تعرضت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة إلى جمود معقد، إلا أن إسرائيل قدمت عرضًا جديدًا يحمل في طياته تحركًا مفاجئًا. تسعى الخطة لإطلاق جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل ما وصف بـ "الخروج الآمن" لقادة حماس من القطاع. فهل سينجح هذا العرض في تغيير مسار المفاوضات وإيقاف الحرب؟


قدمت إسرائيل عرضاً جديداً للولايات المتحدة والوسطاء المصريين والقطريين يهدف إلى إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين دفعة واحدة. وفقاً لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، يشمل العرض أيضاً السماح بخروج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وعدد من قادة الحركة من قطاع غزة كجزء مما سمي "صفقة الخروج الآمن".

لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو من حركة حماس حول هذا المقترح. يأتي ذلك في ظل الجمود الذي يحيط بالمفاوضات الجارية حول صفقة تبادل الرهائن، إذ تعثرت المحادثات بسبب خلافات بين الطرفين لم يتم التوصل إلى حلول لها حتى الآن.

وبحسب صحيفة معاريف، هناك تفاهم بين كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية على أن الخطوط العريضة للصفقة السابقة لم تعد قابلة للتنفيذ في المفاوضات الحالية، مما يتطلب البحث عن بدائل جديدة.

ما هي تفاصيل المقترح؟

في المرحلة الاولى من الصفقة تفرج حماس عن جميع الرهائن الأحياء وأيضا جثامين القتلى منهم دفعة واحدة، مقابل إطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (لم يتم تحديده).

وتلتزم إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة على أن يشرف الوسطاء على تنفيذ الاتفاق بواسطة قوى متعددة الجنسيات تعمل على تطبيق بنود الاتفاق بما فيه نزع السلاح من القطاع وتدمير الأنفاق ومخازن الأسلحة التابعة للحركة، حسبما ذكرت صحيفة معاريف.

وستسمح إسرائيل للسنوار بمغادرة القطاع برفقة قادة آخرين إلى دولة ثالثة دون العودة إلى غزة او أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وتقول صحيفة جيروساليم بوست نقلا عن مصادر إن عددا ممن سمتهم "الارهابيين" الذين قد يتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية لن يتم السماح لهم بالعودة إلى غزة أو الضفة على أن يتم نفيهم إلى "بلد ثالث".

وأضافت الصحيفة أيضا نقلا عن مسؤول مصري رفيع المستوى عقب حديثه مع مسؤولين امريكيين إن السنوار يصر على ضمان أمنه بمعنى "ألا تستهدفه اسرائيل بعد تنفيذ الاتفاق".

وأشارت الصحيفة إلى أن السنوار بعث برسائل واضحة متوقعا أن تصل إلى كبار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

"المقترح عُرض على أهالي الرهائن"

والتقى منسق شؤون الاسرى والمفقودين غال هيرش بعائلات الرهائن وأبلغهم بالمقترح الجديد، حيث وصف المقترح "بصفقة الخروج الآمن".

واعتبر هيرش المقترح "خطة ثانوية" في حال فشلت جهود الوسطاء لوقف الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن.

ومن وجهة نظر مسؤول إسرائيلي فإن مقترح "الخروج الآمن" يتيح اختصار المراحل وصفقة يكون تنفيذها بشكل أسرع تضمن إنهاء الحرب، في حال مغادرة السنوار قطاع غزة.

منسق شؤون الاسرى والمفقودين غال هيرش في مؤتمر صحفيمع عائلات الرهائن الإسرائيليين في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي
Getty Images

تقول صحيفة معاريف بأنه إذا لم يتم الاتفاق خلال فترة معينة وهي محددة مسبقا في الاتفاق، فسيعتبر ذلك "انتهاكا للاتفاق".

وأكد تقرير الصيفة أن إسرائيل ستحتفظ بحق العودة إلى قطاع غزة.

"منطقة عسكرية مغلقة"

جنود إسرائيليون على دبابة على طول الحدود مع قطاع غزة
Getty Images
جنود إسرائيليون على دبابة على طول الحدود مع قطاع غزة

يأتي حديث صفقة "الخروج الآمن" بالتزامن مع مطالبات وزراء إسرائيليين في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتصديق على خطة لإعلان منطقة عسكرية مغلقة شمال قطاع غزة.

وتتحدث الخطة عن إخلاء شمال قطاع غزة من سكانها والإعلان عن المكان "منطقة عسكرية مغلقة".

وهذه الخطة تتطابق مع رؤية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وغيرهم من اليمين المتطرف الذين طالبوا بذلك منذ بداية الحرب.

وكان المحلل السياسي لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل قلل من احتمال أن يطبق الجيش خطة الجنرالات التي تقضي "بضم شمال قطاع غزة إلى إسرائيل وطرد سكانها وتجديد البناء الاستيطاني".

حيث اعتبر هارئيل في مقاله بأن هذه الإجراءات "جرائم حرب" من وجهة نظر القانون الدولي.