إيلاف من بيروت: في العاشرة من ليل أمس، أغارت مسيرة إسرائيلية على بيت في بلدة بيت ياحون بجنوب لبنان. وكان في المنزل عناصر تابعة لحزب الله وقد قتلوا جميعاً في الغارة.

في وقت متأخر ليلاً، نعى حزب الله خمسةً من مقاتليه سقطوا في تلك الغارة، وهو عباس محمد رعد من بلدة جباع في جنوب لبنان، وهو نجل محمد رعد، رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، وخليل جواد شحيمي من بلدة مركبا في جنوب لبنان، وهو قائد فوج في قوات الرضوان التابعة للحزب، وأحمد حسن مصطفى من بلدة حولا، ومحمد حسن أحمد شري من بلدة خربة سلم، وبسام علي كنجو من بلدة شقرا.

وكذلك، نشرت حسابات على منصة "أكس" مقطع فيديو لعملية قصف المنزل وقتل مسلحي حزب الله.

ويذكر أن بلدة بيت ياحون، التي استهدفتها الغارة، تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وبالتالي تعد الغارة هذه خرقاً لقواعد الاشتباك بين حزب الله وإسرائيل، السارية منذ حرب يوليو 2006.

أتت هذه الغارة قبل إعلان تأجيل هدنة غزة إلى الجمعة، وهي الهدنة التي كانت مقررة الخميس، وكان حزب الله قد أعلن مساء الأربعاء أنه سيلتزم بها شريطة التزام إسرائيليون عدم القصف. ورأى مراقبون في هذه الغارة حلقة جديدة من حلقات التصعيد الذي تتعمده إسرائيل التصعيد لاستدراج حزب الله إلى رد يؤدي تاليًا إلى توسيع دائرة الحرب، التي ما زالت محصورة في غزة، لتستفيد من دعم أميركي وغربي قد لا يستمر طويلًا.

كذلك، أتت هذه الغارة بعدما اصدرت نشرة الأمن القومي الإسرائيلي تقديراً للموقف العسكري في شمال إسرائيل، قالت فيه إن معادلة الردع التي وضعها الحزب على طول الخط الأزرق قد تبددت، وارتفع عدد القتلى اللبنانيين إلى 100 قتيل، مضيفاً أن إسرائيل هاجمت مواقع لحزب الله في عمق الأراضي اللبنانية، وفي عمق سوريا حيث سقط له عدد من القتلى.

وجاء في النشرة: "يؤثر نزوح آلاف الشيعة من جنوب لبنان سلباً في صورة الحزب، وينتقص من دوره درعًا للدفاع عن هؤلاء في لبنان. إذا انتهت الحرب بمفاجأة ما، كما يظن حزب الله، فثمة فرصة سانحة لاستمرار معادلة الردع التي انهارت أصلًا، ما يعني حصول انتقال سياسة استخدام القوة مع لبنان من وضعية الامتناع إلى وضعية المبادرة".

وترجح النشرة أن يقدّم حزب الله الذريعة لعملية واسعة النطاق في لبنان، تشارك فيها الولايات المتحدة.

اليوم، على وقع تشييع حزب الله قتلاه، هل يبادر إلى رد مزلزل على المواقع الإسرائيلية، ما دام قد ربح يوماً آخر من المعارك بتأجيل الهدنة، ما يعيد الجنوب البناني إلى حلقة النار المستعرة، وربما يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى أتون حرب إقليمية قاسية.. أم يؤجل انتقامه إلى حين؟

يبدو أن هذا السؤال يحكم حياة اللبنانيين جميعاً.