إيلاف من بيروت: ضربت إسرائيل عشرات المواقع التابعة لحزب الله، وسط وابل من الصواريخ القادمة من لبنان. وفي الوقت الذي تدعو فيه القوى الدولية إلى هدنة، يأتي الرد الإسرائيلي برفض قاطع. هل تنجرف المنطقة نحو حرب شاملة لا رجعة فيها؟

تصعيد عسكري مكثف
في إطار التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وحزب الله، أعلن الجيش الإسرائيلي عن قصف 75 هدفًا تابعًا للحزب، معظمها في جنوب لبنان ومنطقة البقاع الشرقي. شملت الأهداف مستودعات للذخيرة ومنشآت لتخزين الأسلحة، بالإضافة إلى قاذفات صواريخ جاهزة للإطلاق. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف كذلك مواقع لبنى تحتية حساسة للحزب، منها خطوط إمداد واتصالات.

في المقابل، رصدت إسرائيل إطلاق نحو 45 صاروخًا من لبنان، تم اعتراض بعضها بواسطة منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية"، فيما سقطت بعض الصواريخ في مناطق مفتوحة دون تسجيل إصابات. الهجمات الصاروخية هذه جاءت كرد فعل مباشر على الضربات الإسرائيلية، مما يزيد من حدة التصعيد في المنطقة.

دعوات دولية لوقف النار ورفض إسرائيلي
ومع استمرار القصف المتبادل، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى إلى وقف إطلاق النار الفوري لمدة 21 يومًا. هذه الدعوات تأتي في محاولة لتجنب وقوع المزيد من الخسائر البشرية، خاصة بعد أن أسفرت الضربات الجوية الأخيرة عن مقتل المئات وتشريد الآلاف من سكان المناطق الحدودية اللبنانية.

دعوة لـ"سحق حزب الله"
إلا أن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش كان له رأي آخر، حيث رفض أي تهدئة أو وقف لإطلاق النار في هذه المرحلة. وكتب على منصة "إكس" أن الحل الوحيد هو "سحق حزب الله" وإنهاء قدرته على شن هجمات مستقبلية على إسرائيل. وأضاف في تصريحاته أن منح الحزب فرصة لإعادة ترتيب صفوفه سيكون خطأ استراتيجيًا، قائلاً: "استسلام حزب الله أو استمرار الحرب هو الخيار الوحيد المتاح لنا".

تباين في المواقف الإسرائيلية
وفيما يؤيد سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير استمرار الحملة العسكرية، جاءت دعوات أخرى من زعيم المعارضة يائير لبيد تدعو إلى قبول هدنة قصيرة الأجل لمدة 7 أيام. لبيد اعتبر أن هذه الخطوة ستتيح الوقت لإسرائيل لإعادة تقييم الوضع العسكري، دون منح حزب الله فرصة لاستعادة قدرته على الهجوم.
وقال لبيد في تغريدة على "إكس": "على الحكومة أن تقبل بوقف إطلاق النار لمدة محدودة، لأن ذلك سيمنع حزب الله من إصلاح أنظمته للقيادة والسيطرة ويمنحه مساحة للتنفس لن تعود عليه بالفائدة".

الأسئلة الكبرى التي تطرح نفسها اليوم هي: هل ستتمكن الوساطات الدولية من تهدئة الأوضاع قبل أن تنفجر الأمور أكثر؟