إيلاف من باريس: في آذار (مارس) الماضي تسبب القائمون على أولمبياد باريس في جدل تجلى في إصدار ملصقات بها كنيسة ولكن بلا صليب، وفي حفل الافتتاح تورط الفرنسيون في إهانة رمزية لوحة العشاء الأخير، وقبلها منعوا الحجاب، وتحديداً في واقعة لاعبات فرنسيات مشاركات في الأولمبياد الحالي.

وبعيداً عن الأولمبياد كان الدوري الفرنسي هو الوحيد من بين الدوريات الكبرى في أوروبا الذي منع دقائق الراحة التي يفطر فيها اللاعب المسلم في أي فريق فرنسي، وفي كل مناسبة حينما يحتد النقاش يكون الرد الأخير هو أن فرنسا حريصة على علمانيتها أولاً، ومهما كان الثمن.

فقد أثارت فقرة في حفل افتتاح أولمبياد باريس، الجمعة، جدلا وغضبا في كل مكان، ولكن الملفت في الأمر أن الغضب في فرنسا أقل منه خارجها، فقد احتفلت الصحافة الفرنسية بنجاح حفل الافتتاح، وتغزلت في عبقرية فقراته على تعبير صحيفة "لوفيغارو"، مما يؤكد أن ما يسمى بالتطرف الفرنسي في إظهار العلمانية هو أمر يراه العالم من الخارج.

كنيسة بلا صليب
في شباط (مارس) صدرت ملصقات الأولمبياد الباريسي، وقيل إنها سوف تعيش لأكثر من 100 عام، بالنظر إلى فكرتها العبقرية، حيث تضم أشهر معالم باريس في تناغم رائع بين برج إيفل و"ستاد دو فرانس"، وقوس النصر، والمتاحف والكنائس، وغيرها.

وما هي إلا ساعات، حتى اكتشف البعض أن أحد أشهر المعالم في هذه الملصقات، وهو كاتدرائية سان لويس دي انفاليد، ظهرت قبتها بدون الصليب، الأمر الذي أثار جدلاً كبيراً، ليفسره البعض بأنه مجرد عمل فني ولا يجب التعامل معه بقدر كبير من التقديس أن النظرة الدينية، ومن ثم لا توجد مشكلة في إزالة الصليب.

استخفاف بالمسيحية؟
في حفل افتتاح الأولمبياد الباريسي (الجمعة) حاكى راقصون لوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي، لكن العرض تضمن إشارات إلى مجتمع أصحاب الميول الجنسية غير الطبيعية، مما أثار غضباً عالمياً.

وظهر في العرض راقصون يمثلون شخصيات متحولة جنسياً، مما اعتبر إقحاما لهذه المسألة الجدلية في أكبر حدث رياضي في العالم، بينما اعتبر كثيرون العرض "مسيئا".

وقال حساب البطولة الرسمي على منصة "إكس"، إن العرض كان "تفسيرا للإله اليوناني ديونيسوس، لجعلنا ندرك عبثية العنف بين البشر"، لكن ذلك لم يخفف من حدة الانتقادات الموجهة للعرض، الذي رآه كثيرون "إهانة" من وجهة نظر دينية.

وانتقد رجل الأعمال الأميركي المعروف إيلون ماسك العرض، قائلا على منصة "إكس"، إنه "غير محترم للغاية للمسيحيين".

كما انتقده رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس بالطريقة ذاتها، حيث أكد أن الأمر برمته يمكن وصفه بأنه "قلة احترام"

كما كتبت النائبة في البرلمان الأوروبي السياسية الفرنسية اليمينية ماريون مارشال على "إكس": "إلى جميع المسيحيين في العالم الذين يشاهدون حفل باريس 2024 وشعروا بالإهانة من محاكاة ساخرة. اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث لكن أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز".

وكتب أيضا كلينت راسل، مقدم بودكاست "ليبرتي لوكداون" على "إكس": "هذا جنون. افتتاح الحدث باستبدال أبطال لوحة العشاء الأخير برجال يرتدون ملابس نسائية".

وأضاف: "هناك 2.4 مليار مسيحي على وجه الأرض، ويبدو أن الألعاب الأولمبية أرادت أن تعلن بصوت عال لهم جميعا أنهم غير مرحب بهم".