أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بدء عملية عسكرية جديدة شرق البريج وشرق دير البلح وسط قطاع غزة، فيما يواصل توغله في مدينة رفح جنوبي القطاع.

وقال الجيش إن طائراته تقصف أهدافاً لحركة حماس في وسط غزة، بينما تنفذ قواته البرية عمليات "بطريقة مركزة بتوجيه من المخابرات" في منطقة البريج - أحد أقدم مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة.

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي أن "قوات الفرقة 98 بدأت حملة دقيقة في مناطق شرق البريج وشرق دير البلح فوق وتحت الأرض في نفس الوقت".

وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة، إن ما لا يقل عن 44 فلسطينياً قتلوا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية؛ جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق وسط القطاع.

وأفاد سكان لرويترز بأن القوات الإسرائيلية نشرت دبابات في البريج، كما قصفت الطائرات والدبابات مخيمي المغازي والنصيرات ومدينة دير البلح التي لم تتوغل بها الدبابات.

وقالت شاهدة عيان، نازحة من دير البلح، لرويترز إن "أصوات الغرات الجوية لم تتوقف طوال الليل"، وأضافت "في كل مرة يتحدثون فيها عن هدنة محتملة، يستخدم الاحتلال مدينة أو مخيم للآجئين كورقة ضغط. لماذا يدفع المدنيون الآمنون في بيوتهم أو خيامهم الثمن؟".

يأتي هذا بينما يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة رفح الحدودية التي اجتاحها الشهر الماضي، بعملية وصفها الجيش بـ"المحدودة" للقضاء على آخر معاقل مقاتلي حماس بحسب الجيش الإسرائيلي.

وارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى أكثر من 35 ألف شخص إلى جانب آلاف الجثث المدفونة تحت الانقاض، وفق ما نشرته وزراة الصحة في غزة.

"مساعٍ حثيثة للتوصل لاتفاق"

لافتة مكتوب عليها أوقفوا إطلاق النار الآن
EPA

وفي غضون ذلك، يواصل الوسطاء الأمريكيون والمصريون والقطريون جهودهم من أجل التوصل لاتفاق بشأن صفقة تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في القطاع.

ويصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، ومستشار خاص للبيت الأبيض، الأربعاء، إلى العاصمة القطرية الدوحة لعقد اجتماع مع قيادات أمنية مصرية وقطرية؛ سعياً لحشد الدعم لآخر مقترح قدمه الرئيس الأمريكي، الجمعة الماضية.

وقال مصدر قطري لوكالة الأنباء الفرنسية إن بيرنز يعود إلى الدوحة من أجل "مواصلة العمل مع الوسطاء لإنجاز اتفاق" على وقف إطلاق النار.

كما أفاد موقع أكسيوس الأمريكي بأن المستشار الخاص للبيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، يصل اليوم إلى القاهرة.

وبحسب التلفزيون العام الإسرائيلي "كان"، فإن الحكومة قررت خلال اجتماع مجلس الحرب، ليلة الثلاثاء، أن تطلب من الولايات المتحدة ضمانات بمواصلة الحرب على حماس في حال انتهكت الحركة الاتفاق.

ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن هيئة البث الإسرائيلية، عن مسؤول حكومي قوله إن القرار الإسرائيلي بالإجماع من المرجح أن يقلل من احتمالات التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وتصر حماس على وقف دائم لإطلاق النار فيما تؤكد إسرائيل اعتزامها "القضاء" على الحركة.

ولفت الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في مقابلة نشرتها مجلة "تايم" الثلاثاء، إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فهذا لن يحل مسألة ما بعد الحرب.

وقال بايدن "خيبة أملي الكبيرة تجاه نتانياهو تتعلق بما سيحصل بعد انتهاء (حرب) غزة... هل تعود إليها القوات الإسرائيلية؟"، مضيفا "إذا كانت تلك هي الحالة، فإن الأمر لن ينجح".

ويتكون المقترح الذي أعلنه بايدن من ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى- تستمر ستة أسابيع، وتشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق المأهولة في قطاع غزة، وإطلاق حركة حماس سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين لديها، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ويتمكن المدنيون الفلسطينيون، خلال هذه المرحلة، من العودة إلى منازلهم في كافة مناطق غزة، بما في ذلك الشمال. كذلك يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بمعدل 600 شاحنة يوميا.

وتشهد هذه المرحلة عملية تفاوض بين إسرائيل وحماس على الترتيبات اللازمة للوصول إلى المرحلة الثانية، والتي تشمل وقفا نهائيا للأعمال العدائية.

المرحلة الثانية- يجرى خلال هذه المرحلة الإفراج عن كافة المحتجزين الأحياء المتبقين لدى حركة حماس، بمن فيهم الجنود الرجال، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، مع تحول وقف إطلاق النار المؤقت إلى "وقف دائم للأعمال العدائية"، في حال أوفى الطرفان بالتزاماتهما.

المرحلة الثالثة- تشهد هذه المرحلة إعادة إعمار قطاع غزة. كذلك يجرى إعادة رفات من تبقى من المحتجزين الإسرائيليين، الذين قتلوا.