إيلاف من لندن: حازت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، على جائزة نوبل للسلام لعام 2023 وذلك "لنضالها ضد اضطهاد المرأة في إيران وكفاحها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع".

وأشادت رئيس لجنة جائزة نوبل بيريت ريس أندرسن بكفاح محمدي ضد اضطهاد المرأة في البلاد، قائلاً إنها "مناضلة من أجل الحرية".

وتأتي الجائزة بعد أكثر من عام من الاحتجاجات في إيران التي قادتها النساء، وقالت لجنة نوبل إن منح محمدي للجائزة، تذكير بالإيرانية ماهسا أميني، التي أثارت وفاتها في الحجز الإيراني العام الماضي.

وقالت أندرسن إن شعار الاحتجاجات - "المرأة، الحياة، الحرية" - يعبر بشكل مناسب عن العمل المتفاني لنرجس محمدي.

وأضافت "إنها تناضل من أجل المرأة ضد التمييز والقمع الممنهجين"، مضيفة أن محمدي تدعم نضال المرأة من أجل عيش "حياة كاملة وكريمة".

وتقضي الناشطة حاليًا عقوبة طويلة في سجن إيفين سيء السمعة بطهران، وقالت اللجنة إنها تأمل أن تفرج إيران عنها قريبًا.

وفي العام الماضي، ذهبت جائزة السلام إلى مجموعة "ميموريال" الروسية لحقوق الإنسان، والمركز الأوكراني للحريات المدنية، والمدافع عن حقوق الإنسان البيلاروسي المسجون أليس بيالياتسكي. وقد تم الاعتراف بهم بشكل مشترك من أجل "تعزيز السلام"، على خلفية الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.

بيان العائلة
وإذ ذاك، قالت عائلة نرجس محمدي إن منح جائزة نوبل للسلام هو "لحظة تاريخية وعميقة لكفاح إيران من أجل الحرية". لكنهم أضافوا أنهم نادمون على أن محمدي - المسجونة في طهران - لم تتمكن من مشاركة "اللحظة الاستثنائية".

وأضافت في منشور لها على صفحتها الرسمية على إنستغرام، التي تحتفظ بها أثناء وجودها خلف القضبان، إن شرف جائزة السلام يعود إلى جميع الإيرانيين، "وخاصة النساء والفتيات الإيرانيات الشجاعات اللاتي أسرن العالم بشجاعتهن في القتال". من أجل الحرية والمساواة".

سجينة العقدين
ونرجس محمدي ناشطة أمضت حياتها في الدفاع عن حقوق الإنسان في إيران، حيث ظلت سجينة طوال معظم العقدين الماضيين. وحُكم عليها مراراً وتكراراً بسبب حملتها المتواصلة ضد عقوبة الإعدام والحبس الانفرادي - والتي كان عليها أن تتحملها لأسابيع في كل مرة.

وتقضي محمدي حاليًا حكمًا بالسجن لمدة 10 سنوات وتسعة أشهر، بتهمة القيام بأعمال ضد الأمن القومي والدعاية ضد الدولة.

وكان حُكم عليها أيضًا بالجلد 154 جلدة، وهي العقوبة التي تعتقد جماعات حقوق الإنسان أنها لم تطبق حتى الآن، بالإضافة إلى حظر السفر وغيره من أشكال الحظر.

يشار إلى أن نرجس كريم محمّدي (ولدت في زنجان في 21 ابريل 1972)، وهي نائبة رئيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، الذي ترأسه الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي.

وفي عام 2009، تلقت نرجس محمدي جائزة الكسندر لانغر، لناشط السلام الكسندر لانغر، وفي 2011 حصلت على جائزة بير أنغر، جائزة الحكومة السويدية الدولية لحقوق الإنسان، وفي 2016 حصلت على جائزى حقوق الإنسان لمدينة فايمار الألمانية.

نبذة علمية ومهنية
كانت نرجس محمدي التحقت بجامعة الخميني الدولية، وحصلت على شهادة في الفيزياء، وأصبحت مهندسة محترفة، وخلال مسيرتها الجامعية،

وكتبت مقالات تدعم حقوق المرأة في الصحيفة الطلابية، وألقي القبض عليها في اجتماعين لمجموعة الطلاب السياسيين (مجموعة الطلاب المضيئة).

وكانت نشطة أيضاً في مجموعة تسلق الجبال، ولكن بسبب أنشطتها السياسية منعت من الانضمام إلى مجموعة التسلق.

ثم عملت نرجس محمدي كصحفية في عدة صحف إصلاحية، ونشرت كتاباً عن مقالات سياسية بعنوان الإصلاحات والاستراتيجية والتكتيكات.

وفي عام 2003، انضمت إلى مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، برئاسة الحائزة علي جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي، وأصبحت في وقت لاحق نائبًا لرئيسة للمنظمة.

وفي عام 1999، تزوجت من زميلها الصحفي الموالي للإصلاح تقي رحماني، الذي لم يمض وقت طويل على اعتقاله الأول، والذي انتقل إلى فرنسا في عام 2012 بعد أن قضى أربعة عشر عاماً بالسجن، ولكن نرجس ما زالت مواصلة لعملها في مجال حقوق الإنسان، ورزقا بالتوأم علي وكيانا.