يقول محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية إن روسيا قد تخاطر بحرب نووية مع حلف شمال الأطلسي لكي تنتصر في حربها مع أوكرانيا
إيلاف من دبي: في مقالة نشرتها مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، يقول بيتر شرودرـ المحلل السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، إن الولايات المتحدة ربما تقلل من احتمال نشوب حرب نووية بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ويرى أن ذلك خطأ استراتيجي، "فالمسؤولون الأميركيون يتصرفون بطريقة عكسية".
يضيف شرودر: " في الواقع، من غير المرجح أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلاحًا نوويًا في ساحة المعركة في أوكرانيا، لكن من المحتمل جدًا أن يتجه نحو استخدام هذا السلاح ضد قوات الناتو".
قد يفعلها بوتين
أمضى شرودر نحو عقدين من الزمن في العمل على القضايا المتعلقة بروسيا. وإلى جانب عمله في وكالة الاستخبارات المركزية، عمل شرودر في السفارة الأميركية في موسكو وفي مجلس الاستخبارات الوطني.
يقول شرودر في مقالته: "عندما يستخدم بوتين ترسانته، فهو لا يحاول التحذير من أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا، بل يهدف خطابه إلى تهديد الناتو نفسه". فبوتين لم يكن يكتفي باستعراض القوة كلما روج لقدرات روسيا النووية، "فاستخدام أسلحة نووية أمر يمكن بوتين أن يفعله إذا أراد الفوز في الحرب في أوكرانيا بسرعة". يضيف المحلل الأميركي: على عكس الغرب، قد لا يخشى بوتين مواجهة نووية: فهو على دراية جيدة بالترسانة النووية الروسية ومبادئ الردع النووي، وربما يرى نفسه ملائمًا بشكل فريد لإدارة أزمة نووية".
وبحسب تحليلات شرودر، كان بوتين ثابتا في قوله إن روسيا مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية ضد الناتو للدفاع عن مصالحها في أوكرانيا، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الروسي قبل ثماني سنوات عندما قال إن بلاده مستعدة لتعبئة قواتها النووية خلال غزوها لشبه جزيرة القرم. .
سيتحرك بسرعة
يوضح شرودر كيف يمكن بوتين أن يزيد الضغوط الروسية على الناتو. يقول: "إذا قرر بوتين تصعيد الحرب، من خلال مهاجمة حلف الناتو بأسلحة تقليدية، فمرجح أن يتحرك بسرعة كبيرة كي لا يمنح الولايات المتحدة فرصة للمناورة بعيدًا عن الأزمة. ومن هناك، قد تبدأ موسكو فعليا في استخدام القوة ضد الناتو، بأن تهاجم طائرات الحلف وسفنه وقوافله لجره إلى القتال".
يتابع شرودر في مقالته: "في أسوأ سيناريو، قد يسعى الكرملين إلى صدم العالم كله، ودفعه إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة وبشروط بوتين. يكفي أن تستخدم روسيا سلاحًا نوويًا مباشرة ضد أراض تابعة لدول حلف الناتو"، على الرغم من أن الولايات المتحدة وروسيا سعيا في السابق إلى التقليل من احتمال نشوب حرب نووية.
إلى ذلك، تجاهل الرئيس الروسي تعليقات الرئيس الأميركي جو بايدن حول كيفية مهاجمة روسيا حلف شمال الأطلسي بعد هزيمة أوكرانيا، وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية الأحد: "ليس لروسيا سبب ولا مصلحة جيوسياسية أو اقتصادية أو سياسية أو عسكرية في مهاجمة دول الناتو".
لتجنب الأسوأ، يقول شرودر أن الولايات المتحدة تحتاج إلى إيجاد طرق جديدة لمنع روسيا من استخدام ترسانتها النووية، "ويتعين عليها أن تقنع المسؤولين في البلاد، بمن فيهم المسؤولين في سلسلة القيادة العسكرية، بعرقلة القرارات التي قد تؤدي إلى هجوم نووي، وأن تقنع النخب الروسية بأن بلادهم قادرة على التنازل عن أوكرانيا من دون التعرض لهزيمة كارثية، وأن تعمل على حشد الدول الأخرى، خصوصًا المحايدة، لنزع الشرعية عن الاستخدام النووي وإقناع بوتن بأنه سيرتكب خطأً فادحاً إذا استخدم ترسانته النووية. وعليها أن تفعل ذلك الآن".
المصدر: "فورين أفيرز"
التعليقات