مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لأحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، يزداد القلق الدولي من اندلاع حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط.


إيلاف من بيروت: في الذكرى السنوية الأولى للأحداث التي أشعلت فتيل حرب غزة، ما زالت تبعات الصراع تلقي بظلالها القاتمة على المنطقة. صحيفة "الغارديان" البريطانية ركزت في افتتاحيتها على المأساة الإنسانية، مشيرة إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً في غزة، حيث باتت صحتهم النفسية أحد الملفات التي تستدعي اهتماماً عاجلاً.

قتلى واستمرار النزاع
رغم مرور 11 شهراً على الهجوم، الذي أودى بحياة 1200 إسرائيلي على يد حركة حماس، أشارت "الغارديان" إلى أن معدلات القتل في تراجع، إلا أن عدد الوفيات ما زال صادماً. وأبرزت الصحيفة مقتل 18 شخصاً، بينهم ستة من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة، في غارة إسرائيلية على مدرسة في النصيرات بوسط غزة. هذا التصعيد يأتي بعد أسبوعين من العثور على ستة رهائن إسرائيليين مقتولين، حيث أكدت إسرائيل أن الخاطفين قتلوهم عند اقتراب القوات الإسرائيلية.

نتانياهو تحت الضغط
تواجه حكومة نتانياهو انتقادات واسعة، ليس فقط من خصومه السياسيين بل أيضاً من داخل إسرائيل وخارجها. وفقاً للغارديان، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي متهم بإطالة أمد الحرب لدوافع سياسية، ما جعل الوضع يبدو أكثر تعقيداً دون استراتيجية واضحة للخروج من الأزمة. وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو تلقى انتقادات حتى من الولايات المتحدة، حليفه الأقوى، كما تجاهل دعوات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لوقف الانتهاكات المتزايدة للقانون الإنساني الدولي.

الموقف الأميركي الغامض
ورغم الانتقادات الدولية، لم يبدُ أن الولايات المتحدة تمارس ضغطاً كافياً على نتانياهو لوقف التصعيد. الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب عن إحباطه إزاء مقتل المواطنة التركية الأميركية إيسينور إزجي إيجي خلال احتجاج في الضفة الغربية، لكنه لم يطالب بعد بإجراء تحقيق مستقل في الحادثة.

استمرار الكابوس
وأوضحت الصحيفة ختاماً أن نهاية الحرب قد لا تكون قريبة، وأن العواقب الإنسانية والصحية ستستمر في التأثير على السكان حتى بعد انتهاء العمليات العسكرية. وفي ظل التوتر المتزايد بين إسرائيل وحزب الله، حذرت الغارديان من احتمال اندلاع حرب شاملة جديدة، مما قد يجعل "الكابوس" مستمراً لفترة أطول مما كان متوقعاً.