كييف (أوكرانيا): استهدفت ضربات صاروخية روسية جنوب وشرق أوكرانيا الأربعاء ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى، فيما أعلنت كييف عن تحقيق مكاسب جديدة في هجومها المضاد.
أطلقت روسيا أربعة صواريخ من طراز "كاليبر" من سفينة في البحر الأسود على مدينة أوديسا الساحلية (جنوب)، وفق ما أعلن سلاح الجو بينما أسقطت الدفاعات الجوية ثلاثة منها.
وأصاب أحد الصواريخ مستودعا للأغذية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين وإصابة سبعة بجروح، وفق ما أعلن قائد الإدارة العسكرية في المنطقة أوليغ كيبر على تلغرام. وأضاف "قد يكون هناك أشخاص تحت الأنقاض".
وجُرح ستة آخرون بعدما تضرر مركز تجاري ومتاجر ومجمّع سكني وسط المدينة "نتيجة قتال جوي والموجة التي أحدثها الانفجار".
وفي مدينتي كراماتورسك وكوستيانتينيفكا شرقاً، أدت ضربات صاروخية روسية نُفّذت ليلاً إلى مقتل ثلاثة أشخاص وتدمير عشرات المنازل، وفق ما أفاد رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّ انفجاراً في كراماتورسك خلّف حفرة كبيرة في شارع يضمّ منازل من طابق وطابقين.
وأدى الانفجار إلى تدمير بعض المنازل بالكامل، بينما سقطت نوافذ البعض الآخر أو أسطحها.
كذلك، أسفر الهجوم عن مقتل شخصين، بينما أصيب آخرون بجروح وتمّ إجلاؤهم لتلقي العلاج.
وقالت الشرطية أناستاسيا كورزون (33 عاماً) لوكالة فرانس برس إنها هربت وزوجها من منزلهما المدمر، ثم حاول آخرون انتشال الجيران من تحت الأنقاض.
وأضافت "زملائي في الشرطة كانوا في المكان خلال 20 دقيقة للمساعدة"، مشيرة إلى جروح في ذراعها بسبب الزجاج المتطاير.
القصف يقتل ستة أشخاص
أعلنت روسيا أنّها شنّت عدّة ضربات خلال الليل استهدفت القوات الأوكرانية و"المرتزقة الأجانب" وكذلك مستودعات تحتوي على أسلحة أجنبية الصنع.
وقالت وزارة الدفاع إنّه "تمّ ضرب جميع الأهداف المحدّدة".
كذلك، أعلن مكتب المدعي العام الأوكراني الأربعاء مقتل ستة أشخاص الثلاثاء في سيارة أصيبت خلال غارة جوية روسية في شمال شرق أوكرانيا على مقربة من بلدة سيريدينا بودا في منطقة سومي، بالقرب من الحدود الروسية.
كثّفت موسكو هجماتها الليلية على كبرى المدن الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة بينما أطلقت كييف هجوما مضاداً طال انتظاره لاستعادة مناطق احتلتها القوات الروسية.
وأعلنت أوكرانيا الأربعاء أن كييف استعادت في الأيام الثلاثة الماضية أراضي تناهز مساحتها ثلاثة كيلومترات مربّعة وتقدّمت في بعض المناطق على عمق يصل إلى 1,4 كلم، بينما يتواصل القتال قرب القرى التي تمّت استعادتها.
وتأتي الضربات الأخيرة مع ارتفاع حصيلة قتلى الهجوم الذي استهدف الثلاثاء بلدة كريفي ريغ التي يتحدر منها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى 12 شخصا.
وبينما تؤكد أوكرانيا أنها تحقق مكاسب بعدما أطلقت هجومها المضاد، أعلن بوتين الثلاثاء أن قواته تلحق خسائر "كارثية" بقوات العدو.
وحضّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء التحالف الدفاعي على ضمان استمرار حصول أوكرانيا على ما يكفي من الأسلحة لمواصلة هجومها المضاد.
وقال عشية اجتماع حلفاء كييف في بروكسل الخميس إن الهجوم "لا يزال في بدايته ولا نعرف ما إذا كان هذا (الهجوم) سيكون نقطة تحول في الحرب".
زيارة غروسي
أقر بوتين خلال اجتماع في الكرملين مع مدونين حربيين بأن القوات الروسية تعاني من نقص في مخزوناتها من بعض المعدات العسكرية، مشيراً خصوصاً إلى المسيّرات الهجومية والصواريخ.
وسارعت كييف للرد لتشدد على أن تحرّك أوكرانيا المدعوم بأسلحة وتدريب من الغرب، أفضى إلى تحقيق "مكاسب معيّنة وتطبيق خططنا وتقدّمنا".
يفيد محللون عسكريون بأن أوكرانيا لم تعتمد بعد على الجزء الأكبر من قواتها لتنفيذ الهجوم المضاد. وما زالت حالياً تختبر الجبهة عبر تنفيذ هجمات تمكنها من تحديد نقاط الضعف.
وفي الأيام الأخيرة، أعلنت كييف استعادة عدد من القرى في منطقة دونيتسك (شرق).
في الأثناء، كان من المتوقع أن يزور مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي محطة زابوريجيا النووية الأربعاء، لكن وكالات إخبارية روسية أعلنت أن الزيارة تأجلت ليوم.
ولم تؤكد كييف والوكالة الدولية للطاقة الذرية التأجيل.
من جانبه، قال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس إن زيارة غروسي تأخرت "لبضع ساعات لكنها لم تلغ" مضيفاً أن أسباباً أمنية تسببت في التأجيل.
شكّلت سلامة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا والواقعة في منطقة زابوريجيا (جنوب شرق أوكرانيا) مصدر قلق منذ سيطرت عليها القوات الروسية قبل عام.
وفاقم هذه المخاوف تدمير سد كاخوفكا الذي يشكّل خزاناً يوفر مياه التبريد للمحطة.
وأكد غروسي في كييف الثلاثاء عدم وجود مشكلة "حالية" رغم أن مستويات المياه في خزان التبريد تشكّل مصدر قلق.
وحذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن كارثة السد التي أسفرت عن سقوط 17 قتيلاً على الأقل وخلّفت عشرات المفقودين تعقّد "وضعًا خطيرًا في الأساس في ما يتعلق بالسلامة النووية والأمن" في المحطة.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتفجير السد الواقع على نهر دنيبر.
التعليقات