إيلاف من واشنطن: تعرّض المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب، الجمعة، لانتقادات شديدة من قبل منظمات يهودية بارزة والبيت الأبيض، وحملة منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بعد تصريحات حذر فيها اليهود الأميركيين من أن عدم تصويتهم له في الانتخابات المقرر 5 نوفمبر، يعد من الأسباب الرئيسية لخسارته، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وكان ترمب، قال خلال فعالية لمكافحة معاداة السامية أقيمت في واشنطن، مساء الخميس، إنه إذا خسر الانتخابات الرئاسية سيكون اليهود مسؤولين إلى حد كبير، محذراً من أن إسرائيل "ستُمحى من الوجود" خلال عامين عندئذ.

ورغم انتقاده المتكرر لليهود الأميركيين بسبب تصويتهم بأغلبية ساحقة لصالح الحزب الديمقراطي منذ فترة طويلة، إلا أن تصريحات ترمب الأخيرة تمثل تصعيداً ملحوظاً في هذه اللهجة.

وسعى الرئيس السابق إلى تصوير نفسه على أنه "أكثر دعماً" لإسرائيل والمجتمع اليهودي من هاريس والحزب الديمقراطي، وأشاد بسجله بشأن إسرائيل كرئيس، بما في ذلك قراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية، وعمل إدارته بالتوسط في اتفاقيات أبراهام.

"عزلة متزايدة"
وكتب الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير جوناثان جرينبلات، في بيان على منصة "إكس": "ها نحن مجدداً.. ترمب كان محقاً في تسليط الضوء على الارتفاع التاريخي في معاداة السامية، لكن تأثير ذلك يقوض استخدامه للعديد من التعبيرات المعادية للسامية والأفكار النمطية المعادية لليهود، بما في ذلك الاتهامات المتكررة بالولاء المزدوج".

وتابع: "تحميل اليهود الأميركيين مسؤولية خسارتك المحتملة في الانتخابات بشكل استباقي لا يقدم أي مساعدة لهم، بل يزيد من شعورهم بالانعزال في لحظة ضعف يواصل فيها المتطرفون اليمينيون واليساريون المعادون للصهيونية شيطنة اليهود وتشويه سمعتهم. هذا يحدث في الجامعات والأماكن العامة، وفي كل مكان.. هناك تهديدات من جميع الجهات".

وحذر جرينبلات من أن تصريحات ترمب "ستثير على الأرجح المزيد من العداء، وستزيد من تفاقم وضع سيء بالفعل".

بدورها، أدانت اللجنة اليهودية الأميركية تصريحات ترمب، قائلة، في بيان، إن اليهود "يمثلون فقط نسبة صغيرة من الشعب الأميركي".

وأضافت اللجنة: "إعداد أي شخص للقول: لقد خسرنا بسبب اليهود، يعد أمراً مشيناً وخطيراً، فقد أظهرت آلاف السنين من التاريخ أن استخدام اليهود ككبش فداء يمكن أن يؤدي إلى كراهية وعنف معادٍ للسامية"، كما انتقدت اللجنة وصف ترمب للديمقراطيين بأنهم "العدو".

وأردفت: "لا مكان لمثل هذه اللهجة المثيرة للانقسام في السياسة"، مشددة على أن "كلا المرشحين عليهما العمل لكسب دعم مجتمعنا على أسس سياسية.. دعونا لا نجعل هذه الانتخابات ونتائجها تتعلق باليهود".

البيت الأبيض: عكس ما يستحقه الشعب الأميركي
بدوره، انتقد الناطق باسم البيت الأبيض أندرو بيتس، تصريحات ترمب، قائلاً: "إنه لأمر بغيض أن تستخدم صوراً نمطية خطيرة، أو تحمل الآخرين المسؤولية في أي وقت، خاصة في الوقت الحالي، عندما تقع على عاتق جميع القادة مسؤولية مواجهة الارتفاع المأساوي في معاداة السامية في جميع أنحاء العالم".

وأضاف بيتس في تصريحات لـ "تايمز أوف إسرائيل": "تمزيق البلاد وتأليب المجتمعات ضد بعضها البعض بدافع من ضيق الأفق والخوف والأنانية هو عكس ما يستحقه الشعب الأميركي".

وتابع: "الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس والإدارة بأكملها يقفون معاً لضمان عدم وجود ملاذ آمن للكراهية، ويعملون على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية الأولى لمواجهة معاداة السامية".

كما ندد الناطق باسم حملة هاريس بتصريحات ترمب، متهماً إياه بـ"اللجوء إلى أقدم الصور النمطية المعادية للسامية، لأنه ضعيف، ولا يستطيع تحمل حقيقة أن أغلبية الأميركيين سيرفضونه في نوفمبر".

وأضاف: "لكننا نعلم أن مثل هذه الكلمات يمكن أن تترتب عليها عواقب خطيرة.. سيتمسك بإثارة الخوف والترهيب، مهما كانت الكلفة".

وتابع: "عندما يخسر دونالد ترمب هذه الانتخابات، سيكون ذلك بسبب تضافر الأميركيين من جميع الأديان والأعراق والخلفيات للانتقال إلى مرحلة جديدة بعيداً عن الانقسام الذي يظهره يومياً".

في المقابل، أثنى التحالف اليهودي الجمهوري على خطاب ترمب بشأن معاداة السامية، واصفاً إياه بأنه "عمل بارز لدعم المجتمع اليهودي وإسرائيل".