تعهّد الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بمواصلة القتال ضد الجيش الإسرائيلي، بعد مرور 200 يوم على اندلاع الحرب في غزة.
وتعهّد أبو عبيدة بـ "مزيد من الغضب وروح الانتقام والاستعداد للمواجهة في فلسطين وحولها بل وعبر العالم بأسره"، على حد تعبيره.
واتهم أبوعبيدة الجيش الإسرائيلي بأنه "يستغلّ ورطته على الأرض في المزيد من التدمير الانتقامي العشوائي"، قائلا إن إسرائيل تحاول دون جدوى "لملمة صورتها منذ ذلك اليوم"، في إشارة إلى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شن فيه مسلحون فلسطينيون هجوماً داميا على مناطق في جنوبي إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، فضلا عن احتجاز 250 رهينة.
وفي غزة، قالت وزارة الصحة إن إجمالي عدد القتلى في القطاع ارتفع إلى ما يزيد على 34 ألف شخص منذ بدء الحرب، وأصيب أكثر من 77 ألفاً آخرين.
وقال أبو عبيدة في كلمته الثلاثاء: "من أكاذيب حكومة إسرائيل ربْط ما يسمى بالانتصار في هذه الحرب باجتياح رفح، ومحاولة إيهام العالم بأنها قضت على غالبية الكتائب العسكرية للقسّام في قطاع غزة وتبقّت كتائب رفح".
واتهم أبو عبيدة حكومة إسرائيل بالمماطلة في الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى، قائلا إنها "تحاول عرقلة جهود الوسطاء للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وتمارس الكذب والتضليل على جمهورها فيما يتعلق بهذا الملف".
وقال الناطق باسم كتائب القسام: "نحيطكم علما بأن سيناريو رون آراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظاً أن يتكرر مع أبنائكم في غزة".
وأضاف أبو عبيدة: "الكرة الآن في ملعب مَن يعنيه الأمر من جمهور إسرائيل، ولكن في وقت حرج وضيّق وخطير. وقد عوّدناكم عبر تاريخنا بأننا الأكثر مصداقية ووضوحا من حكوماتكم".
وفي غضون ذلك، شنّت إسرائيل هجمات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة يوم الثلاثاء، في قصف هو الأكثر كثافة في أسابيع، لا سيما على شمال القطاع الذي سبق وقلّص الجيش الإسرائيلي وجوده فيه.
ورصدت تقارير غارات جوية وقصفاً مدفعيا في مناطق بوسط القطاع وجنوبه، وقال شهود عيان إن القصف لم يتوقف تقريبا.
وفي إسرائيل، حيث أُغلقت أبواب المصالح الحكومية والمؤسسات التجارية احتفالا بعيد الفصح اليهودي، دوّت صفارات الإنذار جرّاء إطلاق صواريخ على الحدود الجنوبية الإسرائيلية، فيما لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، المتحالفة مع حماس، مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية التي استهدفت مستوطنة سديروت وكيبوتس نيرعام، في إشارة إلى قدرة الفصائل الفلسطينية المسلحة على شن هجمات حتى بعد 200 يوم من الحرب التي سوّت مساحات شاسعة من القطاع بالأرض وشرّدت نحو 2.3 مليون من سُكانه.
وأمرت إسرائيل بعمل إخلاءات جديدة في بيت لاهيا شمالي غزة، واصفة المنطقة بأنها "منطقة قتال خطرة" وفقا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
ما هي كتائب القسام؟
تعد "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة حماس.
وبعد تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي، تبنت حماس هدفا مزدوجا، تمثل في شن كفاح مسلح ضد إسرائيل، بقيادة جناحها العسكري، بالإضافة إلى تنفيذ برامج للرعاية الاجتماعية.
وانخرطت الحركة في العملية السياسية الفلسطينية، منذ عام 2005، عندما سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة، وفازت في الانتخابات التشريعية عام 2006، قبل أن تعزز سلطتها في غزة في العام التالي بالإطاحة بحركة فتح المنافسة، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.
ومنذ ذلك الوقت نفذ المسلحون في غزة عددا من العمليات الكبرى في الصراع مع إسرائيل.
وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، فضلا عن قوى أخرى، حركة حماس عموما، أو في بعض الحالات جناحها العسكري، على أنها جماعة إرهابية.
التعليقات