أطلقت جماعة حزب الله اللبنانية أكثر من 200 صاروخ وطائرة هجومية بدون طيار على شمالي إسرائيل، ردا على مقتل أحد كبار قادتها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أحد ضباطه قُتل في القصف الذي أدى إلى اندلاع عدد من الحرائق.

وأضاف الجيش أنه استهدف "منشآت عسكرية" لحزب الله، وأهدافا أخرى في جنوب لبنان رداً على ذلك.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بمقتل شخص في غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في بلدة حولا.

وكان القصف الأخير، الذي أعقب إطلاق 100 صاروخ بعد ظهر الأربعاء، واحدا من أكبر الهجمات حتى الآن خلال تسعة أشهر من أعمال العنف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، والتي أثارت مخاوف من نشوب حرب شاملة.

وكان قائد حزب الله الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية بالقرب من مدينة صور جنوبي لبنان، محمد نعمة ناصر، أحد أبرز قادة الجماعة الذين قتلوا في الصراع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن ناصر كان يقود وحدة "عزيز" التابعة لحزب الله، المسؤولة عن إطلاق الصواريخ من جنوب غربي لبنان، واتهمه بتوجيه "عدد كبير من الهجمات الإرهابية".

كما وصفه بأنه "نظير" طالب سامي عبد الله، والذي كان قائدا لوحدة أخرى ودفع مقتله الشهر الماضي حزب الله إلى إطلاق أكثر من 200 صاروخ وقذيفة على شمالي إسرائيل في يوم واحد.

جنازة
Reuters
توعّد قيادي في حزب الله باستهداف مواقع جديدة في إسرائيل ردا على اغتيال محمد ناصر

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يكد ينقطع تبادُل إطلاق النار على الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وتقول جماعة حزب الله إن هجماتها تأتي دعماً للجماعة الفلسطينية المدعومة أيضا من إيران. وتصنّف الجماعتان إرهابيتين من قِبل إسرائيل والمملكة المتحدة ودول أخرى.

وبحسب تقارير، لقي حتى الآن أكثر من 400 شخص مصرعهم في لبنان، معظمهم من مقاتلي حزب الله.

وعلى الجانب الآخر، لقي 25 شخصا مصرعهم في إسرائيل، معظمهم عسكريون.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستعادة الأمن في شمال إسرائيل.

وقال يوم الخميس: "في الحملة القوية ضد لبنان أرسينا مبدءا – كلّ مَن يضرّنا فهو ميّت. ونحقق ذلك على أرض الواقع".

وأسفرت الهجمات المتبادلة بين الطرفين عن تشريد عشرات الآلاف على الحدود بين الجانبين.

وقال القيادي في حزب الله، هاشم صفي الدين، يوم الخميس، إن الرد على اغتيال القيادي محمد نعمة ناصر بدأ بالفعل الليلة الماضية وجاء سريعا.

وتوعّد صفي الدين بالاستمرار في سلسلة من الهجمات ضد مواقع جديدة "لم يكن يتخيل العدو أن تُضرب" على حد تعبيره.

وقالت متحدثة باسم قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان "يونيفيل" إن تبادل الهجمات يطال الآن أعماقا أبعد على كلا الجانبين، داعية كلا من إسرائيل وحزب الله إلى ضبط النفس.

وفي حديث لبي بي سي، قالت كانديس أرديل: "نحن قلقون للغاية ... لأن أي تبادل لإطلاق النار، أي حادثة، يمكن أن تتطور إلى شيء أكبر إذا ما حدث سوء تفاهم".

وشهدت الأسابيع الأخيرة، جهودا دبلوماسية مكثفة لنزع فتيل التوتر بين الجانبين، حيث حذرت الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة من تبعات كارثية حال نشوب حرب قد تنجرّ إليها إيران وجماعات أخرى حليفة.