حذر مجلس رعاية اللاجئين النرويجي من أن المساعدات الإغاثية في غزة "متوقفة بشكل كامل" بسبب القتال المستمر في القطاع منذ أشهر.

وقال المجلس إن ما يزيد على ألفي شاحنة إغاثة محملة بالمواد الطبية والغذائية عالقة على الجانب المصري لمعبر رفح، منذ إغلاقه بشكل كامل مع بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح بداية الشهر الجاري.

وقالت مديرة العمليات في غزة، سوزي فان ميغين إن الفلسطينيين "يعانون الحرمان المستمر" من المعونات الطبية والغذائية المطلوبة.

وتقول إسرائيل إنها فتحت ممرات آمنة وأمدتها بمياه الشرب لتسهيل حركة المدنيين والنازحين بعيدا عن أماكن الاشتباكات، مدّعية أن نحو مليون فلسطيني غادروا رفح قبل ساعات من بدء العمليات العسكرية.

وأوضحت فان ميغين أنه "توجد ثلاثة عوالم مختلفة كليا في الوقت الراهن داخل مدينة رفح، فشرق المدينة هي منطقة حرب شاملة، والوسط مدينة أشباح، بينما الغرب مكتظ بالمدنيين الذين يعيشون ظروفا شديدة القسوة".

وأشارت إلى أن كثافة المدنيين في المدينة حاليا أكبر بتسعة أضعاف من نظيره قبل بداية الحرب نهاية العام الماضي.

وأوضحت صور الأقمار الاصطناعية فروقا كبيرة في رفح قبل الحرب وفي الوقت الحالي، علاوة على الدمار الكبير في البنية التحتية.

صورة بالقمر الصناعي لرفح قبل وبعد الحرب
Reuters
صورة بالقمر الصناعي لرفح قبل وبعد الحرب

وقال دانييل هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن القوات تقوم بعمليات في "مناطق محددة" للقضاء على عناصر حركة حماس.

وأضاف المتحدث الإسرائيلي أن "إرهابيو حماس يشنون المعارك بينما يخفون أنفسهم وسط المدنيين لأنهم يريدون أن يتركوهم عرضة للاشتباكات، أما نحن فلا نريد ذلك".

ويشير المراسل العسكري لصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هاريل إن القوات الإسرائيلية تحقق تقدما جيدا في السيطرة على أحياء المدينة وممر فيلاديلفيا الواصل بين المدينة والحدود المصرية.

ممر فيلاديلفيا
AFP

ويعتقد هاريل أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية لاستكمال العمليات في رفح رغم التحذيرات السابقة من الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجنب مناطق المدنيين.

ويقول المراسل العسكري إنه "من الواضح أن الأمريكيين لا يحاولون منع إسرائيل من احتلال رفح، لذا من الممكن أن يتقدم الإسرائيليون بحرص".

ومن المقرر أن تصدر محكمة العدل الدولية قرارها اليوم الجمعة حول تعليق الجيش الإسرائيلي العمليات العسكرية في رفح.

وتقدمت جنوب أفريقيا بالدعوى للمحكمة الشهر الجاري ضمن قضية أكبر وأوسع بدأتها نهاية العام الماضي، واتهمت فيها إسرائيل بارتكارب مجازر ضد الفلسطينيين، وردت إسرائيل باتهام جنوب أفريقيا بتبني اتهامات مزيفة وغير حقيقية.

رفح بالأقمار الصناعية
GOOGLE EARTH
رفح بالأقمار الصناعية

ويشهد شمال قطاع غزة معارك مستمرة خاصة حول مخيم جباليا.

وبينما غادر كل نزلاء مستشفى العودة إلا أن 27 شخصا يرفضون المغادرة بعد أربعة أيام من الإنذار الذي وجهه الجنود الإسرائيليون لنزلاء المشفى.

وقال نائب مدير المستشفى محمد صالحة لبي بي سي: "لقد قلت للضابط الإسرائيلي بكل صراحة أني لن أغادر المستشفى قبل أن يوفروا سيارات إسعاف لنقل المصابين".

وعلمت بي بي سي أن الموجودين في المستشفى الآن هم 14 شخصا من الطاقم الطبي، يرافقون 11 مريضا ووالدي أحد الاطفال المصابين.

الدمار في رفح
Reuters

وأضاف صالحة: "لو غادرنا فسنفقد هؤلاء المرضى"، ومشيرا إلى أنهم لا يشربون إلا مياه الأمطار في الوقت الحالي، بينما لا يتناولون إلا وجبة واحدة يوميا.

وأوضح صالحة أيضا أن مصادر الطاقة الخاصة بالمستشفى توقفت عن العمل، مردفا: "نستخدم مولدا كهربائيا صغيرا لشحن بطاريات المستشفى".

وأشار صالحة: "ليس لدينا مياه صالحة للشرب، فقد دمر الإسرائيليون نظام تنقية المياه قبل شهرين ونعتمد حاليا بشكل كلي على شركات خاصة تنقل لنا المياه وقد توقف ذلك بعد الحصار".

مصاب حول مستشفى كمال عدوان
Reuters

ويقول عيد مدير التمريض بمستشفى كمال عدوان القريب إن المستشفى كانت الوحيدة المفتوحة أمام المرضى والمصابين شمالي القطاع.

وحذر عيد من أن "الوضع الصحي كارثي داخل المستشفى خاصة مع نقص الإمدادات الطبية ونقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية والمعدات الطبية".

من جانبه يقول محمود الشريف الذي يعيش في مخيم جباليا للاجئين إن الجيش الإسرائيلي يستهدف منازل المدنيين ويحاصر مستشفى العودة.

ويضيف الشريف أن "الوضع على الأرض بائس مع حصار الجيش الإسرائيلي لمناطق مختلفة في جباليا ومخيم اللاجئين فيها، ولا نسمع شيئا سوى طلقات الرصاص".

ونشر الجيش الإسرائيلي على منصة إكس تغريدة قال فيها إنه يواصل الجهد العسكري "لسحق الإرهابيين وتحديد أماكن بنيتهم التحتية وتدميرها".