إيلاف من لندن: وسط رغبة مشتركة لإنهاء جميع آثار الغزو العراقي للكويت من خلال الاتفاق على ترسيم حدود البلدين البحرية، سيبحث وزير خارجية الكويت هذا الملف في بغداد الاحد، إضافةَ الى امن الحدود والاستثمار ومواجهة المخدرات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن وزير الخارجيَّة الكويتي سالم عبدالله الجابر الصباح سيحلّ في بغداد اليوم في زيارة رسميَّة تستغرق يوما واحدًا يلتقي خلالها الرئاسات الثلاث للبلاد عبد اللطيف رشيد ومحمد شياع السوداني ومحمد الحلبوسي اضافة الى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين كما اشار في بيان صحافي تابعته "إيلاف".
أمن الحدود البرية ورسم الحدود البحرية
من جهته ابلغ مصدر عراقي مطلع "ايلاف" ان مباحثات الوزير الكويتي في بغداد ستتناول ملفات أمن الحدود البرية المشتركة البالغ طولها 242 كيلومترا والاتفاق على الانتهاء من ترسيمها وخاصة مايتعلق منها بميناء خور عبد الله حيث تصدر اتهامات من برلمانيين عراقيين الى الكويت بين الحين والاخر بالتجاوز على حدود العراق البحرية خاصة في خور عبد الله.
وبين انه بعد 33 عامًا على الغزو العراقي للكويت عام 1990 وبعد 20 عامًا على عودة العلاقات العراقية الكويتية إلى طبيعتها بعد سقوط النظام العراقي السابق الذي نفذ عملية الغزو، فإن ملف الحدود المشتركة بين البلدين يشكّل عائقًا أمام حلّ جميع الخلافات.
وكان مجلس الامن الدولي قد رسم آخر علامة للحدود المشتركة وفق قراره المرقم 833 في 27 أيار مايو 1993 وهي تقع في منتصف خور عبد الله وهناك جهود مشتركة للبلدين للانتهاء من الترسيم.
منطقة صناعية مشتركة وتوسيع الاستثمارات
واشار المصدر الى الوزير الكويتي سيناقش ايضا مع محاوريه العراقيين ضرورة توسيع الاستثمار وتشجيع رجال الأعمال الكويتيين في المساهمة باعادة اعمار العراق.
منوها الى ان البلدين يهدفان الى زيادة التبادل التجاري غير النفطي بينهما والبالغ 200 مليون دولار سنويًا حاليا موضحا ان العراق يتطلع إلى إنشاء منطقة صناعية وتجارية مشتركة مع الكويت لتطوير الشراكة الاقتصادية بينهما .
ويقول محللون سياسيون ان الحل لمشكلة الحدود يكون بتعاون الدولتين خاصة فيما يتعلّق بالمجال البحري منوهين الى ان منطقة شمال الكويت المحاذية للعراق يمكن أن تكون ذات بعد اقتصادي كبير تعود بالمنفعة عليهما اقتصاديًا وسياسيًا.
يشار الى ان العلاقات العراقية الكويتية قد استؤنفت عام 2004 على مستوى قائم بالأعمال ثم عيّنت الكويت أول سفير لها في بغداد عام 2008 وفي عام 2010، سمّى العراق سفيراً له لدى دولة الكويت.
وكانت الكويت قد استضافت في عام 2018 مؤتمراً للمانحين لإعادة بناء العراق تعهدت خلاله الدول المشاركة فيه بتقديم مساعدات الى العراق تبلغ 30 مليار دولار على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات تقدم له من أجل إعادة بناء ما دمرته الحرب.
التعليقات