كشفت مصادر إسرائيلية موثوقة لـ "إيلاف" عن لحظات التوتر التي سادت مجلس الحرب الإسرائيلي، بعدما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صفقة قطرية مصرية قبل أسبوعين، لترفع حماس شروطها وترفض فصل المدنيين عن الجنود في أي صفقة مقبلة.
إيلاف من القدس: تأجج التوتر بين حركة حماس وإسرائيل بعد رفض حماس مقترحاً إسرائيلياً يقضي بتحقيق هدنة لمدة شهرين في قطاع غزة. وتضمن المقترح الإسرائيلي إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وإدخال مساعدات إنسانية مقابل إفراج حماس عن الرهائن. وعوضاً عن ذلك، عادت حماس إلى المطالبة بوقف تام لإطلاق النار مع ضمانات، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة. وربطت حماس مصير الرهائن المحتجزين لديها بالأمور الملموسة كإدخال المساعدات وتسليم الجثث، معربة عن رفضها فصل المدنيين عن الجنود ضمن أي صفقة مقبلة.
فرصة أضاعها نتنياهو
وفي هذا السياق، أكد مصدر إسرائيلي كبير لـ “إيلاف” وجود خلافات حادة في مجلس الحرب الإسرائيلي. وأشار المصدر إلى أن نتنياهو تسلم قبل نحو أسبوعين مقترحاً قطرياً مصرياً يقضي بالإفراج عن الرهائن المدنيين الإسرائيليين وتسليم بعض الجثث مقابل إطلاق سراح نحو ثلاثمئة أسير فلسطيني وإدخال مساعدات إنسانية لغزة، بالإضافة إلى نقل عائلات وجرحى حماس لتلقي العلاج خارج القطاع، مع هدنة متواصلة لمدة عشرين يومًا. إلا أن نتنياهو رفض الصفقة القطرية المصرية، وحاول الوصول إلى المختطفين بعدما اكتشفت القوات الخاصة الإسرائيلية أنفاق حماس. بدورها، سارعت حماس بنقل الرهائن المحتجزين لديها فور رصد اقتراب القوات الخاصة الإسرائيلية من الأنفاق، فوصلت إسرائيل إلى هذه الأنفاق متأخرة.
أجواء إسرائيلية مشحونة
وقال المصدر الذي تحدث لـ"إيلاف" إن مجلس الحرب الإسرائيلي يعيش أجواء مشحونة، بلغت حد الانفعال والصراخ داخل المجلس وصولاً الى فض الجلسة تفاديا لاحتدام النقاش أكثر، وذلك جراء رفض نتنياهو للمقترح القطري المصري. أضاف المصدر أن وزير الحرب بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت صرخا بصوت مرتفع موجهين انتقادات حادة إلى كل من نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي لوصفهم الصفقة القطرية المصرية في حينها بأنها "لم تكن جيدة".
واعترض غالانت على رفض الصفقة متسائلاً "هل أصبحت الصفقة القطرية المصرية أفضل الآن؟"، لافتاً إلى عدم وجود أي انجازات أو صفقات ملموسة. وقال غالانت: "كيف سنستمر بهذا الوضع، ولماذا لم تُبلغونا عن إدخال الأدوية التي لم تصل إلى أي مختطف حتى اللحظة؟". وفي مواجهة مباشرة، سأل غالانت نتنياهو: "هل تسعى للانتصار أم للبقاء على الكرسي؟" وفضت الجلسة على وقع حدة النقاش.
نتنياهو يفقد البوصلة
وأكد المصدر لـ "إيلاف" أن الأوضاع في مجلس الحرب الإسرائيلي ليست أفضل حالاً من الكابينيت الأمني الذي يشهد أجواء مشحونة، بسبب وزراء اليمين المتطرف وشخصيات حكومية غريبة الأطوار والأقوال. وأضاف المصدر أن نتنياهو يظهر كشخص فقد البوصلة تمامًا، وما زال يرفض الحديث عن اليوم الذي سيعقب الحرب، ويعارض أي مقترح أميركي أو عربي، حتى لو كان المقترح آتياً من الأصدقاء في دول الخليج، على حد قول المصدر.
التعليقات