إيلاف من لندن: علمت (إيلاف) من مصادر عربية دبلوماسية، بأن مصر والأردن تقودان وساطة ربما تكون "مضنية" لوقف مسلسل الدم والدمار والعنف على وقع هجمات حماس على إسرائيل.
وأعربت هذه المصادر عن اعتقادها بأن مثل هذه الوساطة ستكون بمثابة "شق الأنفس" نظراً لوقف إيران على خط التصعيد والدعم لحرك حماس الإسلامية، وتحركها لحليفها (حزب الله) اللبناني في شمال الجبهة.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تناولا فيه التشاور بشأن مستجدات الأوضاع الراهنة والتصعيد الجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
كما تم استعراض التطورات الأخيرة والتشديد على أولوية تضافر الجهود الإقليمية والدولية للعمل على وقف التصعيد والعنف، وضبط النفس، حقناً للدماء ومنعاً للمزيد من تدهور الأوضاع، حسب ما أفاد المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية.
ومصر والأردن هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان وقعا اتفاقيات سلام مع إسرائيل، كما يحتفظان بعلاقات متوازنة مع حركة حماس.
تحليل بي بي سي
وإذ ذاك، قالت المحللة الدبلوماسية لـ(بي بي سي) وهي خبيرة في شؤون الشرق الأوسط ليز دوسيت إنه لا يزال توقيت هجوم حماس يثير التساؤلات. ويستحضر قادتها شعاراتهم المعتادة حول النضال من أجل القدس ومن أجل أسراها.
وأضافت: لكن حركة المقاومة هذه سيكون لها طموحات أوسع بكثير في عملية قد يستغرق إعدادها سنوات. وهناك الآن عجلات داخل عجلات. ومن المؤكد أن العديد من القضايا الأوسع ستتأثر بعواقب هذه الأزمة.
وأضافت دوسيت: لقد جاء هذا التصعيد غير المسبوق في وقت دبلوماسية غير مسبوقة تصدرتها المفاوضات السعودية الأميركية التي بدا أنها تتجه نحو اعتراف المملكة بالدولة اليهودية؛ وتواصل أكبر بين الرياض والسلطة الفلسطينية، المنافس اللدود لحماس.
وأشارت المحللة إلى أن حماس ألقت قنبلة يدوية لتتفجر في كل الغرف التي حدث فيها تلم الاتصالات والتفاهمات.
وقالت: وهناك العديد من اللاعبين في هذا المزيج ــ إيران، الحليف القوي لحماس، فضلاً عن روسيا. وحتى الحرب في أوكرانيا يمكن أن تجد نفسها في هذا المدار.
ومن المعروف أن حماس نفسها منقسمة. وتقول المصادر إن الجناح العسكري يقود تصعيداً خطيراً سيكون تأثيره بعيد المدى وطويل الأمد.
دور إيران
وإلى ذلك، وكدليل على دخول إيران على الخط في دعمها المعلن لحماس واتصال رئيسها إبراهيم رئيسي مع قادة الحركة الاسلامية ونظيرتها الجهاد الإسلامي، دخل حزب الله الموالي لطهران على الأزمة بقصف مدفعي وصاروخي لمواقع إسرائيلية.
ومثل هذا التدخل من جانب الحزب يهدد باطالة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الراهن واحتمال امتداده الى جنوب لبنان.
أهداف منتقاة
واختار الحزب المدعوم من إيران هدفه بعناية، وهو ثلاثة مواقع في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها. لكنها قادرة على أكثر من ذلك بكثير.
وكان حزب الله، الذي يلتزم مثل إيران بتدمير إسرائيل، هنأ حركة حماس على هجماتها على الأراضي الإسرائيلية وقال إنه "سيراقب التطورات عن كثب".
وجاء في بيان جديد أن هجماته في الجنوب جاءت "تضامنا مع الشعب الفلسطيني". وتمتلك الجماعة المسلحة صواريخ طويلة المدى تحت تصرفها يمكنها ضرب عمق الأراضي الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل، التي ردت على الفور هذا الصباح باستهداف مواقع الإطلاق ومواقع أخرى، قد أرسلت بالفعل تعزيزات إلى حدودها الشمالية. وتقول إنها تخطط لصراع طويل، ومن المتوقع شن هجوم بري على غزة.
التعليقات