إيلاف من القاهرة : كلما اقتربت من ملف وفاة الباحثة المصرية في باريس ريم حامد، والتي تم العثور على جثتها أمام شقتها السبت، لن تجد سوى المزيد من الغموض، فالتحقيقات سرية، ووسائل الإعلام الفرنسية لم تنشر خبراً واحداً عن وفاتها أو مقتلها، كما أن إصرار شقيقها في مصر على عدم نشر أي خبر يرفع من وتيرة الشعور بالغموض، والذي أصبح سيداً للموقف سواء في فرنسا أو في مصر.

فقد أثارت وفاة الباحثة المصرية في فرنسا العديد من التساؤلات، بعد نشرها العديد من المنشورات عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأصبح هو المصدر الوحيد لمعرفة بعض المعلومات، والوصول للقليل من ملابسات مرحلة ما قبل رحيلها.

مراقبة دائمة
فقد أكدت من خلال المنشورات أنها تعرضت للتجسس والمراقبة خلال وجودها في شقتها المقيمة بها أو في حياتها اليومية، وكشفت ريم حامد قبل وفاتها وجود بعض الأشخاص لمراقبتها على مدار اليوم، لدرجة أن إحدى جاراتها كانت تطلق بعض البخور من أسفل باب شقتها، وحاولت ريم حامد التواصل مع الشرطة والإبلاغ عن تلك الوقائع، لكنها لم تجد حلا لتلك المشاكل.

ووفقاً لتقرير "القاهرة 24" بدأت واقعة وفاة الباحثة ريم حامد في فرنسا بعد نشر أحد أصدقاء ريم مطالبا بحقها، وكشفت ريم حامد قبل وفاتها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي وجود تهديدات ومراقبة لها، وكتبت ريم عبر صفحتها في وقت سابق: أقر أنا ريم حامد طالبة دكتوراه في فرنسا، في أشد الحاجة لتبليغ الجهات المعنية في مصر؛ لأني تحت المراقبة وأجهزتي مخترقة، وفوق هذا حاليا يتم جبري للسكوت والصمت وعدم التبليغ.

من الذي كان يهددها؟
وتابعت: وأنا مستمرة في العمل تحت الظروف، وبالتالي قد أكون تورطت معهم في جريمتهم بالقبول بأفعالهم من التجسس واستخدام التوجيهات السياسية داخل محيط العمل وسكن الجامعة للتجسس علي أيضا.. أنا أرفض العمل في هذه الظروف.. أنا تحت ضغط ومراقبة، ومؤخرا يتم تهديدي بحياتي.. والمحرك لهذا هو رئيس الوحدة التي أعمل بها.

مواد مخدرة في شقتها رغماً عنها
وقالت الباحثة ريم حامد قبل وفاتها في فرنسا: "البجاحة وصلت إن جارتي بتجيب مواد مخدرة عبارة شيء بيعلي نبض القلب وتقعد تبخرها من تحت الباب لحد ما تسد نفسي وأكلم البوليس ما فيش حد ييجي، وأحط مياه علشان أوقف البخار، تزود مواد على المياه وتحطها في بيتي.. أبلغ مش نافع، والجريمة عيني عينك، وطبعا ده شكله طبيعي هنا ولا إيه؟"

مراقبة حتى في المطاعم
وكتبت ريم حامد المتوفاة في فرنسا: مؤخرا بقي أي مطعم أدخله أعمل منه طلب يدخل حد قدامي وييجي تليفون للمطعم للشخص اللي بياخد الطلب، وبعدين الطلب بيتم تحضيره بشكل مختلف.

ومؤخرا نبض قلبي بقى أعلى نتيجة لده، ومن بجاحة اللي بيدخل قدامي بيقول إني عندي مشكلة وده لصالحي.. طبعا بلغي الطلب، دلوقتي بقي بيعملوا إيه قبل ما أروح بمعرفة الأماكن الحلال.. وهكذا اللى هو هنديكي حاجات تقلل نشاط عقلك بالإكراه علشان مش تعرفي المصائب اللى بيعملها فيكي.. وده مش طبيعي دي جرايم متكاملة.

قصة غريبة في محطة الحافلات
وروت ريم حامد قصة أخرى عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي: أنا حاليا في محطة الأتوبيس عادي جدا قدامي ما يقرب من 5 أشخاص حركاتهم مش مريحة، وغير كده لما لاحظت ده اتجهوا إلى البوليس لتبليغهن وأنا قاعدة في حالي.. تقريبا كانوا بيراقبوا ولما اتعرفوا اضايقوا، وحاليا واقفين وبيحاولوا يصورني ويعملوا أي قصة يروحوا بيها للبوليس، حقيقة مش عندي غير إني أوثق، لأن حياة الواحد في خطر، وكله بحركات ترجع لنفس الجذور ونفس الأهداف.

وفاة طبيعية أم جريمة قتل؟
ومنذ السبت الماضي، يتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أنباء عن مقتل باحثة مصرية وطالبة دكتوراه تدعى "ريم حامد" في فرنسا في ظروف غامضة بعد ساعات من إطلاقها استغاثات عبر حسابها الشخصي بموقع "فيسبوك".

وتداول النشطاء الخبر تحت هاشتاغ "ريم حامد اتقتلت"، قائلين إن "طالبة الدكتوراه المصرية ريم حامد، قتلت أثناء دراستها في فرنسا، وسط حالة من الجدل حول حقيقة مقتلها، وسبب وفاتها".