تستعد الشرطة في مدن أمريكية كبرى لاضطرابات محتملة في حال القبض على الرئيس السابق دونالد ترامب ضمن تحقيق بشأن مزاعم دفع أموال لنجمة إباحية للتكتم على العلاقة التي زعم أنهما كانت بينهما.
وستكون هذه أول قضية جنائية ترفع ضد رئيس أمريكي سابق.
وتكثف السلطات في نيويورك وواشنطن العاصمة ولوس أنجليس من وجودها تحسبا لاحتجاجات.
وأقيمت حواجز فولاذية يوم الاثنين خارج محكمة مانهاتن الجنائية، حيث يمكن توجيه الاتهام إلى ترامب وأخذ بصمات أصابعه وتصويره إذا تم تقديم التهم هذا الأسبوع، كما تتوقع وسائل الإعلام الأمريكية على نطاق واسع.
وشوهد وجود متزايد للشرطة خارج برج ترامب في المدينة.
وقال مصدر في الشرطة لشبكة سي بي إس، الشريك الأمريكي لبي بي سي، إن جميع أفراد قوات شرطة نيويورك، بما في ذلك محققون يرتدون ملابس مدنية، أمروا بارتداء زيهم الكامل يوم الثلاثاء، ووضعوا على أهبة الاستعداد للتعبئة.
وكانت شرطة نيويورك وفرقة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي على اتصال مع وحدة المخابرات الأمريكية المختصة بحماية الرؤساء والرؤساء السابقين، حول احتمال اعتقال ترامب.
وقال مصدر في الكونغرس لشبكة سي بي إس إن شرطة الكابيتول، التي تحمي أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل بواشنطن العاصمة، تخطط لإصدار إعلان طوارئ يوم الثلاثاء.
ويهدف الأمر إلى زيادة التنسيق مع وكالات إنفاذ القانون الأخرى.
وسيكون المزيد من المسؤولين عن التعامل مع الاضطرابات المدنية على أهبة الاستعداد أيضًا، على الرغم من أن المصدر في الكونغرس قال إنه لا يوجد تهديد محدد وأن الأمر كان استباقيًا.
وفي لوس أنجليس، كانت الشرطة ومسؤولين فيدراليين يستعدون لمظاهرة مؤيدة لترامب يوم الثلاثاء خارج مبنى فيدرالي، حسبما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
واكتشف مسؤولو المخابرات الأمريكية زيادة طفيفة في التهديدات عبر الإنترنت ضد المسؤولين القانونيين والحكوميين منذ أن كتب ترامب على الإنترنت يوم السبت أنه يتوقع أن يتم القبض عليه يوم الثلاثاء، وفقًا لشبكة سي بي إس.
وكانت معظم التهديدات ضد المدعي العام في مانهاتن، ألفين براغ، الرجل المتوقع على نطاق واسع أن يوجه اتهامات ضد ترامب.
ويوم السبت، في نفس اليوم الذي نشر فيه ترامب أن مؤيديه يجب أن يحتجوا، أرسل براغ رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين.
وكتب المدعي العام: "لا نتسامح مع محاولات ترهيب مكتبنا أو تهديد حكم القانون في نيويورك".
لماذا يخضع ترامب للتحقيق؟
شكل براغ هيئة المحلفين الكبرى لتحديد ما إذا كان هناك دليل كافٍ لتوجيه الاتهام إلى ترامب.
وتركز قضية ستورمي دانيلز على سداد ترامب مبلغ مالي لمحاميه السابق، مايكل كوهين، بعد أن دفع لدانيالز 130 ألف دولار لالتزام الصمت قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016 بشأن علاقة مزعومة قبل سنوات مع ترامب. ونفى الرئيس السابق وجود أي علاقة من هذا القبيل مع دانيلز.
وينص سجل الدفعة المقدمة لكوهين إنها تتعلق بـ"رسوم قانونية".
ويمكن للادعاء القول إن هذا يرقى إلى مستوى تزوير ترامب لسجلات العمل. ويقول محللون قانونيون إن هذه جنحة في نيويورك، رغم أنه يمكن رفعها إلى جناية، وهي قضية أكثر خطورة.
وقالت شبكة إن بي سي إن عملاء الخدمة السرية المكلفين بحماية ترامب سيبقون معه أثناء أي اعتقال.
وفي الجلسة الأخيرة في تحقيق هيئة المحلفين الكبرى يوم الاثنين، أدلى حليف قانوني لترامب بشهادته للرد على الأدلة التي قدمها شاهد إثبات رئيسي.
وسعى روبرت كوستيلو إلى التشكيك في نزاهة كوهين، الذي يزعم أن الرئيس السابق كان على علم بالدفع النقدي لدانيلز.
وقال كوستيلو للصحفيين بعد أن خرج من شهادته التي استمرت ساعتين: "أخبرت هيئة المحلفين الكبرى أن هذا الرجل لا يمكنه قول الحقيقة حتى إذا وجهت مسدسًا إلى رأسه".
وزعم كوستيلو أن كوهين أخبره ذات مرة أن ترامب لم يكن على علم بالدفع إلى دانيلز.
وفي مقابلة مع إم أس إن بي سي رد كوهين قائلاً إن كوستيل، الذي كان مستشاره القانوني، "يفتقر إلى أي إحساس بالصدق".
وتعهد ترامب بمواصلة حملته الانتخابية ليصبح المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 إذا وجهت إليه لائحة اتهام.
لكن 44 في المئة من الجمهوريين قالوا إنه يجب أن ينسحب من السباق الرئاسي إذا وجهت إليه الاتهام، بحسب استطلاع أجرته رويترز/إبسوس يوم الاثنين.
التعليقات