بعلبك: قتل عنصران على الأقل من حزب الله الاثنين جراء غارات شنّتها إسرائيل في شرق لبنان، لأول مرة منذ بدء التصعيد عبر الحدود، وقالت إنها استهدفت منظومة دفاع جوي تابعة للحزب، رداً على اسقاط إحدى مسيّراتها صباحاً.

وطالت غارتان على الأقل، وفق ما أفاد مصدر أمني في لبنان وكالة فرانس برس، مبنى ومستودعا تابعين لحزب الله في محيط مدينة بعلبك، التي تعد المعقل الرئيسي لحزب الله في منطقة البقاع (شرق).

وأسفر القصف عن "مقتل عنصرين من حزب الله"، وفق ما أفاد مصدر أمني ثان فرانس برس.

وفي بيان لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان إن مقاتلاته استهدفت "مواقع تستخدمها منظومة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله" وذلك "رداً على إطلاق صاروخ أرض-جو نحو طائرة من دون طيار من نوع هيرمس 450 سقطت في وقت سابق اليوم" الإثنين.

وكان حزب الله أعلن صباح الإثنين أن مقاتليه أسقطوا "مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمس 450 بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح" الواقعة على بعد قرابة 20 كيلومتراً من الحدود.

وتعدّ الضربات الإسرائيلية أول استهداف إسرائيلي لحزب الله خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين على وقع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وندّد النائب عن حزب الله حسن فضل الله، خلال تشييع مقاتل قضى في سوريا، بما وصفه بـ"تمادي" إسرائيل في استهداف بعلبك.

وقال "هذا التمادي الصهيوني لن يدفعنا الى التراجع بل سيزيدنا إصراراً وتمسكاً بهذا الخيار" مؤكداً أن "عداونه على بعلبك أو أي منطقة أخرى لن يبقى من دون رد، ستختاره المقاومة بالأسلوب المناسب".

واقتصرت الغارات الإسرائيلية حتى الآن على مناطق حدودية أو في عمق الجنوب، باستثناء ضربة استهدفت في الثاني من كانون الثاني/يناير شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، وأسفرت عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري مع ستة من رفاقه.

ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل.

ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها".

ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.

وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيراً في 14 شباط/فبراير مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل، إضافة الى إصابة خمسة عناصر من حزب الله، بينهم مسؤول عسكري. وجاء ذلك بعيد مقتل جندية إسرائيلية بصاروخ اطلق من جنوب لبنان ولم تتبن أي جهة المسؤولية عنه.

ودفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم.

وفي لبنان، نزح أكثر من 89 ألفاً من بلداتهم خصوصاً الحدودية، في حين أسفر التصعيد عن مقتل 280 شخصاً على الأقل، بينهم 193 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنياً، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.

وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وتسعة مدنيين.

وأثار التصعيد خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل، اللذين خاضا حرباً مدمرة صيف 2006.

ويكرر حزب الله التأكيد على أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان.

إلا أن إسرائيل قالت الأحد على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت إن العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.