ينفذ حكم الإعدام بحق كينيث إيوجين، المواطن الأمريكي، الخميس، كأول شخص في الولايات المتحدة يتم إعدامه بحقنة سامة من النيتروجين، وهي طريقه جديدة غير مختبرة.
وقال إيوجين لبي بي سي قبيل أيام من إعدامه، إن الأفكار تطارده، وتعذبه بسبب الطريقة الجديدة.
وفي المرة الأولى التي كان يفترض أن يموت فيها إيوجين كان لدى حراس سجن ألاباما عدة ساعات لتنفيذ الحكم.
واصطحبوه إلى غرفة تنفيذ أحكام الإعدام في سجن هولمان الإصلاحي، وحاولوا حقنه بمادة سامة، لكنهم فشلوا في ذلك.
ولم يتمكن الحراس من الحصول على وريد واضح لحقن المادة السامة في جسد إيوجين، ، وبعد عدة محاولات فاشلة تركوه، عندما دقت عقارب الساعة معلنة منتصف الليل، وعندها انتهى سريان مذكرة الإعدام.
والآن ستحاول سلطات الولاية إعدامه مرة أخرى، بعد نحو شهرين من المحاولة الفاشلة.
وهذه المرة أقرت السلطات محاولة قتله بخنقه، عبر قناع يجبره على تنفس غاز النيتروجين، وهو أمر قاتل حيث يحرم جسده الحصول على الأوكسجين.
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي إن الطريقة الجديدة وغير المجربة سابقا، قد تنحدر إلى مستوى التعذيب، وجرائم ضد الإنسانية، وطالب بوقفها.
ولا يزال الحكم ساريا على إيوجين، حيث رفضت المحكمة طلب محاميه، بوقف الإجراءات، وتم تحديد الخميس لتنفيذ الحكم.
وكان إيوجين واحدا من اثنين تم الحكم عليهما عام 1989 لارتكاب جريمة قتل إليزابيث سينيتي، بالطعن والضرب حتى الموت، بعدما تم استئجارهما مقابل ألف دولار.
ويعد إيوجين واحدا من القلائل في تاريخ البلاد الذين تتم محاولة إعدامهم مرتين، وأول شخص يقر إعدامه بالنيتروجين.
"وقال إيوجين لبي بي سي في إجابات مكتوبة على أسئلة وجهتها له "جسدي ينهار وأفقد الوزن بشكل سريع".
ويمنع مقابلة الصحفيين لأي من المحكوم عليهم بالإعدام وجها لوجه، في ولاية آلاباما، وتمكنا من التواصل معه عبر الهاتف، الأسبوع الماضي، ورفض التحدث لأنه قال إنه يشعر بأنه ليس في حال طيبة.
وقال في إجاباته المكتوبة، "أشعر بدوار مستمر، وأعاني نوبات رعب بشكل دوري، وهذا جانب بسيط من حياتي اليومية، أعاني التعذيب بالأساس".
وأضاف أنه يطالب سلطات الولاية بوقف الإعدام.
وتقول الولاية إن غاز النيتروجين سيسبب له فقدان الوعي بشكل سريع، لكنها لم تقدم أي دليل علمي على ذلك.
وحذر خبراء طبيون، وناشطون من المخاطر الكارثية لغاز النيتروجين، والتي تتراوح من الإرتجافات العنيفة، إلى الحياة في حال وعي دون إبداء أي استجابة جسدية، وربما تسرب الغاز من القناع والتسبب في قتل آخرين في الغرفة.
ويقول مستشار إيوجين الديني، الكاهن جيف هود، "أنا متأكد من أنه ليس خائفا من الموت، فهو على اطلاع كامل على ما جرى، لكنه يشعر بالرعب من استمراره في معاناة التعذيب بسبب العملية غير المسبوقة".
وأضاف أن إيوجين وقع عريضة قانونية قدمتها إليه الولاية بخصوص مخاطر استخدام النيتروجين.
ويضيف هود "سأكون على بعد سنتيمترات قليلة منه، وتم تحذيري عدة مرات من خبراء طبيين من الخطورة التي يشكلها ذلك على حياتي، لو حدث أي تسريب من القناع، أو الخرطوم الموصل إيه، أو حتى محبس الغاز، وهو ما يعني تسرب النيتروجين إلى الغرفة".
ويقول خبير تعاون في إعداد تقرير تم إرساله إلى الأمم المتحدة إن هذا الأمر يؤدي إلى تهديد غير مقبول.
ويقول دكتور جويل زيفوت، خبير التخدير في جامعة إيموري إن سلطات ولاية آلاباما لديها سجل طويل و"فظيع" من عمليات الإعدام "القاسية".
ويضيف لبي بي سي "يجب أن أقر الآن أن إيوجين، هو الحالة الأسوأ التي يعانيها أي رجل في الولايات المتحدة، لأن سلطات آلاباما تصر على إعدامه، حتى لو أدى ذلك إلى قتل أشخاص آخرين".
ويواصل زيفوت "تخيل لو هناك كتيبة إعدام تقف قرب شخص ينتظر إعدامه، ويجب عليك أن تجعل الحضور يوقعون وثائق قانونية تعفيك من المسؤولية لأن أفراد الكتيبة لا يجيدون التصويب، لذا يمكن أن يصيبوك أيضا، وهذا أحد الأمور التي يمكن تخيلها مع استخدام النيتروجين".
ويقول "ما نعرفه عن النيتروجين خلال دراسة سابقة، إن جميع المشاركين فيها خلال فترة تتراوح بين 15 و20 ثانية من تنفس الغاز، عانوا من نوبات ارتجاف حادة".
وفي هذه الحالة، سيعاني إيوجين من فقدان الوعي قبل أن يمر بنوبات ارتجاف وتقلصات شديدة.
وتشهد ولاية آلاباما، واحدا من أعلى معدلات الإعدام بين ولايات أمريكا، ويقبع في سجونها حاليا 165 شخصا محكوم عليهم بالإعدام.
ومنذ عام 2018، نفذت الولاية 3 محاولات فاشلة للإعدام بحقنة السم، ونجا 3 من المحكوم عليهم بالإعدام منها، وهو الأمر الذي دفع إلى إجراء تحقيقات داخلية انتهت إلى توجيه اللوم إلى المحكوم عليهم.
وقالت الولاية إن محامي المحكوم عليهم يضغطون على السلطات وقت التنفيذ بخصوص التوقيت، في محاولة لإبقائهم على قيد الحياة، وهو ما يسبب "ضغوطا غير ضرورية" على موظفي السجون لتنفيذ الأحكام.
لكن هذه المرة ستحصل السلطات على وقت إضافي بدلا عن التقيد بتنفيذ الحكم في إيوجين، قبل حلول منتصف الليل.
واعترض حاكم الولاية، كاي أيفي، الذي يمتلك السلطة لوقف أحكام الإعدام، على التعليق عن آراء الخبراء المعارضين لتنفيذ الإعدام بالنيتروجين، بينما وصف مكتب المدعي العام للولاية قلق الأمم المتحدة بأنه "غير مبني على أساس، مثل مخاوف إيوجين".
وجاء في بيان "لقد فحصت سلطات المحكمة طلبات إيوجين واستمعت لعدد من الخبراء الطبيين، وخلصت إلى أن مخاوفه بشأن الاختناق بغاز النيتروجين تخمينية، وافتراضية"
وأضاف البيان "وننوي تنفيذ حكم إعدامه في 25 من الشهر الجاري".
ورفض ممثل الولاية الجمهوري في الكونغرس، ريد إنغرام مزاعم الأمم المتحدة، وقد صوت إنغرام لصالح تنفيذ الحكم بحق إيوجين.
وقال لبي بي سي "لا أعترف بانتقاص الحقوق، ولا المعاملة غير الإنسانية، أعتقد أننا نتصرف جيدا، وأظن أن العملية بأكملها أفضل بكثير مما فعله بحق الضحية".
وحاولت بي بي سي التواصل مع أسرة الضحية لكنهم قالوا إنهم لن يعلقوا على الأمر حتى تنفيذ الحكم.
واقترح المحلفون في إحدى جلسات المحاكمة عام 1996، إقرار حكم السجن مدى الحياة بدلا عن حكم الإعدام بحق إيوجين، لكن القاضي رفض الاقتراح، وأصدر حكم الإعدام.
وقد اعترف إيوجين بوجوده في موقع ارتكاب الجريمة أثناء حدوثها، لكنه قال إنه لم يشارك فيها.
التعليقات