إيلاف من مراكش: قال مسؤول كبير في الرئاسة الروسية "الكرملين"، الأربعاء، إن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تقدمت بطلب للانضمام إلى مجموعة "بريكس" للاقتصادات الناشئة، في الوقت الذي تسعى فيه روسيا والصين إلى مواجهة النفوذ العالمي للغرب، حسبما نقلت "أسوشيتد برس".

وأبلغ يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس فلاديمير بوتين للشؤون الخارجية، الصحافيين، أن تركيا قدمت طلباً لـ"العضوية الكاملة" في المجموعة التي ترأسها روسيا هذا العام، وسيتم النظر في طلبها.

وتمثل هذه الخطوة علامة على إحباط أنقرة من الغرب؛ بسبب المفاوضات التي طال انتظارها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والتي توقفت لسنوات بعد أن بدأت في عام 2005، حسبما اعتبرت صحيفة "التليجراف" البريطانية.

وعلى الرغم من كونها جزءاً من التحالف العسكري الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، لم تنضم أنقرة إلى العقوبات الغربية المفروضة على الكرملين، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وبدلاً من ذلك، لعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دوراً في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، كما لعب دوراً حاسماً في المفاوضات بشأن تصدير شحنات الحبوب من موانئ البحر الأسود وتبادل الأسرى بين موسكو وواشنطن.

من جهته، قال المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، عمر جيليك، الأربعاء، إن الرئيس التركي سيشارك في القمة المقبلة للبريكس، والمقرر عقدها في مدينة كازان الروسية في الفترة ما بين 22 وحتى 24 أكتوبر المقبل.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال جليك إن بلاده لم تتخذ أي خطوات ملموسة نحو تلبية رغبتها المعلنة في الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، ولكن "هناك عملية جارية".

وقالت مصادر لـ"بلومبرغ"، إن الحكومة التركية تعتقد أن "مركز الثقل الجيوسياسي" يبتعد عن الاقتصادات الأكثر تقدماً.

وقال سنان أولجن، الدبلوماسي السابق ورئيس مركز أبحاث إيدام ومقره إسطنبول، لمجلة "نيوزويك" الأميركية، إن "الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز العلاقات مع القوى غير الغربية في وقت تتضاءل فيه هيمنة الولايات المتحدة". وأضاف: "كانت العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة إشكالية أيضاً".

ومن المتوقع أن تناقش مجموعة "بريكس" ضمّ أعضاء جدد في اجتماع في روسيا، الشهر المقبل.

ورحب بوتين في وقت سابق من العام الجاري، باهتمام تركيا بالتكتل، ووعد بأن موسكو "ستدعم هذا الطموح والرغبة في أن نكون معاً مع دول هذا التحالف، وأن نكون معاً، وأقرب، لحل المشكلات المشتركة".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الاثنين، إن تركيا أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة "بريكس".

أول دولة من الناتو

وفي حال انضمت تركيا إلى المجموعة الاقتصادية، فستكون أول دولة في حلف الناتو تنضم إلى تحالف "بريكس"، والذي تأسس في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت جنوب إفريقيا إليه في عام 2010. وقد خضع مؤخراً لتوسع، ويضم الآن إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات. وقالت السعودية إنها تفكر في الانضمام، كما تقدمت أذربيجان وماليزيا بطلب رسمي.

وتهدف مجموعة "بريكس" إلى تعزيز صوت الاقتصادات الناشئة الكبرى لموازنة النظام العالمي الذي تقوده الدول الغربية. وقد دعا الأعضاء المؤسسون للمجموعة إلى إقامة نظام عالمي أكثر عدالة وإصلاح المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وسعى أردوغان، إلى صياغة سياسة خارجية أكثر استقلالية لتركيا وتعزيز نفوذها العالمي. كما تشعر البلاد بالإحباط بسبب الافتقار إلى التقدم في محادثات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.

في الأسبوع الماضي، قال أردوغان إن تركيا يجب أن تطور "في وقت واحد" العلاقات مع كل من الشرق والغرب.

انضمت تركيا، إلى حلف شمال الأطلسي العسكري في عام 1952. وبدأت محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2005، لكن المفاوضات توقفت بسبب المخاوف بشأن التراجع الديمقراطي في ظل إدارة أردوغان، والنزاعات المستمرة مع قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي.