إيلاف من بيروت: ضغط وزير الخارجية توني بلينكن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول بخطة أمنية أميركية تهدف إلى إعادة مدينتي جنين ونابلس، اللتين أصبحتا مراكز اضطرابات في الضفة الغربية المحتلة، إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، بحسب ما نقل باراك رافيد، مراسل موقع "أكسيوس" الأميركي في تل أبيب، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
والجدير بالذكر أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبحث عن سبل لتهدئة الوضع في الضفة الغربية ومنعها من التدهور إلى انتفاضة ثالثة. ويقول المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إنهم يرون أن تراجع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية هو سبب رئيسي للتصعيد. فقد ضعفت السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لا سيما في شمال الضفة الغربية، حيث تفتقر إلى الدعم الشعبي بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة وتفشي الفساد وعدم إحراز أي تقدم في عملية السلام.
فقدت السيطرة
بحسب رافيد، أدى ذلك إلى فقدان السلطة الفلسطينية السيطرة فعليًا على جنين ومخيمها، اللذين دخلا في سيطرة جماعات مسلحة تابعة لحركة الجهاد الإسلامي وحماس، وأعضاء فتح الذين لا يلتزمون قيادة السلطة الفلسطينية. هذا وتتمتع السلطة الفلسطينية بسيطرة أكبر في نابلس، لكن الميليشيات المسلحة غير التابعة لأي فصيل سياسي تكتسب موطئ قدم أيضًا، خصوصًا بين الشباب الفلسطيني.
شهدت المدينتان غارات عسكرية إسرائيلية مكثفة خلال العام الماضي. فالكثير من الفلسطينيين الذين نفذوا الهجمات الأخيرة ضد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين، وكذلك المواطنين داخل إسرائيل، جاءوا من هاتين المدينتين. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي يداهم جنين لأن قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لا تفعل ذلك بنفسها. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن التوغل الإسرائيل يقوض قدرتهم وشرعيتهم في العمل ضد الميليشيات هناك.
وفي الأيام التي سبقت زيارة بلينكن، شهدت الضفة الغربية أخطر تصعيد منذ أكثر من عقد بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي 10 فلسطينيين خلال غارة في مخيم جنين للاجئين، معظمهم من مسلحي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى امرأة مسنة، وإصابة ما لا يقل عن 12 مدنيًا.
تعليق التنسيق الأمني
بعد ساعات من الغارة، علقت السلطة الفلسطينية تنسيقها الأمني مع إسرائيل، ما أثار المخاوف من أن يتدهور الوضع في الضفة الغربية أكثر. وبعد ذلك بيوم واحد، قتل فلسطيني من القدس الشرقية سبعة إسرائيليين خارج كنيس يهودي في القدس في أكثر الهجمات دموية ضد إسرائيليين منذ عام 2008.
هذا وقد أكد بلينكن خلال لقائه مع عباس في رام الله الأربعاء أن من أهم الخطوات التي يتعين على السلطة الفلسطينية اتخاذها من أجل تهدئة الوضع الأمني قبول خطة أمنية صاغتها قوات الأمن الأميركية وتنفيذها. ويقول منسق الفريق مايكل فنزل، مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وفقًا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين، تحدد خطة فنزل كيف يمكن لقوات الأمن الفلسطينية استعادة السيطرة على شمال الضفة الغربية، خصوصًا في جنين، لكن أيضًا في نابلس. وقال المسؤولون إن الخطة تشمل تدريب قوة فلسطينية خاصة سيتم نشرها في هذه المنطقة لمواجهة الميليشيات.
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "أكسيوس" الأميركي
التعليقات