لاغوس: أدت غارة نفّذتها مسيّرة تابعة للجيش النيجيري الى مقتل 85 مدنيا على الأقل عن طريق الخطأ الأحد في قرية في ولاية كادونا في شمال غرب البلاد، خلال عملية قصف تعتبر بين الأكثر دموية في البلاد.

وطلب الرئيس بولا أحمد تينوبو الثلاثاء إجراء تحقيق بعدما أقر الجيش بأن إحدى مسيّراته قصفت عن طريق الخطأ قرية تودون بيري فيما كان السكان يشاركون في حفل إسلامي.

وأوضحت الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ على صفحتها في فيسبوك "تلقى مكتب المنطقة الشمالية الغربية تفاصيل من السلطات المحلية تفيد بأن 85 جثة دفنت حتى الآن وما زال البحث مستمرا". وقد أكد ناطق الثلاثاء هذا البيان.

جرحى
وأشارت الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ إلى أن 66 شخصا يتلقون العلاج في المستشفى، لكن مسؤولي طوارئ ما زالوا يتفاوضون مع مسؤولين من المجتمع المحلي لتهدئة التوترات حتى يتمكنوا من الوصول إلى القرية.

وغالبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن الذين كانوا يحتفلون في مهرجان اسلامي.

وقال أحد السكان المحليين، إدريس داهيرو لوكالة فرانس برس "عمتي وزوجة أخي وأطفالها الستة وزوجات إخوتي الأربعة هم من بين القتلى" وتابع "لقد قضت عائلة أخي الأكبر، باستثناء طفله الصغير الذي نجا".

وكثيرا ما تعتمد القوات النيجيرية على القصف الجوي في حربها ضد ما يطلق عليهم تسمية قطاع الطرق في شمال غرب البلاد وشمال شرقها.

قضى خلال هذه المواجهات أكثر من أربعين شخصا ونزح مليوني شخص منذ العام 2009.

حادث مؤلم
وقالت الرئاسة النيجيرية في بيان "يصف الرئيس تينوبو الحادث بأنه مؤسف جدا ومزعج ومؤلم، معربا عن استيائه وحزنه إزاء خسارة أرواح نيجيريين".

وكان الجيش أعلن الاثنين أن غارة نفذتها إحدى مسيّراته أصابت عن طريق الخطأ قرويين كانوا يشاركون في مهرجان إسلامي لكنه لم يقدم أي حصيلة.

وأوضح في وقت لاحق أنه تم الخلط بين القرويين وبين جماعة مسلحة في المنطقة.

كما أكد الجيش في بيانه على ان "الإرهابيين يتواجدون عمدا في المناطق التي يعيش فيها السكان المدنيون حتى يتلقون عواقب فظائعهم".

وأضاف البيان أن الجيش "يعتبر مقتل كل مدني خلال العمليات مأساة".

غياب الأمن
ومنذ توليه منصبه في ايار/مايو، يعتبر الرئيس أن معالجة مسألة غياب الأمن هي أحد اهتماماته الرئيسية في إطار سعيه لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.

أرهبت هذه الميليشيات المسلحة منذ فترة طويلة أجزاء من شمال غرب نيجيريا، حيث كانت تنشط في معسكرات في عمق الغابات وتداهم القرى لنهب واختطاف السكان للحصول على فدية في المقابل.

وفي شمال شرق البلاد، تم طرد الجهاديين من الأراضي التي احتلوها في ذروة الصراع، ولايزالون يواصلون القتال في المناطق الريفية.

ولحقت عمليات القصف التي قام بها الجيش النيجيري في وقت سابق بالفعل المدنيين عن طريق الخطأ.

وقُتل في أيلول/سبتمبر 2021 ما لا يقل عن عشرين صيادًا وأصيب عدد آخر في هجوم في منطقة كواتر دابان ماسارا، على بحيرة تشاد، شمال شرق البلاد، عندما ظن الجيش بالخطأ أنهم مقاتلون.

وفي كانون الثاني/يناير 2017، قُتل ما لا يقل عن 112 شخصًا عندما قصفت طائرة مقاتلة مخيمًا يؤوي 40 ألف نازح بسبب العنف الجهادي في بلدة ران، بالقرب من الحدود مع الكاميرون.

وعلّل الجيش النيجيري سبب الخطأ "بغياب وضع علامات مناسبة على المنطقة" في تقرير نشر بعد ستة أشهر.