في جولة الصحف لهذا اليوم، نتطرق إلى مقالات الصحف التي تناولت اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لإسماعيل هنية، بالإضافة إلى كيف ترى الصحف الإسرائيلية أداء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ظل التطورات الأخيرة.
ونبدأ جولتنا من صحيفة الإيكونوميست الأسبوعية البريطانية والتي عنونت مقالاً بـ"اختيار حماس ليحيى السنوار زعيماً لها يجعل وقف إطلاق النار أقل احتمالاً".
رأت الصحيفة أن اختيار السنوار – الذي وصفته بأنه مهندس هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على بلدات غلاف غزة – يُعد "رسالة واضحة للعالم تؤكد أن الجناح المتشدد من حركة حماس هو الذي يتولى القيادة في الوقت الراهن، وهو ما يزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والحركة، يتضمن وقفاً للحرب التي أودت بحياة حوالي 40 ألف شخص حتى الآن".
ورجحت الإيكونوميست أن يكون "تعيين السنوار من الناحية الفنية مؤقتاَ حتى إجراء الانتخابات المحتملة العام المقبل"، إلا أنها أشارت إلى أن الحرب المستعرة في غزة تزيد من التوقعات بأن تلك الانتخابات لن تُجرى في الوقت المحدد لها، مما قد يساعد السنوار على الاستمرار في رئاسة المكتب السياسي للحركة بلا منازع.
واعتبرت الصحيفة في مقالها أن ميول الحركة تجاه القوى الخارجية وتفضيل قيادات حماس ليحيى السنوار على خالد مشعل - الذي ظهرت توقعات بعودته إلى منصب رئيس المكتب السياسي لحماس بعد مقتل هنية كونه تولى هذا المنصب من قبل ولديه خبرة في إدارة الموقف السياسي على المستوى الدولي - اعتبرت أنها دليل على أن "السنوات الأخيرة شهدت قدراً كبيراً من التقارب بين السنوار وإيران"، وهو ما كان سبباً رئيسياً في تفضيل السنوار على غيره، إذ تحتاج الحركة لدعم طهران بشدة في الفترة الراهنة والمقبلة أثناء الحرب في القطاع، وفق ما جاء في التقرير.
ورأت الصحيفة أن تعيين السنوار من شأنه أن يزيد من "تهميش الزعماء السياسيين الخارجيين للحركة، الذين يُنظر إليهم عموماً على أنهم أكثر اعتدالاً واهتماماً بالدبلوماسية".
واختتمت الصحيفة بأنه "إذا كان هناك بالفعل جزء من حماس مهتم بالدبلوماسية، فقد أضعفته هذه الخطوة، ففي حين كان هنية يدفع باتجاه وقف إطلاق النار مع إسرائيل، حاول السنوار إطالة أمد الصراع"، معتبرة أنه مع ترسيخ السنوار لسيطرته على غزة والمكتب السياسي لحماس، فإن فرص وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن "تبدو أكثر بعداً" بحسب المقال .
- ما هو المكتب السياسي لحماس وماذا نعرف عن الهيكل التنظيمي للحركة؟
- مقتل أربعة من عناصر حزب الله في غارة إسرائيلية جنوب لبنان، وواشنطن تتوقع "موجتين من الهجمات" على إسرائيل
- حرب إسرائيل في غزة تتوقف بالكامل على يحيى السنوار - جيروزاليم بوست
- من هم أبرز قادة حماس الذين "اغتالتهم" إسرائيل؟
حماس ترفع مستوى التحدي
أما صحيفة الأخبار اللبنانية فنشرت مقالاً للكاتب يوسف فارس بعنوان "السنوار رئيساً: حماس تبدّد مفاعيل اغتيال هنية".
يرى الكاتب أن حماس باختيارها ليحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، "رفعت التحدي لإسرائيل إلى مستوى أعلى بعد أن كانت حكومة نتنياهو تعتقد أن الإطاحة بإسماعيل هنية سوف يؤدي إلى إعادة هيكلة قيادات الحركة وإضفاء قدر أكبر من المرونة على مواقفها".
واعتبر الكاتب أن حماس "أرادت أن تبعث بعدة رسائل إلى إسرائيل من شأنها أن تبدد الفهم الإسرائيلي لطبيعة الصف القيادي للحركة، والذي شكّل الدافع لعملية اغتيال هنية"، خاصة وأن اختيار السنوار تمّ بالإجماع دون الحاجة إلى انتخابات، واتحدت البدائل التي اعتبرتها إسرائيل أقل تشدداً، مثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق، و"أجمعت على السنوار وما يمثله من توجه حالي للحركة".
ويقول الكاتب إن منصب رئيس المكتب السياسي لحماس على الصعيد الداخلي، يقابل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، مما يجعل اختيار السنوار "رسالة إلى إسرائيل تفيد أن من يمسك بزمام الأمور داخل الحركة، هو شخص من أزقة غزة"، وقد يتمكن بقراراته من التخلص من نفوذ "العواصم الحاضنة" لحماس في المنطقة على حد تعبيره.
ويضيف الكاتب أنه وعلى المستوى الإقليمي، "يُعد اختيار السنوار – الذي يتزامن مع احتلال حماس قلب المقاومة الفلسطينية – رسالة واضحة بأنه بإمكان كتائب القسام أن تقاتل لأربع سنوات مقبلة"، وهي فترة ولاية الرئيس الجديد للمكتب السياسي، و"هي من الرسائل الأكثر وضوحاً التي تبعث بها الحركة إلى جميع الأطراف المعنية" بحسب الكاتب.
ويُنهي الكاتب بأن حركة حماس "تقوّض المفاعيل الاستراتيجية لعملية الاغتيال، إلى جانب التأثير لمنصب السنوار الجديد"، واعتبر أن انتخابه "شكّل صدمة معنوية كبرى"، بعد أن تَقلّد عدو إسرائيل الأول أعلى منصب في الحركة بعد عشرة أشهر من حربٍ ظنت إسرائيل أنها "استطاعت فيها تهشيم الصورة المعنوية للرجل، ليس في الشارع الغزاوي فحسب، إنما داخل القواعد الحزبية للحركة".
نتنياهو والكارثة
وإلى صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي عنونت افتتاحيتها لهذا اليوم بعنوان "نتنياهو يقود إسرائيل إلى كارثة أخرى".
تقول الصحيفة إن إسرائيل "على حافة حرب إقليمية ضد إيران وحلفائها منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، كما تزايدت المخاوف في الداخل الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية بسبب التهديدات الإيرانية بـ"الرد بقسوة" على مقتل فؤاد شكر في بيروت وإسماعيل هنية في طهران.
وترى الصحيفة أنه "بينما لا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يواكب حزام النار الإيراني وحده"، فإنه يحاول أن "يعتمد على التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة التي بدأت في حشد قواتها العسكرية في المنطقة رغم الانتقادات اللاذعة التي توجهها إدارة بايدن لسياسات نتنياهو".
وحمّلت الصحيفة رئيس وزراء إسرائيل مسؤولية التصعيد المحتمل الحالي والتهديدات التي واجهتها البلاد على المستوى الإقليمي، مشيرة إلى أنه وبعد حوالي عشرة أشهر من الحرب في غزة، "لم يتمكن نتنياهو من تحقيق النصر الكامل الذي وعد به"، بل وبدلا من ذلك، "قد يجر فشل الحكومة الإسرائيلية البلاد إلى حرب ضد إيران" بحسب الصحيفة.
وترى الصحيفة أن "الأعمال الاستعراضية التي قام بها نتنياهو بمساعدة أجهزته الأمنية – اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية – رفعت الروح المعنوية في إسرائيل، لكن هذه العمليات في نفس الوقت أكدت لنتنياهو أن مثل هذه الإجراءات لن تتمكن من إضعاف الحرس الثوري الإيراني".
وتستذكر الصحيفة أنه سبق لرئيس وزراء إسرائيل أن وافق على تنفيذ عمليات عسكرية على الأراضي الإيرانية ومنها اغتيال العالم الإيراني محسن فخر زاده والهجوم على قادة الطائرات المسيرة في كير مانشاه، إلا أن "إيران مارست ضبط النفس تجاه تلك الإجراءات وبدأت في استغلال أزمة إسرائيل التي تتمثل في انخراطها في الحرب في غزة والتوترات بينها وبين حزب الله في الشمال".
وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بأن الحل الوحيد لـ"خروج إسرائيل من الكارثة التي أوقع فيها نتنياهو البلاد"، هي أن يبدأ رئيس الوزراء في "تحكيم عقله والاستماع إلى إدارة بايدن واتخاذ المسارات الدبلوماسية مع السعي إلى وقف إطلاق النار في غزة بدلاً من الاستمرار في الصراع – الذي قد يخرج عن السيطرة ويتسع نطاقه – من أجل البقاء في السلطة".
التعليقات