على الرغم من أن "الثلاثاء الكبير" هذا العام لم يكن كبيراً بسبب أن غالبية النتائج كانت متوقعة، ولكن كانت هناك بعض المفاجآت وبعض العلامات التحذيرية لدونالد ترامب وجو بايدن، قبل مباراة العودة للبيت الأبيض، المتوقعة بينهما في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.

فيما يلي بعض النقاط الرئيسية بعد أن اختار ملايين الناخبين في 15 ولاية بالإضافة إلى ساموا الأميركية، مرشحي حزبهم المفضل لمنصب الرئيس.

ترامب يندفع بقوة
بسط ترامب هيمنته الكاملة مع فوزه بترشيح الولايات في جميع أنحاء البلاد. وقال ترامب لأنصاره في فلوريدا: "إنهم يسمونه الثلاثاء الكبير لسبب ما"، "إنه بالفعل يوم ثلاثاء كبير".

وحقق ترامب بعض الانتصارات ذات العيار الثقيل، ففي ولاية ألاباما فاز بـ 70 في المئة، و61 في المئة في تكساس، وكان فارق الأصوات لصالحه بحوالي 70 في المئة في كاليفورنيا.

سيُحلق الرئيس السابق عالياً بفارق لا يمكن الوصول إليه خلال تصويت مندوبي مؤتمر الحزب الجمهوري، حتى وإن كان سينتظر حتى الأسبوع المقبل ليضمن ترشيح الحزب الجمهوري.

تعطي استطلاعات الرأي بعض المؤشرات حول سبب تسجيل الرئيس السابق هذا الفوز الكبير.

وفي ولاية كارولينا الشمالية، قال 43 في المئة من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية إن الهجرة هي القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم، وهو موضوع كان على رأس جدول أعمال ترامب السياسي منذ أن أطلق حملته الرئاسية الأولى في عام 2015. أما في فرجينيا، قال 64 في المئة من ناخبي الحزب الجمهوري إنهم يثقون في ترامب أكثر من منافسته نيكي هيلي، فيما يتعلق بأمن الحدود.

وقال هؤلاء الناخبون في فرجينيا أيضا إنهم يريدون مرشحاً يشاركهم قيمهم ويناضل من أجل أشخاص مثلهم، وهي الصفات التي تتوفر في ترامب، مما يجعله أكثر قابلية للانتخاب.

وكانت القابلية للانتخاب إحدى الحجج الأساسية التي طرحتها هيلي للناخبين، ويبدو أن هذه الحجة قد سقطت.

أجراس إنذار
رغم الفوز الكبير، كانت هناك مؤشرات على استمرار السخط تجاه ترامب بين بعض الناخبين الجمهوريين الأساسيين.

ففي فيرجينيا وكارولينا الشمالية، واصلت هيلي أداءها الجيد في المقاطعات التي تضم أعداداً كبيرة من الناخبين الشباب وسكان الضواحي وخريجي الجامعات، وتحدثوا عن بعض مخاوفهم في استطلاعات الرأي.

وقال 40 في المئة من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية في فرجينيا، و32 في المئة في كارولاينا الشمالية، إن ترامب، الذي يواجه أربع قضايا جنائية، لذلك لن يكون مؤهلاً ليكون رئيساً إذا ما أدين فيها.

ومن بين ناخبي نورث كارولينا الذين صوتوا لهيلي، قال 21 في المئة فقط إنهم سيصوتون للمرشح الجمهوري "بغض النظر عمن يكون".

وفي وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، أشارت حملة هيلي إلى مثل هذه النتائج وحذرت منها.

وقالت متحدثة باسم الحملة: "اليوم، في ولاية تلو الأخرى، لا تزال هناك كتلة كبيرة من الناخبين الجمهوريين الأساسيين الذين يعبرون عن مخاوفهم العميقة بشأن دونالد ترامب".

بطبيعة الحال، من الممكن أن تتغير الآراء في خضم حملة الانتخابات العامة في الخريف. وبالعودة إلى عام 2016، وجدت استطلاعات الرأي أن 75 في المئة من الناخبين الذين لم يصوتوا لترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري قالوا إنهم لن يكونوا راضين عن ترامب كمرشح نهائي.

لكن في النهاية، أيّد 90 في المئة من الجمهوريين ترشح ترامب ضد هيلاري كلينتون في الانتخابات.

مفاجأة فيرمونت
اختارت هيلي، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة عدم عقد مؤتمر عام مساء يوم الثلاثاء الكبير، وربما تعكس هذه الخطوة الاعتقاد بأنه لن يكون هناك الكثير للاحتفال به فيما يخص النتائج.

كان ينبغي عليها أن تقيم حفل انتصار في فيرمونت. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تظهر تراجعها بشكل سيئ في الولاية الصغيرة الواقعة شمال شرقي البلاد، فقد حققت هيلي فوزاً بفارق ضئيل هناك، وهو ثاني فوز لها في الانتخابات التمهيدية.

وظهرت هيلي في مؤتمر حملتها في برلينغتون يوم الأحد، إلى جانب الحاكم الجمهوري للولاية فيل سكوت، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، والذي قال إن على الجمهوريين والمستقلين والديمقراطيين أن يتحدوا معا لوقف ترامب.

نجح الأمر في فيرمونت، ومع ذلك، في جميع منافسات الثلاثاء الكبير الأخرى، لم يكن هناك عدد كاف من الناخبين المعارضين لترامب لمنح هيلي انتصارات أو حتى تقليل فارق الهزيمة، حتى في ولايات مثل فرجينيا التي تسمح لغير الجمهوريين بالتصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب.

وقبل أسابيع، تعهدت هيلي بالبقاء في السباق حتى يوم الثلاثاء الكبير، على أمل أن تضيف المزيد إلى الداعمين الجدد، وربما تساعد نتائج يوم الثلاثاء في هذا، لكن ليس بقدر كبير.

الآن تبدأ لعبة الانتظار لمعرفة متى وكيف ستستسلم هيلي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت إنها لا تشعر بأن عليها أية التزامات، على الرغم من تعهدها السابق، بأنها سوف تلتزم بدعم ترامب إذا كان مرشح الحزب.

فهل ستدعم في نهاية المطاف الرئيس السابق، على الرغم من انتقاداته الحادة الأخيرة؟ وهل تتطلع إلى الترشح لرئاسة مستقلة؟ ومع انتهاء كل الدراما المتعلقة بمسابقات الترشيح، فإن مستقبل كارولينا الجنوبية هو أحد أسباب الغموض الحالي حول المرشح المنتظر للحزب الجمهوري.

أسماء محمد (في الوسط)، الناشطة في منظمة Uncommited Minnesota، تخاطب وسائل الإعلام خلال حفل مراقبة خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية في مينيابوليس، مينيسوتا
أسماء محمد (في الوسط)، الناشطة في منظمة أنكومّيتيد مينيسوتا، تخاطب وسائل الإعلام خلال مراقبة الانتخابات التمهيدية الرئاسية في مينيابوليس، مينيسوتا

مأزق بايدن
شهدت الانتخابات التمهيدية في ميشيغان الأسبوع الماضي، خروج أكثر من 100 ألف ناخب ـ أي 12 في المئة من إجمالي الناخبين الديمقراطيين ـ للتصويت بأنهم "غير الملتزمين" بدلا من التصويت للرئيس الحالي، كجزء من احتجاج منظم على حرب غزة.

وقد أطلت هذه الظاهرة برأسها مرة أخرى يوم الثلاثاء. في مينيسوتا، جاءت النتائج أن 20 في المئة من الناخبين قالوا إنهم "غير ملتزمين" بدعم بايدن، وكانت النتيجة الأكبر لهذا التصويت من المقاطعات المحيطة بمينيابوليس، أكبر مدينة في الولاية.

في ولاية كارولينا الشمالية، إحدى الولايات القليلة التي تمثل ساحة معركة للانتخابات العامة في جدول الثلاثاء الكبير، اختار 12 في المئة من الناخبين خيار "عدم التفضيل".

وقالت أسماء نظامي، المتحدثة باسم "مصوتون بعدم الإلتزام"، إن "أرقام الليلة أظهرت أن الرئيس بايدن لا يستطيع استعادة أصواتنا بمجرد الخطاب"، إذ "أوضح أكثر من 35 ألف من سكان مينيسوتا أن الديمقراطيين يريدون من جو بايدن أن يغير سياساته".

وتستهدف الجماعات المؤيدة للفلسطينيين بالفعل الانتخابات التمهيدية المقررة الأسبوع المقبل في ولاية واشنطن، والتي تضم عدداً كبيراً من الناشطين اليساريين.

وإذا كانت حملة بايدن تأمل في أن تكون ميشيغان، التي تضم عدداً كبيراً من السكان الأميركيين العرب، هي بداية ونهاية التصويت الاحتجاجي ضد بايدن، فإن يوم الثلاثاء سيكون بمثابة صحوة قاسية.