إيلاف من واشنطن: بعد أن أعلن جو بايدن الأحد انسحابه من السباق الرئاسي سوف تصبح كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، في حال مواجهتها مع دونالد ترامب والتفوق عليه، أول امرأة في التاريخ تتولى رئاسة أميركا.

وما يثير الدهشة أن هذه المعلومة راسخة ومعروفة لغالبية المتابعين والمتتبعين للتاريخ السياسي الأميركي، إلا أنها لاتزال تثير التساؤلات، فكيف لبلد يصنفه العالم بأنه جنة الديموقراطية والمساواة وتمكين المرأة، وعلى الرغم من ذلك لم تحكمه امرأة أبداً؟

في 30 نيسان (أبريل) عام 1789، أدى جورج واشنطن، وهو يقف على شرفة القاعة الفيدرالية في وول ستريت في نيويورك، اليمين الدستورية كأول رئيس للولايات المتحدة، أي منذ 235 عاماً، وطوال هذه الفترة لم تصل امرأة لمنصب الرئاسة أبداً.

قال بايدن يوم الأحد إن اختيار هاريس لمنصب نائب الرئيس كان "أفضل قرار اتخذته" وأيدها بشدة.

ووصفت هاريس قرار بايدن بالتنحي بأنه "عمل وطني ونكران الذات"، قائلة إنه "يضع الشعب الأميركي وبلدنا فوق كل شيء آخر".

وقالت هاريس: "يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس ونيتي الفوز بهذا الترشيح والفوز بالرئاسة، وعلى مدى العام الماضي، سافرت عبر البلاد، وتحدثت مع الأميركيين".

الثقة في هاريس
أظهر استطلاع حديث أجراه مركز AP-NORC لأبحاث الشؤون العامة أن حوالي 6 من كل 10 ديمقراطيين يعتقدون أن هاريس ستقوم بعمل جيد.

وأظهر الاستطلاع أن حوالي 4 من كل 10 بالغين أميركيين لديهم رأي إيجابي تجاه هاريس، في حين أن حوالي النصف لديهم رأي سلبي.

وقد عزز أداء هاريس الثابت بعد كارثة بايدن في المناظرة مكانتها بين الديمقراطيين في الأسابيع الأخيرة.

وحتى قبل تأييد بايدن، كان يُنظر إلى هاريس على نطاق واسع على أنها المرشح الأوفر حظا ليحل محل بادين، بفضل خبرتها في السياسة الخارجية واسمها الوطني، وهي تتمتع بأسبقية على المنافسين المحتملين، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر، وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو.

مصير همفري
وستسعى هاريس إلى تجنب مصير هيوبرت همفري، الذي فاز بصفته نائب الرئيس بترشيح الحزب الديمقراطي عام 1968 بعد أن رفض الرئيس جونسون الترشح لإعادة انتخابه وسط استياء وطني من حرب فيتنام، وقد خسر همفري في ذلك العام أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

استطلاع 2016
أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع مركز أبحاث "ORC" عام 2016 مع بزوغ نجم هيلاري كلينتون أن 80 % من الأميركيين يشعرون أن بلادهم مستعدة لوضع امرأة في رئاسة البيت الأبيض.

وأضاف الاستطلاع أن 90% من الناخبين بين الديمقراطيين يوافقون على تولي امرأة رئاسة الولايات المتحدة، مقابل 68% بين الجمهوريين.

وأكد الاستطلاع ارتفاع نسبة الأميركيين الذين يشعرون أن بلادهم مستعدة لتولي امرأة الرئاسة بحوالي 20%، مشيرا إلى أن النسبة كانت 60% عام 2006، عندما كانت هيلاري تسعى إلى الحصول على بطاقة حزبها للترشح في انتخابات عام 2008 التي حصل عليها باراك أوباما.

وكشف الاستطلاع نتيجة أخرى مفاجئة، وهي أن الرجال على استعداد أكثر من النساء لتولي امرأة رئاسة البيت الأبيض، بنسبة بلغت 83% بين الرجال مقابل 76% بين النساء.

وبسؤال الأشخاص الذي شاركوا في الاستطلاع عن مدى أهمية رؤية امرأة تحكم الولايات المتحدة، خلال وجودهم على قيد الحياة، أجاب 31% بأنها أولوية مهمة جدا، وكانت النسبة بين الديمقراطيين 54% مقابل 13% بين الجمهوريين، و35% بين النساء مقابل 25% بين الرجال.