أعلن حزب الله اللبناني، في وقت مبكر، الأربعاء، قصف بلدة كريات شمونة شمالي إسرائيل بـ "عشرات الصواريخ" رداً على غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن سقوط قتلى في بلدة الهبارية جنوبي لبنان، الثلاثاء.

وقال حزب الله في بيان إنه "قصف كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ، رداً على المجزرة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي في بلدة الهبارية الليلة الماضية، وتضامناً مع قطاع غزة".

وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، الأربعاء، مقتل شخص متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها جراء قصف حزب الله للمصنع الذي يعمل فيه في بلدة كريات شمونة.

وقالت خدمة "نجمة داود الحمراء" عبر منصة إكس إن "عاملاً (25 عاما) ليس من سكان كريات شمونة، قُتل في قصف استهدف المنطقة الصناعية صباح الأربعاء".

وأوضحت قناة 12 الإسرائيلية أن أكثر من 30 صاروخاً أُطلق من لبنان نحو مناطق الجليل الأعلى.

واستهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر الأربعاء، مركزاً إسعافياً في قرية الهبارية جنوبي لبنان تابعاً لـ "الجماعة الإسلامية" اللبنانية المقرّبة من حماس.

أدت الغارة الجوية الإسرائيلية على مركز للإسعاف في بلدة الهبارية جنوبي لبنان إلى مقتل سبعة مسعفين
Getty Images
أدت الغارة الجوية الإسرائيلية على مركز للإسعاف في بلدة الهبارية جنوبي لبنان إلى مقتل سبعة مسعفين

وقال مصدر في حزب الله، فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة فرانس برس إن "سبعة مسعفين قتلوا في الغارة الجوية على مبنى الطوارئ والإغاثة الذي تديره جمعية الإسعاف اللبنانية التابعة للجماعة".

وأشار مسؤول آخر في الحزب، فضل عدم ذكر اسمه، أن أكثر من عشرة مسعفين كانوا في المركز الإسعافي لحظة استهدافه، مشيراً إلى أنه تم انتشال الجثث من تحت الأنقاض.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن "غارة الطيران الحربي الإسرائيلي" أدّت إلى مقتل "سبعة عناصر من الطاقم الطبي وجرح أربعة مدنيين"، بالإضافة إلى "تضرر المنازل المجاورة".

وأدان حزب الله في بيان "العدوان الإسرائيلي الجبان والغادر الذي استهدف مجموعة من المسعفين"، وطالب "الدولة اللبنانية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة العدو الإسرائيلي على هذه المجزرة".

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن "الاعتداءات الإسرائيلية على المراكز الصحية تخالف القوانين والأعراف الدولية لا سيما اتفاقية جنيف".

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارة جوية قال إنها استهدفت "مجمعاً عسكرياً" في الهبارية، زاعماً أنه "قضى على قيادي إرهابي كبير ينتمي إلى تنظيم الجماعة الإسلامية، ونفذ هجمات ضد الأراضي الإسرائيلية وكذلك إرهابيين آخرين كانوا معه".

وتبنى الجناح العسكري التابع للجماعة الإسلامية في لبنان، والمعروف باسم "قوات الفجر"، شنّ عمليات ضد إسرائيل منذ بداية الحرب في قطاع غزة.

"غارات أخرى"

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أعلن حزب الله عبر تطبيق تيلغرام، مقتل ثلاثة من عناصره في غارات جوية إسرائيلية قرب بلدتين في شمال شرق لبنان.

وأكدت إسرائيل شن ضربات جوية قرب رأس بعلبك والهرمل، وقالت إن طائراتها استهدفت عدداً من المواقع العسكرية التي يستخدمها حزب الله.

وطوال يوم أمس، دوت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، وقال حزب الله إنه أطلق 50 صاروخ كاتيوشا

على ثكنة عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان، رداً على الضربات الإسرائيلية على وادي البقاع.

وأدى القصف شبه اليومي المتبادل بين إسرائيل وحزب الله إلى مقتل ما لا يقل عن 338 شخصاً في لبنان، معظمهم من مقاتلي حزب الله، إضافة إلى 57 مدنياً، ولا تشمل هذه الحصيلة القتلى الذين سقطوا فجر الأربعاء في الهبارية.

في المقابل، ارتفع عدد القتلى على الجانب الإسرائيلي إلى 18 شخصاً – 10 عسكريين و 8 مدنيين.