يُعتبَر الكاتب فرانسوا مورياك المولود عام1885 والمتوفي عام1970، أحد كبار الكتاب الفرنسيين في النصف الأول من القرن العشرين. ولقد كان كاثوليكيا محافظا.
وبمناسبة مرور70 عامًا على تأسيسها، وضمن سلسلة من مقالاتها الصيفية، خصصت له الأسبوعية الفرنسية L’expresse مقالا بعنوان: "فرانسوا مورياك الطفل الأبدي"، استعرضت فيه ذكرياتها معه أيام كان يكتب افتتاحيتها الأسبوعية.

Photo non datée de l'écrivain français François Mauriac (1885-1970) qui se promène dans les vignes de son domaine de Malagar près de Bordeaux.
صورة غير مؤرخة للكاتب الفرنسي فرانسوا مورياك (1885-1970) وهو يسير في مزارع الكروم في مزرعته في مالاغار بالقرب من بوردو.

وفي بداية المقال أشارت المجلة المذكورة إلى أن فرنسا كانت في أواسط الخمسينات من القرن الماضي، تعيش في دوامة من الأزمات. فقد كانت جيوشها تخوض الحروب والمعارك الأخيرة في المستعمرات القديمة، والتي ستكون نتائجها كارثية. لذلك سعت مجموعة من كبار الصحافيين المشهود لهم بالخبرة والكفاءة العالية إلى بعث مجلة أسبوعية تكون قادرة على مواكبة الأحداث الكبيرة التي كانت تشهدها فرنسا في ذلك الوقت، من دون أن تغفل عن الأحداث العالمية.

وفي افتتاحية العدد الأول من المجلة كتبت الصحافية المرموقة فرانسواز جيرو تقول: "الذي سيقرؤنا لم يوجد بعد. إلاّ أننا نعرفه جيدا وهو يقول: "إذا كانت لهم الشجاعة، فلن يكون لهم قراء. وإن كانوا يرغبون في أن يكون لهم قراء فلن تكون لهم الشجاعة".

وقد انضم إلى أسرة المجلة منذ بداية صدورها كتّاب مرموقون بينهم ألبير كامو وفرانسوا مورياك. إلاّ ان العلاقة بينهما كانت باردة. إذ أن كل واحد منهما كان قد اختار طريقا مختلفًا عن الآخر في السياسة، وفي الدين، وفي الأدب.

وكان المقربون من فرانسوا مورياك يقولون بإنه يمكن ان يكون "مؤذيًا" في مقالاته النقدية. وكان هو نفسه يؤكد بأن قلمه لاذع أكثر من لسانه. وأولى انتقاداته وجهها إلى وزير الخارجية جورج بيدو المتشبث بالحواجز الحديدية لـ"الكي دورساي". أما رئيس مجلس النواب فجامد مثل خزنة يُخفى فيها الذهب".

وعن الجنرال شارل ديغول، كتب فرانسوا مورياك يقول: "هو مجنون يقول بإنه فرنسا"، و"حين يتكلم لا يُضحك أحدا لأن ما ينطق به هو الحقيقة".

وتقول مجلة "L’expresse" إن فرانسوا مورياك كصحافي لم يكن يُصدر أحكامه متوقّفا عند المظاهر، ولم يكن يُعير اهتماما للمكان الذي منه يتكلم هؤلاء أو أولئك. بل كان يركز على خطبهم لأنها تعكس جيدًا شخصياتهم وأفكارهم، مُلتقطا كل كلمة ينطقون بها. كما أنه لم يكن يتردد في الدفاع عن الحرية من دون أن يهتم بالعواقب التي يمكن أن تنجر عن ذلك. لذلك أدان الجوانب المظلمة في الحروب التي كانت تخوضها فرنسا في مستعمراتها القديمة معتبرًا إياها علامة انهيار حضاري واخلاقي، ووصمة عار على جبين فرنسا.