بودابست: حقق الأسترالي أوسكار بياستري فوزه الأوّل في مسيرته ضمن بطولة العالم للفورمولا واحد، وذلك على حلبة هنغارورينغ في سباق جائزة المجر الكبرى في الجولة الثالثة عشرة الأحد، مانحاً رفقة زميله البريطاني لاندو نوريس الثنائية الأولى لفريقهما ماكلارين منذ صيف 2021.
وحلّ البريطاني الآخر لويس هاميلتون (مرسيدس) ثالثاً أمام سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو والهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول) بطل العالم ثلاث مرات.
قال بياستري "هذا هو اليوم الذي حلمت به عندما كنت طفلاً. كان الأمر معقداً بعض الشيء في النهاية"، في إشارة إلى الطلبات المتكررة من الفريق لزميله نوريس للسماح له بتجاوزه للحصول على المركز الأوّل.
وأضاف "شكراً جزيلاً للفريق. إنه لشرفٌ لي أن أقود سيارة ماكلارين. أمرٌ لا يُصدّق أننا سيطرنا على السباق بهذه الطريقة وحققنا الثنائية. تهانينا للفريق".
بدوره، قال نوريس الذي كان متصدّراً في اللفات الأخيرة وتخلّى عن المركز الأوّل لصالح زميله بأوامرٍ من فريقه "إنه يومٌ رائعٌ بالنسبة لنا كفريق. أوسكار سيطر على السباق وهو استحق (الفوز) اليوم".
وتمكّن نوريس من تقليص الفارق في الترتيب النهائي مع فيرتسابن المتصدر بثماني نقاط، حيث لا يزال متأخّراً عن الهولندي بـ76 نقطة، فيما صعد ماكلارين إلى المركز الثاني في ترتيب الصانعين متفوّقاً على مرسيديس، ومقترباً بفارق 51 نقطة عن ريد بول.
نوريس وفيرستابن يتذمّران
وكانت الانطلاقة مثيرة حيث تواجد ثنائي ماكلارين وفيرستابن جنباً إلى جنب لأمتار قبل أن يخرج الأخير عن المسار ومن ثم العودة أمام نوريس الذي تراجع للمركز الثالث بعدما كان أول المنطلقين، فيما تصدر زميله بياستري أمام بطل العالم.
وتذمّر نوريس في اتصال مع فريقه من فيرستابن مطالباً بأن يعيد له المركز الثاني لأنه تجاوز السائق البريطاني بعد الخروج عن المسار.
وبرّر فيرستابن ما حصل بأن المكابح أُغلِقَت لدى الوصول إلى المنعطف ما أجبره على الخروج عن المسار، لكن الهولندي وبنصيحة من فريقه سمح لنوريس بتجاوزه واستعادة المركز الثاني تجنّباً لمعاقبته من قبل مراقبي السباق.
ولم يكن الهولندي راضياً وواصل تذمّره لكن مع المحافظة على تركيزه وضغطه بشدة على سائق ماكلارين، ما سمح لبياستري بالابتعاد في الصدارة حتى وصل الفارق إلى أكثر من ثانيتين ونصف مع الوصول إلى اللفة السابعة من أصل 70.
ومع مرور اللفات، تمكّن نوريس من الابتعاد بشكل مريح عن فيرستابن الذي تقدّم على الفائز بالسباق الماضي بين جماهيره في سيلفرستون، سائق مرسيدس بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون الذي كان أول من يجري وقفة صيانة بين سائقي الطليعة، وذلك في اللفة 16.
ثم توقّف نوريس في اللفة 17 وخرج خامساً مباشرة خلف ثنائية فيراري شارل لوكلير من موناكو والإسباني كارلوس ساينس اللذين قاما بتأخير وقفة الصيانة، خلافاً لبياستري الذي دخل بدوره في اللفة 19 وخرج أمام زميله البريطاني في المركزين الرابع والخامس توالياً، بانتظار توقّف ثلاثي الصدارة.
وأجرى فيرستابن وساينس توقفهما في اللفة 22، ليبقى لوكلير في الصدارة من دون وقفة صيانة.
وكان فيرستابن خاسراً في تأخير توقّفه، إذ خرج خلف هاميلتون في المركز الخامس، فيما خرج لوكلير في المركز الخامس بعد دخوله مرآب فريقه في اللفة 24.
معركة بين هاميلتون وفيرستابن
وبقيَ الوضع على حاله من ناحية الترتيب بعد توقّف سائقي الطليعة، مع تصدّر بياستري أمام نوريس وهاميلتون وفيرستابن الذي دخل في معركة حامية مع البريطاني من أجل المركز الثالث لكنه ارتكب خطأ خلال محاولته تجاوز بطل العالم سبع مرات في اللفة 35، ما سمح للأخير بالتقاط أنفاسه.
وصبّت المعركة بين فيرستابن وهاميلتون في صالح ثنائي ماكلارين الذي وسع الفارق عن ملاحقيه اللذين جددا الصراع بعد تعويض الهولندي للوقت الضائع، ومن خلفهما بفارق ضئيل جداً لوكلير الذي استفاد أيضاً من هذه المعركة.
وقرر فريق مرسيدس إدخال هاميلتون للتوقف الثاني في اللفة 41 التي شهدت أيضاً توقف لوكلير.
وتمكّن فيرستابن من تصدّر السباق لكنه خسر الصدارة في اللفة 50 بعد دخوله مرآب فريقه، ليحصل نوريس على المركز الأوّل ومن خلفه بياستري وهاميلتون ثالثاً ولوكلير وفيرتسابن.
وبعدما تجاوز لوكلير، حاول فيرستابن تجاوز هاميلتون أيضاً في اللفة 62 لكن البريطاني منعه، قبل أن يحاول الهولندي مجدداً في اللفة التالية، إلا أنه أثناء محاولته تجاوزه، اصطدم إطاره الخلفي بإطار سيارة مرسيدس الأمامي بعدما خفّف سرعته عند المنعطف وخرج عن المسار وخسر بعض الوقت ومركزه لصالح لوكلير.
وبدا فيرستابن غاضباً طوال الوقت من فريقه على الراديو.
وجدّد فريق ماكلارين طلبه من نوريس أن يتنازل عن الصدارة لصالح زميله في ظل الفارق الكبير مع ملاحقهما هاميلتون، لكنه رفض ذلك في البداية.
قال له الفريق "لا تزال هناك خمس لفات. الطريق إلى الفوز بالبطولة لا يكون بمفردك. يكون مع الفريق. ستحتاج إلى أوسكار وستحتاج إلى الفريق".
وقبل انتهاء السباق بثلاث لفات، خفّف نوريس من سرعته وقبل أوامر فريقه فاسحاً في المجال للأسترالي للحصول على المركز الأوّل.
التعليقات