الرياض: تناول وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري قضية مهمة من واقع تخصصه وإدراكه للتحديات التي تواجه الإعلام ورغبته في ايجاد عمل خليجي مشترك يساهم في تجاوز أي عقبة يمكنها ان تؤخر انطلاقة العمل الاعلامي في الخليج نحو الأهداف المرسومة والمرجوة. وذلك في حديث مع قناة "الإخبارية".

يتحدث الوزير من دراية وعمق في قراءته للمشهد والحدث الذي يتناوله. وفي ما يلي أبرز ما تناوله في حديثه:

يرى الكاتب خلف العبدلي "أن الدوائر المعنية داخل وزارات الاعلام في دول الخليج ربما مازالت تواجهه صعوبات في قراءة واقع الإعلام العالمي واتجاهاته وأدواته الحديثة ورسائله المبتكرة، الأمر الذي لا يمكنها من رسم خارطة طريق لتطوير قطاع الاعلام بما يخدم دول الخليج مجتمعة او يخدم حتى بلدانها.

ولم ينقل التنافس الحاصل بين عدد من قنوات خليجية اخبارية للأفضل، بل مازالت تتحرك في مساحات ضيقة لم تتجاوز بعضها المحلية وبعضها الآخر بات يفقد من المشاهدين عددًا أكبر مما يكسب كل يوم.

وتتحرك تلك القنوات في طرق بعيدة عن الوصول للاهداف المرجوة منها.

ورغم وجود ميزانيات ضخمة وامكانيات بشرية هائلة ودول كبيرة بتاريخها ودورها ومستقبلها، إلا أن الإعلام الخليجي الحالي بنظرة شمولية مازال ضعيفاً لأن ينهض بتلك الرسائل الثمينة عن التاريخ والحاضر والمستقبل.

كذلك، فإن الصوت السياسي والصوت الاقتصادي الخليجي قوي عالميًا، ولكن الصوت الاعلامي اقل من المأمول.

من جهة أخرى، هناك مراكز للدراسات متخصصة بالاعلام كـ"مركز الاعلام والدراسات العربية الروسية بالرياض" وغيره. وهناك أيضًا متخصصون ومهتمون يمكن فتح ندوات وورش عمل وعصف للذهن لخلق بيئة قادرة على رسم استراتيجيات متلاحقة واهداف كبيرة وخطط رائدة لتطوير الاعلام في دول الخليج بشكل فردي وتكاملي لخلق منظومة اعلامية قادرة على مساندة الرأي السياسي وتوجيه الراي العام المحلي والدولي، بما يخدم مصالحنا ومستقبل دول الخليج. وبذلك فالعوائق الحالية يمكن تلافيها عند بدء العمل لتجاوز ذلك.

ويذهب عبدالرحمن بن سجدي العطاوي الى أن "الإعلام الخليجي بحاجة إلى أن يكون أكثر فعالية واستباقية في الدفاع عن مصالحه وهويته، ومواجهة الحملات الإعلامية السلبية التي تستهدفه.

ويجب أن يتبنى الإعلام الخليجي استراتيجية هجومية ودفاعية في آن واحد، حيث يرد على الهجمات الإعلامية المضللة، ويبرز الإنجازات والتقدم في الدول الخليجية.

كما ينبغي أن يلعب دورًا حيويًا في توضيح الحقائق ومحاربة الأخبار الزائفة، ويمكن تطوير الإعلام الخليجي، من خلال اتخاذ استراتيجية مهاجمة الحملات الإعلامية المضادة بفعالية دفاعا عن المصالح، وتعزيز الثقة من خلال نقل الأخبار بموضوعية وشفافية. بالإضافة إلى تأهيل الإعلاميين ليكونوا على درجة عالية من المهنية والكفاءة. هذا إلى جانب التفاعل مع الجمهور المحلي لتدريبه على مواجهة التحديات الإعلامية، بالتالي سيكونون مجرد دفاع قوي ضد الوطن. كما أن تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام في دول الخليج ضروري لمواجهة التحديات المشتركة بفعالية أكبر.

وبهذه الاستراتيجيات، يمكن للإعلام الخليجي أن يلعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن مصالحه وتقديم رواية واقعية ومؤثرة عن أوضاعه.

آراء أخرى
وهناك رأي آخر للبروفسور نايف بن خالد الوقاع الذي يعتقد أن "الإعلام مال وقوى بشرية مخلصة وسياسات واضحة وغير كذا يبقى مجرد ظاهرة صوتية!."

وألمح اللواء الركن محمد بن عبدالرحمن الوابل الى ان "هناك اعلام ازمه يمكن تبني وجهة نظر واحدة ولو لبعض الوقت والأمثلة كثيرة جداً في هذا المجال. ويعتقد أن الإعلام العربي بالمجمل مليء بالمتناقضات التي سببها اختلاف الرؤى لأسباب مصلحيه ضحلة".

ويذهب الدكتور منيف الملافخ الى أنه "عندما نتحدث عن عدم مواكبة الاعلام الخليجي لمتطلبات المرحله والانتقال من مرحلة الاعلام التقليدي والنمطي الى مرحلة التفاعل والتأثير في الفضاءات المحلية والاقليمية والدولية، فنحن نتحدث عن حقيقة تدركها الحكومات والوزراء والاعلاميين وشرائح كثيره من المجتمع الخليجي".

وبالرغم من قناعة مسؤولي الإعلام الخليجي والمهتمين به بهذه الحقيقه الماثلة للعيان، إلا أن عالم الاجتماع الالماني "هيغل " يؤكد في نظريته ( الديالكتيك ) على ان مثل هذه الحقيقة يمكن ان تصبح متغيره عندما يحدث.

صراع الاضداد المتعارضة
وبمعنى أكثر وضوحاً، فإننا نعتقد أن مشكلة الإعلام الخليجي هي مشكلة أفكار متعددة ومتضاربة في الوقت ذاته. فهناك فكر إعلامي تقليدي تعود على نمط معين من الممارسة في التعامل مع الأحداث والقضايا على مستوى المنطقة العربية والعالم، ويرى أنها تخدم مصالح الدول الخليجية ويحقق أهدافها… وفكر آخر حديث ومتطور يعتمد على التفاعل والعمق في تحليل الظواهر والاحداث الاقليمية والعالمية والبحث عن افضل السبل والادوات لإحداث التأثير المطلوب لدى المتلقي ولذلك فإن التصادم بين هذه الافكار سينتج عنه حتما حقيقة مفادها ان الاعلام الخليجي ومسؤوليه مطالبين بتبني رؤية اعلامية واضحه يتم العمل الجاد على تحقيقها وتؤطر بإستراتيجيات وخطط وبرامج فعالة يمكن قياس نتائجها ويتم تطويرها ومتابعتها لتنهض بالعمل الاعلامي الخليجي خصوصًا مع توفر الامكانيات المادية والتكنلوجية".

ويعتقد الاعلامي في قناة بي بي سي حمدان جرجاوي أنه "يجب إقرار سياسة إعلامية جديدة والارتقاء بمستوى وعي القائمين عليها بأن من لا يلحق بالركب العالمي سيتخلف عن إيصال رسالة إعلامية هادفة تلقى قبولًا لدى الجمهور."

وهناك اضافة للدكتور مطلق المطيري استاذ الإعلام بحامعة الملك سعود حيث يقول "دول الخليج، مستقله سياسيا والبعض محتلة إعلاميا. أما سعوديا، فعملت المملكة ومازالت على حماية دول الخليج من الاختراقات الخارجية. وبذلت لتحقيق هذا الهدف الكثير من الجهد ولعل مبادرتها بانتقال بالمجلس الخليجي من التعاون للاتحاد أفضل دليل على الجهود السعودية لحماية استقلال واستقرار الخليج. وبنظرة سريعة لمعالجة الإعلام الخليجي لهذه الفكرة، نتعرف بشكل جلي على أزمة الخطاب الاعلامي الخليجي وعدم توافقه مع كل جهد يدعم وحدة الخليج.

فهل الاستراتيجية الجديدة لوزراء الاعلام الخليجي سوف تحقق تطلعات قادة دول الخليج العربي؟