إيلاف من بيروت: أكدت وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا أن غزة "أرض فلسطينية"، وقالت أن "قطاع غزة والضفة الغربية يجب أن يكونا معا جزءا واحدًا.
وشددت كولونا في حديثها لشبكة CNN الأميركية على ضرورة العودة إلى مبادئ القانون الدولي واحترامها، معتبرة أن الدعوات المنادية بإعادة توطنين سكان غزة خارج القطاع ستبعدنا عن إيجاد الحل لهذه القضية.

وجاء ملفتًا قول كولونا للشبكة الأميركية إنه "ليس من حق إسرائيل تحديد مستقبل قطاع غزة"، في الوقت الذي عرض فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لخطته في غزة لما بعد الحرب التي لا يرى فيها وجودا لا لحماس ولا لإدارة مدنية إسرائيلية.

اليمين الإسرئيلي
ومن المتوقع أن تتفاعل الحكومة الاسرائيلية سلبًا مع الموقف الفرنسي الصادر عن وزيرة الخارجية، خصوصًا أن وزراء اليمين المتشدد يرفضون وقف الحرب حتى القضاء على حماس، ويطالبون بتهجير سكان القطاع من الفلسطينيين. حيث كشف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تأييده لفكرة إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة في الخارج، مؤكدا على أن الحرب تمثل "فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة". كما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل يجب ألا تقبل بوضع يعيش فيه مليونا فلسطيني في قطاع غزة، مضيفا أن "عدد الفلسطينيين الذين سيبقون في القطاع يحدد طريقة بحث مسألة اليوم التالي لانتهاء الحرب".
وهي مواقف تتناقض مع ما صرحت به كولونا اليوم قائلة إن الدعوات المنادية بتهجير سكان القطاع "غير مسؤولة"، مشددة على أن "غزة أرض فلسطينية".

"حلّ الدولتين"
وفي ذات السياق، أكدت كولونا الموقف الفرنسي بتأييد حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتزام بلادها بالسعي لتفادي أي تصعيد جديد للأوضاع من جانب أي طرف، منعًا لامتداد ألسنة النار إلى دول مجاورة مثل لبنان، لاسيما بعد التوتر في البحر الأحمر، واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، معقل حزب الله.

وفي موضوع "حلّ الدولتين" يبدو الموقف الفرنسي منسجمًا مع التصريحات الأميركية التي تقول أنها تؤيد تطبيقه. علمًا أن بايدن كان قد انتقد تعنت الحكومة الاسرائيلية علنًا، وقال إنها لا تريد حلّ الدولتين. كما ان الادارة الاميركية تضغط على حكومة اليمين المتطرف لتحديد اهدافها الاستراتيجية ورؤيتها لما بعد الحرب وسط جدل وخلافات اسرائيلية قائمة تفجّرت اليوم في اجتماع الكابينت الذي اضطر رئيس الوزراء بنيامين نتاياهو لفضّه بسبب تهجّم وزراء اليمين الاسرائيلي على رئيس اركان الجيش هرتسي هليفي متهمين الجيش بالتآمر على حكومة نتانياهو مع الإدارة الأميركية لاسقاطها. كما عبّروا عن رفض اليمين الإسرائيلي لوقف الحرب داعين لتهجير الفلسطينيين من غزة.

كلام كولونا الذي يعبّر عن الموقف الفرنسي الواضح، يتقاطع مع جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الذي بدأ جولته الشرق أوسطية من أنقرة وسيمر الى إسرائيل وعدة دول عربية لمناقشة الوضع في غزة وتصورات ما بعد الحرب، وسعيا لاحتواء الصراع ومنع امتداده الى بلدان الجوار في الشرق الأوسط.

الموقف العربي
يُذكر ان الدول العربية كانت قد سجّلت مواقف رافضة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في مجلس الأمن والأمم المتحدة وفي الاجتماعات التي عُقِدَت في الرياض.
وهو ما أكده الموقف السعودي والمصري والاردني والعراقي وكل دول مجلس التعاون الخليجي الذين اكدوا على ضرورة ايجاد دولة فلسطينية تمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية وتحفظ له حق العيش بكرامة وأمن على أرضه وفقا للمواثيق المعترف بها دوليا.