصريحات له قبيل مشاركته اليوم في القمة العربية الصنية في الرياض الى ان "العراقَ يتطلَّع إلى اقتباس تجارب الصين الناجحة في مجالات مثل مكافحة الفقر، ومحاربة التصحّر والتغيير المناخي والانتقال من اقتصاد الدولة إلى اقتصاد السوق".
وأكد السوداني قائلاً "إني أؤمن بأنَّ هذه القمة هي دعوة صريحة للتكامل الاقتصادي والاستثماري بين العراق مع دول الجوار بالاستفادة من الخبرة الصينية في مجال التكامل مع دول العالم اقتصادياً".
وأضاف أنَّ موقعَ العراق الاستراتيجي وعمقَه وإرثهُ التاريخي وثقلَه الإقليمي ووفرة مواردِه وتأثيرَه في اقتصاد العالم، يمنحه الحقَ بلعب دورٍ كبير يمثل حجمَه الحقيقي لإقامة أفضل العلاقـات مع الدول على أساس المصالح المتبادلة والتكاملية مع دول الجوار والدول العربية والدول الصديقة .