إيلاف من لندن: بدأ عاهل بريطانيا والملكة كاميلا، زيارة دولة تستغرق أربعة أيام إلى كينيا، ويحتمل أن تطغى عليها دعوات للاعتذار عن الانتهاكات التي ارتكبت خلال الحكم الاستعماري البريطاني.

وكان في استقبال الملك تشارلز الثالث وزوجته، في أول زيارة من نوعها لدولة أفريقية منذ اعتلائه العرش قبل عام، الرئيس ويليام روتو والسيدة الأولى في مقر الرئاسة في نيروبي.

حركة ماو ماو
ويلقي الملك البريطاني خطابا هاما في مأدبة رسمية يتناول فيها "الجوانب الأكثر إيلاما" للعلاقات الكينية البريطانية، وتحديدا انتفاضة "ماو ماو".

وفي الخمسينيات من القرن الماضي، بدأ مقاتلو حركة "ماو ماو" في كينيا حملة لإنهاء الحكم البريطاني، وحينها ارتكبت فظائع على كلا الجانبين، لكن متمردي ماو ماو عانوا من سوء المعاملة بشكل كبير.

وحسب تقارير، قُتل أو عذب أو شوه تسعون ألف كيني، وتم احتجاز العديد منهم في معسكرات الاعتقال.

وقبل عقد من الزمن، أعربت الحكومة البريطانية عن أسفها ودفعت تعويضات بقيمة 20 مليون جنيه إسترليني تقريبًا، لكن الوزراء لم يعتذروا أبدًا.

مطالب باعتذار
وقبيل زيارته، تجددت الدعوات للملك تشالز، لتقديم اعتذار رسمي من لجنة حقوق الإنسان الكينية، التي طلبت "اعتذارًا علنيًا لا لبس فيه"، ومن تعرض أقاربهم للانتهاكات.

وقالت قناة (سكاي نيوز) إن أحد التحديات التي تواجه الملك هو كيفية الاعتراف بالأخطاء التاريخية التي ارتكبت في ظل الحكم البريطاني. وسوف يستمع العديد من الكينيين بعناية إلى خطابه وإلى أي مدى يذهب لمعالجة هذه القضية.

وكان الملك تشارلز وضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول، قبل أن يشاهد شجرة تين موغومو المقدسة المزروعة في المكان الذي تم فيه رفع العلم البريطاني آخر مرة.
ويصادف هذا العام الذكرى الستين لاستقلال كينيا.

علاقات وثيقة
وعلى الرغم من مشاكل الماضي، حافظت كينيا وبريطانيا على علاقة وثيقة، وتعد كينيا أيضًا حليفًا مهمًا في منطقة مضطربة.

وتحرص حكومة المملكة المتحدة على أن تركز هذه الرحلة على الصداقة والعلاقات المستقبلية. لكن العديد من الكينيين يعتقدون أنه يجب أيضًا معالجة الماضي بشكل صحيح.

وكان نائب السكرتير الخاص للملك تشارلز، كريس فيتزجيرالد، قد قال في وقت سابق إن الزيارة "ستعترف بجوانب أكثر إيلاما للتاريخ المشترك للمملكة المتحدة وكينيا".

وأضاف أن الملك "سيأخذ وقتا لتعميق فهمه للمظالم التي تعرض لها الناس في هذه الفترة".