إيلاف من بيروت: طلب الجيش الإسرائيلي تطويع 7000 جندي فورًا، لتعزيز عديده، في ظل حرب مستمرة للشهر الخامس في غزة، وفي ظل تهديدات جدية بتوسع المعارك في شمال إسرائيل، على الحدود مع لبنان.

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، تتفاقم أزمة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي. على خلفية الصخب الذي أثاره بيان وزير الدفاع يوآف غالانت عن التجنيد، يوضح الجيش الإسرائيلي أنه من أجل "توفير الأمن"، هناك حاجة إلى عدد كبير جدًا من الجنود، إضافة إلى أولئك الذين من المقرر تجنيدهم في الدورات القادمة.

وبينما يبقى النظام السياسي الإسرائيلي في حالة اضطراب بعد تصريح غالانت بأنه لن يقدم " قانون التجنيد" من دون موافقة جميع مكونات الائتلاف، يقوم الجيش بجمع البيانات التي توضح مدى خطورة مشكلة القوى البشرية، وهي مشكلة لا علاقة لها بالتجاذبات السياسية.

وتشير هيئة الأركان، كما نشرت صباح اليوم الجمعة لأول مرة، إلى أن الجيش بحاجة ماسة إلى إضافة ما لا يقل عن 7000 جندي، نصفهم تقريبا لتنفيذ مهام قتالية. تقول الصحيفة: "للتوضيح، هذا العدد يضاف إلى المقاتلين المقرر تجنيدهم بالتناوب، إضافة إلى أن الجيش يطلب تطويع 7500 ضابط وضابط صف آخرين، في حين توافق وزارة الخزانة حاليا على 2500 فقط، وهي أرقام غير مسبوقة، ما يدل على الصدمة التي حلت بجيش الدفاع الإسرائيلي بعد نحو 150 يومًا من القتال، والتي بدأت بخسائر فادحة في 7 أكتوبر".

خسائر فادحة وعملية تكيّف
بحسب "يديعوت أحرونوت"، سقط في المعارك نحو 582 جندياً، وهناك آلاف آخرون من الجرحى جسدياً ونفسياً، لن يعودوا إلى الجبهات. كما سقط العديد من القادة ويجب تدريب من يحل محلهم في الهرم القيادي. وستؤثر مشاركة الوحدات الخاصة في القتال على وضع المقاتلين هناك، لأن التدريب هناك أطول وأكثر تعقيدا.

السبب الثاني والأهم وراء احتياجات جيش الدفاع الإسرائيلي هو التكيف الحتمي مع الوضع الناشئ حديثاً. ومن بين أمور أخرى، هناك خطة لإنشاء فرقة "خفيفة"، أي خالية من المدرعات وغيرها من الوسائل، توفر استجابة سريعة للتهديدات وتتألف من مزيج من الجنود النظاميين والاحتياط، كما تجري حاليًا عملية تحويل الفرقة "الخفيفة" إلى "ثقيلة"، بتسليحها بدبابات ومدافع مضادة للدبابات وغير ذلك. تضيف الصحيفة: "تتطلب الحدود الحساسة في الشمال والجنوب كتيبتين إضافيتين، على غرار الانتشار على حدود الأردن ومصر".

تستعد القوات الجوية الإسرائيلية للتوسع، خاصة في نظام الدفاع الجوي، بعدة بطاريات جديدة للقبة الحديدية. إلى جانب ذلك، سيتم تعزيز الدفاع الأرضي للقواعد ضد الهجمات المفاجئة، "وهذا أحد الدروس المستفادة من فهم نطاق وعمق وجرأة عملية حماس في 7 أكتوبر"، كما تختم الصحيفة العبرية.