إيلاف من بيروت: في تصريح صادم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن الرهائن الستة الذين عثر الجيش الإسرائيلي على جثثهم كانوا قد احتُجزوا من قبل حماس في جنوب قطاع غزة تم قتلهم "بدم بارد".
وأوضح غالانت أن الرهائن كانوا على قيد الحياة عندما تم أسرهم، مما يكشف عن حجم المأساة التي عاشوها قبل أن يُقتلوا.
تصريحات غالانت جاءت بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، عن اكتشاف جثث هؤلاء الرهائن في نفق تحت الأرض في منطقة رفح.

عملية انتشال الجثث
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه تم العثور على جثث الرهائن يوم السبت في نفق تحت الأرض في رفح، جنوب قطاع غزة. بين الضحايا أشخاص يحملون جنسيات مزدوجة، أميركية-إسرائيلية وروسية-إسرائيلية، مما يضيف أبعادًا دولية على المأساة.
وتمت إعادة الجثث إلى إسرائيل، حيث تم التعرف عليهم رسميًا من قبل السلطات.

الرهائن القتلى
وفقًا للبيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، الرهائن القتلى هم كرمل غات، إيدن يروشالمي، هيرش غولدبيرغ بولين، ألكسندر لوبانوف، ألموغ ساروسي، وأوري دانينو.
هؤلاء كانوا ضمن مجموعة من 251 شخصًا تم اختطافهم من قبل حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر. حتى الآن، لا يزال 97 شخصًا محتجزين كرهائن في غزة، بينهم 33 شخصًا توفوا، وفقًا للجيش الإسرائيلي.

أدرعي يوضح التفاصيل
من جانبه، صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، يوم الأحد، بأن قوات الجيش والشاباك تمكنت من العثور على جثث الرهائن الستة وإعادتها إلى إسرائيل. وأضاف أدرعي أن الجثث تم العثور عليها داخل نفق في منطقة رفح، وأنه بعد التحقق من هويتهم في معهد الطب الشرعي، تم إبلاغ عائلاتهم رسميًا. وقال: "يشارك جيش الدفاع وجهاز الأمن العام العائلات حزنها العميق في هذه الأوقات الصعبة". وأكد أن الجيش الإسرائيلي وباقي المؤسسات الأمنية يبذلون كافة الجهود لإعادة الرهائن المتبقين بأسرع وقت ممكن.

بايدن يعبر عن حزنه
من جهته، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ليل السبت، أن بين جثث الرهائن الستة جثة هيرش غولدبيرغ بولين، وهو مواطن أميركي. وقال بايدن في بيانه: "تأكدنا الآن أن أحد الرهائن كان المواطن الأميركي، هيرش غولدبيرغ بولين".
وتحدث بايدن عن الظروف المأساوية التي عاشها هيرش، حيث فقد ذراعه أثناء محاولته مساعدة الآخرين خلال هجوم حماس يوم 7 أكتوبر.
كان هيرش يبلغ من العمر 23 عامًا فقط. وأضاف بايدن أن وفاة هيرش تفطر قلبه، مشيرًا إلى أنه "عمل بلا كلل لضمان عودة هيرش إلى والديه سالمًا". وأكد أن قادة حماس سيدفعون ثمن هذه الجرائم، مشددًا على أن الولايات المتحدة ستواصل العمل لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

دعوات للتظاهر
وشهدت إسرائيل يوم السبت موجة من الاحتجاجات الشعبية، حيث تظاهر عشرات الإسرائيليين أمام منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ في القدس الغربية للمطالبة بإبرام صفقة تبادل لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة. وأعرب المتظاهرون عن غضبهم من موقف نتانياهو، متهمين إياه بإصدار "حكم الإعدام" على الأسرى بسبب رفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا. وقد قرأ المتظاهرون أسماء الأسرى المحتجزين في غزة، مطالبين الحكومة بالتحرك الفوري لإنهاء معاناتهم.
وفي سياق متصل، شهدت مدن تل أبيب وحيفا ومدن أخرى تظاهرات واسعة، حيث أغلق الآلاف من المحتجين الطرق الرئيسية، في خطوة تصعيدية للضغط على الحكومة.

اتهامات لنتانياهو
ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن هيئة أهالي المخطوفين اتهامهم لنتانياهو بالتخلي عن الأسرى من أجل الحفاظ على منصبه السياسي.
لم تتوقف التظاهرات عند المطالبة بالإفراج عن الأسرى فحسب، بل دعا المحتجون إلى استبدال نتانياهو فورا، متهمين المجلس الوزاري المصغر بأنه حكم على الأسرى بالإعدام بسبب تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا.

وفي بيان رسمي، أكدت عائلات الأسرى أن "ما من اعتبار سياسي أو أخلاقي" يجب أن يمنع الموافقة على صفقة لتحرير الأسرى، مشددين على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الأزمة. كما هدد أهالي الأسرى بتصعيد الاحتجاجات بشكل أكبر إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم، قائلين "ابتداء من الغد ستهتز البلاد".