إيلاف من تل أبيب: لماذا لا تعترف إسرائيل رسمياً باغتيال إسماعيل هنية؟ وفي نفس الوقت لسان حالها يقول "اليد الطولى لنا يمكنها أن تصل إلى أي شخص وأي مكان".

ويتضح من تعليقات الشخصيات الرسمية "السياسية والعسكرية" الإسرائيلية، وكذلك وسائل الإعلام في تل أبيب أن هناك نوع من الزهو والفخر بتنفيذ هذه العملية في قلب طهران، ولكنه زهو لا يحمل سوى تلميحات بالمسؤولية عن تنفيذها دون اعتراف واضح أو مباشر.

شخصية إسرائيلية واحدة اعترف ضمنياً باغتيال إسماعيل هنية، وذلك قبل أنت يصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعلمياته المباشرة للوزراء والمسؤولين بعدم التعليق على عملية الإغتيال.

إلياهو "المعترف الوحيد" ولكن!
الوزير هو عميحاي إلياهو وزير التراث الإسرائيلي الذي قال تعليقاً على عملية اغتيال اسماعيل هنية :"هذه هي الطريقة الصحيحة لتطهير العالم، لا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الوهمية ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء المحكوم عليهم بالموت".

إلياهو هو صاحب نظرية استهداف غزة "بقنبلة نووية"، حيث قال في 5 تشرين الثاني نوفمبر 2023 لإحدى المحطات الإذاعية الإسرائيلية إن قصف قطاع غزة بقنبلة نووية هو أحد الخيارات المقبولة في رأيه، وجاء تعليق إلياهو على عملية اغتيال هنية دون أن يحمل اعترافاً صريحاً، بل هو تلميح يحاول به عدم التورط في التصريح.

تعليمات نتانياهو: التزاموا "الصمت"
طلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء من الوزراء عدم التعليق على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وقالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن الجيش الإسرائيلي أبلغها بأنه "لا يرد على التقارير الواردة في وسائل الإعلام الأجنبية"، بعد الإعلان عن اغتيال هنية.

صورة "تصفية هنية".. لماذا تمت إزالتها؟
نشر المكتب الصحفي الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء صورة تحمل عنوان: "تصفية إسماعيل هنية، أعلى قيادي في حماس، في ضربة دقيقة في طهران، إيران".

وطبعت كلمة تصفية -eliminated باللغة الإنجليزية على جبهة هنية، ولكن تم حذف الصورة لاحقا وليس من الواضح سبب الحذف، وعلى الأرجح محاولى لإيصال الرسالة للعالم بأن اسرائيل فعلتها، ولكن تمت إزالة الصورة من تجنباً للإعتراف المباشر، ولكن لماذا كل هذا الحرص على عدم الاعتراف رسمياً باغتيال هنية؟

نتانياهو يعترف بتصفية شكر ويتجاهل هنية
وفي خطاب أقرب إلى استعراض القوة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء إن الجيش الإسرائيلي وجه ضربات قاضية في الأيام الأخيرة ضد حماس والحوثيين وحزب الله.

وأضاف نتنياهو في كلمة بعد الإعلان عن اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، أنه "لم ولن يخضع للأصوات المطالبة بإنهاء الحرب". ولم يتحدث بصورة مباشرة عن تصفية هنية في طهران.

وفي كلمته تبنى نتنياهو المسؤولية عن اغتيال المسؤول الكبير في حزب الله فؤاد شكر لكنه لم يذكر عملية اغتيال هنية.

هاغاري: لم يكن لنا نشاط جوي في ليلة اغتيال هنية
من جانبه أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الخميس، أن قواته مستعدة لكل السيناريوهات وتعمل على كل الجبهات لتحقيق الأمن، وكشف هاغاري، في مؤتمر صحفي، أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه أي نشاط جوي في الشرق الأوسط بصواريخ أو مقاتلات ليلة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.

محصلة كل ما سبق أن إسرائيل تعمل وفقاً لمبدأ عدم الإعتراف بأي عمليات تقوم بها في الخارج، في محاولة منها لتجنب لتحمل تبعات ومسؤوليات ما يترتب اختراق سيادة الدول ال