في غياب كامل لبرنامج انقاذ وطني لبلاد تتخبط في الأزمات، وتعيش الجائحة بعد الأخرى، يبدو أن جماعة طالبان يتصورون أن تسليط المزيد من المظالم ومن المحرمات على المرأة يمكن أن يكون داعما لسلطتهم ونفوذهم على المدى الطويل. فخلال السنتين الماضيتين صدرت قرارات تقضي بمنع النساء من الدراسة، ومن العمل، ومن التجول في الحدائق، ومن ارتياد أماكن الترفيه باعتبار أنها مخصصة للرجال فقط. فإن أتيحت لهن فرصة الخروج، فإنهن يجبرن على تغطية أجسادهن بالسواد. كما يجبرن على أن يكنّ مصحوبات بأزواجهن أو بفرد من عائلاتهن إن كانت المسافة تتجاوز 70 كيلومترا.
وفي مطلع شهر يوليو-تموز من العالم الحالي، صدر قرار جديد من حكومة طالبان يقضي بحرمان النساء من ارتياد محلات التجميل، الفضاء الوحيد المتبقي لهن.
والآن كل محلات التجميل مغلقة في العاصمة كابل، وفي بقية المدن الأفغانية. وقد بررت حكومة طالبان قرارها المذكور قائلة إن المبالغ التي تصرفها النساء في الزينة والتجميل لا يتناسب مع مداخيل العائلة. وبحسب المصادر توجد في أفغانستان حوالي1200 محل تجميل. وسوف يتسبب هذا القرار في حرمان حوالي6000 من العمل. وهذا أمر خطير في بلاد تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة، وتعيش نسبة كبيرة من سكانها من المساعدات الإنسانية. وتقول نرجس التي هاجرت إلى كاليفورنيا فرارا من طالبان، والتي تدرس الآن طب التجميل هناك: "صالون التجميل الذي فتحته في كابل قبل سنوات كان يساعد عائلتي على مواجهة مصاعب الحياة. وأختاي اللتان مُنِعتا من الذهاب إلى المدرسة كانتا تعملان في الصالون. أما الآن فإن عائلتي أصبحت محرومة من مورد زرق".
وتقول جريدة "لوفيغارو" الفرنسية بأن البعض من المتخصصين في التجميل يفكرون في ممارسة مهنتهم سرًّا، إلاّ أن مقربين منهم يحذّرونهم من ذلك خشية العقوبات.
وتقول مراهقة تبلغ من العمر أربعة عشرة عاما: "نحن نعيش بين الحزن والغضب. مع خمسين من العاملات في محلات التجميل، خرجنا للتظاهر في الشارع، إلاّ أن شرطة طالبان واجهتنا بإطلاق النار في الهواء. ورغم أن الرجال يواجهون مصاعب كثيرة هم أيضا إلاّ أنه لا أحد منهم هبّ لمناصرتنا".
التعليقات