إيلاف من الرباط: وجه عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض (مرجعية إسلامية)، السبت، بالرباط،انتقادات لاذعة لعزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، على خلفية بعض تصريحاته الأخيرة. وقال ابن كيران مخاطبا أخنوش: "السياسة ليست هي المال، بل هي المصداقية والوضوح والصراحة والصدق". واستدرك قائلا خلال الاجتماع العادي للأمانة العامة للحزب، مخاطبا أخنوش: "تبدو لي كرئيس فرنسا الحالي ... تتخبط". وأضاف: "لا أعرف إلى أين ستنتهي .. الله يحفظ مْعاك".

أمة واحدة

خصص ابن كيران نحو 90 بالمائة من الساعة، التي استغرقتها كلمته للحديث عن الأحداث الجارية في غزة، وتداعياته محليا، إقليميا وعالميا. وقال، في بداية كلمته، إن ما حدث منذ السابع من أكتوبر لا يمكن إلا أن يدفع إلى بدء كل كلام بالحديث عن الذي يقع في فلسطين، وفي غزة تحديدا.

وأضاف: "يجب أن نقولها ونفهمها ونكررها .. إن الذي يقع في غزة وفي فلسطين نحن معنيون به كما لو كان يقع في بلدنا، لأن مرجعيتنا، التي هي كتاب الله وسنة رسوله، تؤكد على أننا أمة واحدة".

وشدد ابن كيران على أنه لم يعد يجد الكلمات لوصف ما يقع، وهل "هل هو تقتيل، أم إبادة، أم طحن للناس". وأضاف: "لم أعد أجد الكلمات، وما يقع تجاوز الوحشية والإنسانية، .. و"الله غالب" .. هذا الذي يقع كبير جدا، وقد تحركت له الإنسانية جمعاء".

وانتقد ابن كيران الولايات المتحدة لأنها تساند إسرائيل، التي وصفها بـ"الدولة الإجرامية" و"الطغيان الطاغي". وقال إن العدل حين يغيب تكون الحياة مهددة، مشيرا إلى أن الحياة في العالم أضحت مهددة.

سيناريو

قال ابن كيران إنه يبدو أنهم "في المطبخ الأميركي والإسرائيلي يحضرون لسيناريو إضافي"، مبني على "ثلاث نقط، أولاها ما يسمونه محاربة الإرهاب، ويتعلق ذلك بالفلسطينيين في غزة، وفي الضفة الغربية وفي أراضي 48، الذين يجب قتلهم أو إجلاؤهم .. وثانيها استكمال التطبيع مع الدول العربية، باعتبار أنها معتدلة وتريد السلام مع إسرائيل، وبالتالي فالعائق الوحيد هم الإسلاميون .. وثالثها القضاء على المقاومة .. حزب الله في لبنان، وإيران".

أمور تحدث

قال ابن كيران إن "أمورا تحدث في بلادنا من قبل بعض مواطنينا" تتركه "حائرا". وركز توضيحه لكلامه بالحديث عن الإعلامي والناشر أحمد الشرعي، الذي قال عنه إنه قال، بعد أحداث أكتوبر: "كلنا إسرائيليون". وأضاف: "فوجئت وصدمت، وإلى حد الآن، هذا الشخص لم يساءل".

كما تحدث ابن كيران عن "شخص آخر"، ويقصد به الكاتب الطاهر بن جلون، قال عنه إنه هاجم حماس، وقال عنهم إنهم "أسوء من الوحوش". واستدرك قائلا، إن بنجلون خرج على الأقل ليعدل ميزان خرجته، باتهام إسرائيل. وأضاف: "غير أن ذلك يبقى غير كاف".

واستحضر ابن كيران رفض أستاذ وعميد لإحدى المؤسسات الجامعية في الدار البيضاء، قبل أيام، تسليم شهادة تخرج لطالبة خلال حفل نهاية السنة الجامعية، لأنها كانت ترتدي كوفية فلسطينية. ووصف ابن كيران تصرف المسؤول الجامعي بأنه "أرعن".

وأضاف ابن كيران، في سياق سرده لما اعتبرها "أمورا تحدث": "سمعنا بأن باخرة إسرائيلية رفض الإسبان تموينها ووجدت ذلك عند المغاربة .. هذا أفزعنا، وقد راسلنا طالبين توضيحا، ولم يردوا علينا. وهذا يفيد أن هذا صحيح، وإلا كان هناك نفي".

وشدد ابن كيران على أن مرجعيتهم في الحزب لا تسمح لهم بالتغاضي عن هذه الأشياء. واستدرك قائلا : "ثالثة الأثافي، ما بلغنا عن قيام مجموعة من الشباب بزيارة إسرائيل والوصول إلى غلاف غزة .. وهم فرحون ويرقصون". وتساءل: "ما العمل؟". وأضاف: "المغاربة لا يعجبهم هذا. ونحن لا يعجبنا هذا. نحن نشعر بالخجل. وهذا لا يجوز شرعا، أما سياسيا فهذه ليست مصلحة وطنية. من أرسلهم؟ ماذا يقع في بلادنا؟ هل هناك اختراق؟ ... أتساءل ماذا يقع في البلاد؟. هذا شيء صعب، وقد تكون له عواقب .. المغاربة يحتجون ... وأتساءل إن كانت ما زالت هناك قيمة للشعوب .. ثم هل في هذا احترام لديننا وللمبادئ وللقانون، ولكلام جلالة الملك؟".

التطبيع

عاد ابن كيران إلى مسألة توقيع الأمين العام السابق للحزب على قرار استئناف المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، فقال: "الحزب لم يقبل التطبيع يوما ولن يقبل أبدا، خصوصا الآن. لا لا يكون التطبيع مع الضباع .. هؤلاء ضباع وأكثر من الضباع، فالذي يقتل الناس ويتركهم مرميين في الشوارع، تجاوز الضباع ... هل يمكن لإنسان أن يثق في هؤلاء؟". وأضاف: "علينا ان نعيد النظر في أنفسنا، وأن نتحرك لمناصرة إخواننا في فلسطين".