باريس: استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأحد في الإليزيه نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إطار عشاء عمل يتخلله بحث "الحاجات الملحة لأوكرانيا على الصعيدين العسكري والفرنسي"، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.

وتصافح الرئيسان وتبادلا بضع كلمات في باحة القصر الرئاسي على وقع موسيقى الحرس الجمهوري قبل أن يدخلا الإليزيه، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان.

بعد إيطاليا والمانيا، وصل الرئيس الأوكراني قرابة الساعة 20,55 إلى قاعدة فيليزي-فيلاكوبلاي الجوية في جنوب غرب باريس.

ولدى نزوله من طائرة فالكون فرنسية، كانت في استقباله رئيسة الوزراء إليزابيت بورن.

وكتب زيلينسكي على تويتر لدى وصوله "مع كل زيارة، تزداد قدرات أوكرانيا الدفاعية والهجومية. تتعزز الصلات مع أوروبا ويتكثف الضغط على روسيا".

واستقل بعدها سيارة إلى الإليزيه حيث سيؤكد له ماكرون "مجددا دعم فرنسا وأوروبا الراسخ لاستعادة أوكرانيا حقوقها المشروعة والدفاع عن مصالحها الاساسية".

جائزة في ألمانيا
وفي وقت سابق الاحد، تسلم زيلينسكي جائزة في ألمانيا تكريماً لمساهمته في تعزيز الوحدة الأوروبية.

وأكد عدد من قادة الاتحاد الأوروبي الذين شاركوا في آخن بتسليم الرئيس والشعب الأوكرانيين جائزة شارلمان العريقة أن أوكرانيا تقاتل من أجل حرية أوروبا وقيمها.

واعتبرت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين أن "أوكرانيا تجسد كل ما تمثله الفكرة الأوروبية: شجاعة المعتقدات، والنضال من أجل القيم والحرية، والالتزام من أجل السلام والوحدة".

وزيارة زيلينسكي لألمانيا كانت الأولى منذ بدء الغزو الروسي لبلاده، وبدأها صباحاً في العاصمة الألمانية.

شولتس
واستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس زيلينسكي استقبالا رسميا صباح الأحد، وسط تدابير امنية مشددة.

وأكدت الزيارة تعزيز التقارب بين برلين وكييف بشكل واضح، بعد استياء أوكراني لأشهر من الحكومة الألمانية لمماطلتها في تسليم أسلحة طلبتها كييف.

وقال زيلينسكي لشولتس خلال مؤتمر صحافي مشترك "أود أن أتقدم بخالص الشكر لك ... وكذلك للشعب الألماني لانقاذ كل روح أوكرانية بفضل دعمكم".

بدوره أكد شولتس أن برلين "ستدعمه طالما استلزم الامر"، مشددًا على أن التزام برلين تجاه كييف بما في ذلك بالأسلحة، بلغ حتى الآن 17 مليار يورو.

وطلب زيلينسكي الذي يؤكد انه "لا يهاجم الأراضي الروسية" ويركز على تحرير الأراضي المحتلة، من المستشار دعم تسليم كييف مقاتلات الأمر الذي رفضه شولتس حتى الآن.

كما أظهر انفتاحًا على "محادثات" سلام ولكن "فقط" بشروط كييف.

وشكر الرئيس الأوكراني ألمانيا على دعمها، لدى لقائه الرئيس الالماني فرانز فالتر شتاينماير.

وكتب زيلينسكي "في أحلك حقبة من تاريخ أوكرانيا الحديث، أثبتت ألمانيا أنها صديقنا الحقيقي وحليفنا الموثوق به".

وشارك زيلينسكي ووزير الدفاع الاوكراني في اجتماع مع وزراء المان بينهم وزيرة الخارجية انالينا بيربوك.

وبمناسبة زيارته أعلنت الحكومة الألمانية أنها تعد خطة جديدة لتقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 2,7 مليار يورو، وهو مبلغ قياسي منذ بدء النزاع بحسب "دير شبيغل".

استعدادات للهجوم المضاد
وتأتي هذه الخطوة وسط استعدادات للجيش الاوكراني لشن هجوم مضاد في حين تعلن كل من كييف وموسكو عن انتصارات في باخموت ومحيطها ومنطقة دونباس (شرق).

وتشمل هذه المساعدة الجديدة عشرات الدبابات والمدرعات وطائرات المراقبة بدون طيار وأربع منظومات دفاع جوي جديدة من طراز "آيريس-تي".

لكن نائب وزير الخارجية الأوكراني أندريه ميلنيك قال إنها ليست كافية.

ولطالما كانت العلاقات بين كييف وبرلين متوترة بشأن المساعدة العسكرية، مع انتقاد ألمانيا لترددها الشديد وتحفظاتها. لكنها عززت دعمها في الأشهر الأخيرة.

وشدّد مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الأحد على أن "مسألة الطائرات المقاتلة أولوية بالنسبة لأوكرانيا". وأضاف "نحن بحاجة إلى اف-16" وهي مقاتلات حديثة للدفاع عن سماء أوكرانيا، استعداداً لهجوم الجيش الأوكراني المتوقع.

مجموعة السبع
وتأتي جولة الرئيس الأوكراني الدبلوماسية قبل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في ريكيافيك واجتماع قادة مجموعة السبع في اليابان الأسبوع المقبل.

وأعلنت أوكرانيا الأحد أنها استعادت "أكثر من عشرة مواقع روسية" في ضاحية باخموت في شرق البلاد، والتي باتت مركز المعارك منذ أشهر عدة وشهدت في الايام الاخيرة تقدما أوكرانيا عند أطراف الدفاعات الروسية.

والأحد اتهم زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين مرة جديدة القوات الروسية بالتقاعس في محيط باخموت حيث تدور المعارك.

وفي رسالة نشرها مكتبه الاعلامي، اتهم بريغوجين "القوات الروسية المجوقلة" بعدم دعم رجاله كما تدعي وزارة الدفاع الروسية.

وقال "لم أرهم (...) لا أعرف أين (هم) ومن يساعدون" بينما قالت كييف إنها تقدمت على جبهات الدفاع الروسي في محيط باخموت.

وتؤكد موسكو مواصلة تقدمها في المدينة التي باتت تسيطر على القسم الأكبر منها والتي دمرت إلى حد كبير.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الأحد إنها "اصابت" مواقع في ترنوبل (غرب) وبيتروبافليفكا (وسط شرق) في أوكرانيا، تخزن فيها أسلحة غربية تم تسليمها لكييف.

كما أعلنت موسكو الأحد مقتل قائدين عسكريين على الجبهة في أوكرانيا، في إعلان نادر من قبل القيادة العسكرية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل حوالى 15 شهرا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشنكوف خلال مؤتمر صحافي يومي أن العقيدين فياتشيسلاف ماكاروف ويفغيني بروفكو سقطا في القتال في أوكرانيا.