سيول: أطلقت بيونغ يانغ صاروخين بالستيين ليل الإثنين الثلاثاء مع اقتراب الاحتفالات السنوية بذكرى انتهاء الحرب الكورية التي سيحضرها وفد صيني في أول زيارة لوفد أجنبي إلى كوريا الشمالية منذ كوفيد.

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي "رصد صاروخين بالستيين أطلقتهما كوريا الشمالية من مناطق قريبة من بيونغ يانغ باتجاه بحر الشرق (بحر اليابان) عند الساعة 23,55 (ليل الإثنين الثلاثاء) وفي منتصف ليل الخامس والعشرين" من تموز/يوليو.

وأوضحت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن الصاروخين حلقا مسافة حوالى 400 كلم قبل أن يسقطا في البحر، وفق ما أفادت وكالتا يونهاب الكورية الجنوبية وكيودو اليابانية.

البيت الأبيض
وندد البيت الأبيض بعملية الإطلاق، وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار "ندين بالتأكيد إطلاق جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية صواريخ بالستية"، وفق الاسم الرسمي لكوريا الشمالية.

وأضافت أن التجارب الصاروخية "تشكّل تهديدا لجيران جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية والمجتمع الدولي"، مؤكدة أن "التزامنا بالدفاع عن جمهورية كوريا واليابان لا يزال راسخا".

وكانت طوكيو أعلنت في وقت سابق إطلاق صاروخ أول سقط في البحر خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، وفق ما نقلت وكالة "إن إتش كاي" التلفزيونية العامة عن مسؤولين حكوميين.

ويندرج إطلاق الصاروخين في إطار سلسلة اختبارات أسلحة أجرتها بيونغ يانغ في الأسابيع الأخيرة، بينما عزّزت سيول وواشنطن تعاونهما الدفاعي ردا على تهديدات الشمال.

وتجري بيونغ يانغ بانتظام اختبارات صواريخ وأطلقت السبت "عدة صواريخ كروز" في البحر الأصفر بين شبه الجزيرة الكورية والصين.

في المقابل، رست غواصة أميركية مزودة بأسلحة نووية الأسبوع الماضي في كوريا الجنوبية، وردت بيونغ يانغ بالإعلان أن هذا "قد تنطبق عليه شروط استخدام الأسلحة النووية".

غواصة
كما وصلت غواصة أميركية ثانية تعمل بالدفع النووي هي "يو إس إس أنابوليس" إلى قاعدة بحرية كورية جنوبية قبيل إطلاق الصاروخين الجديدين، وفقا لوكالة يونهاب.

وأشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون شخصيا في منتصف تموز/يوليو على إطلاق صاروخ هواسونغ-18، أحدث صاروخ بالستي محلي الصنع عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب.

وجرى إطلاق الصاروخين الأخيرين قبل احتفال كوريا الشمالية هذا الاسبوع بالذكرى السنوية السبعين لانتهاء الحرب الكورية.

وأكدت بكين أن وفدا بقيادة العضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني لي هونغتشونغ سيحضر الاحتفالات، في أول زيارة لوفد أجنبي منذ إغلاق كوريا الشمالية حدودها في مطلع 2020 بسبب الوباء.

والعلاقات بين الكوريتين حاليا في أدنى مستوياتها مع انقطاع التواصل الدبلوماسي بين بيونغ يانغ وسيول إثر دعوة كيم لتسريع برنامج التسلح وتطويره بما يشمل الأسلحة النووية التكتيكية.

وردا على ذلك أجرت سيول وواشنطن تدريبات عسكرية مشتركة انتقدتها بيونغ يانغ بشدة.

واشتد التوتر مؤخرا مع فقدان أثر الجندي الأميركي ترافيس كينغ الذي كان ضمن مجموعة تقوم بجولة في المنطقة المنزوعة السلاح الأسبوع الماضي حين عبر الحدود بصورة غير قانونية إلى كوريا الشمالية، ويعتقد أنه موقوف في هذا البلد.

وأعلن نائب رئيس قيادة الأمم المتحدة للقوة المتعددة الجنسيات في كوريا الجنوبية الجنرال أندرو هاريسون الإثنين بدء "محادثات" بشأنه بين الأمم المتحدة وبيونغ يانغ "عبر آلية اتفاق الهدنة"، في إشارة إلى الاتفاق الذي أنهى القتال في 1953 بعد الحرب الكورية.

وانتهت الحرب الكورية بهدنة تم توقيعها في 27 تموز/يوليو 1953 وليس باتفاقية سلام، ما يعني أن الكوريتين ما زالتا نظريًا في حالة حرب.