موسكو: يعقد رئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء غداة وصوله إلى موسكو وسط تنديد دولي بالضربات الروسية على أوكرانيا.

سيسعى مودي الذي يزور روسيا للمرة الأولى منذ الهجوم على أوكرانيا في شباط (فبراير) 2022 للحفاظ على العلاقات التقليدية للنيودلهي مع موسكو.

وفي نفس الوقت يسعى لتطوير العلاقات في مجال الأمن مع الغرب منذ عودته للسلطة الشهر الماضي في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.

وردا على سؤال بشأن المحادثات قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "لا يتم التحضير لمفاجآت. المسألة الأهم هي خلق الاجواء لتواصل مفيد".

وصل مودي إلى موسكو قبل ساعات على وابل من الضربات الصاروخية الروسية، استهدفت مدنا في أنحاء أوكرانيا مودية بأكثر من 30 شخصا وملحقة دمارا كبيرا بمستشفى للأطفال في كييف. وأثارت تلك الضربات إدانات من حكومات في أوروبا وأميركا الشمالية.

وروسيا من الموردين الرئيسيين للهند التي تشتري منها الأسلحة والنفط، غير أن عزلة موسكو عن الغرب والعلاقات المتنامية مع بكين كان لها تأثير على علاقاتها مع نيودلهي.

وعززت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون العلاقات مع الهند في السنوات الأخيرة في مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع الضغط على نيودلهي للابتعاد عن موسكو.

خلال وجود مودي في موسكو، حثت واشنطن رئيس الوزراء الهندي خلال لقائه مع بوتين "على توضيح أن أي حل للنزاع في أوكرانيا يجب أن يحترم ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بوحدة أراضي أوكرانيا وسيادة أوكرانيا".

تعود آخر زيارة قام بها ناريندرا مودي إلى روسيا إلى عام 2019. وبعد ذلك بعامين في نهاية عام 2021، استقبل فلاديمير بوتين في نيودلهي قبل أسابيع من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ورفضت نيودلهي اتخاذ موقف واضح من خلال عدم إدانتها روسيا والامتناع عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة ضد الكرملين.

أسلحة ونفط والصين
لكن الحرب الروسية في أوكرانيا جاءت على حساب تكلفة بشرية بالنسبة للهند.

فقد قالت نيودلهي في شباط (فبراير) إنها تضغط على موسكو لإعادة العديد من مواطنيها ممكن تسجلوا لدى الجيش الروسي للحصول على "وظائف دعم" بعد تقارير عن مقتل عدد منهم أو إرغامهم على القتال في أوكرانيا.

والعلاقة بين موسكو والصين لا تخلو من أسباب التوتر.

وتتهم واشنطن والاتحاد الأوروبي الصين ببيع مكونات ومعدات ساهمت في تعزيز الصناعة العسكرية الروسية، وهو ما تنفيه بكين.

وتتنافس الصين والهند على النفوذ الاستراتيجي في منطقة جنوب آسيا.

والهند من أعضاء تحالف كواد الذي يجمع أيضا الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، في مواجهة النفوذ المتنامي للصين في آسيا.

تجمع موسكو ونيودلهي علاقة وثيقة منذ الحرب الباردة. ولفترة طويلة، كانت روسيا المورِّد الرئيسي للأسلحة للهند لكن حصة واردات الأسلحة الروسية انخفضت بشكل حاد في السنوات الأخيرة. فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى استنزاف مخزون الأسلحة الروسية، وهو ما دفع الهند إلى البحث عن موردين آخرين وتطوير صناعتها العسكرية الخاصة.

في الوقت نفسه، وفي أعقاب الهجوم الروسي في شباط (فبراير) 2022، اشترت الهند وبسعر منخفض كميات كبيرة من النفط أعادت روسيا توجيهها إلى السوق الهندية بسبب العقوبات.

على هذا النحو، تقتصد نيودلهي في المال بينما تغذي الاقتصاد وآلة الحرب الروسيين، وهو ما تنتقده الحكومات الغربية.

وارتفعت واردات الهند من الخام الروسي على أساس شهري "بنسبة 8 بالمئة في أيار (مايو)، مسجلة أعلى مستوياتها منذ تموز (يوليو) 2023"، وفقا لبيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف.

ولكن هذا أدى أيضاً إلى ارتفاع العجز التجاري بين الهند وروسيا إلى أكثر بقليل من 57 مليار دولار أثناء العام المالي المنصرم.

وبعد روسيا يتوجه مودي إلى فيينا في أول زيارة يقوم بها زعيم هندي إلى العاصمة النمسوية منذ إنديرا غاندي في 1983.