إيلاف من الرباط: توفيت، السبت، الفنانة المغربية نعيمة المشرقي، عن عمر يناهز 81 سنة.ونعى محمد المهدي بنسعيد ، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي ، المشرقي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مشيرا إلى أنها كانت "رمزاً للفن المغربي"، مشددا على أنها "أثرت الساحة الفنية بأعمالها الخالدة التي ستظل شاهدة على إبداعها وتفانيها".
كما نعى عدد من الفنانين الراحلة، مشيدين بما قدمته من أعمال وما تميزت به من خصال. ووصف المخرج أحمد بوعروة الراحلة ب"الأخت والرفيقة والصادقة والصدوقة،، والمحبوبة و"الساكنة" في كل القلوب المغربية"، بينما وصفتها الفنانة لطيفة أحرار ب"سيدة الكلمة"، و"سيدة الخشبة والتلفزيون والسينما ... سفيرة النوايا الحسنة". فيما كتب الصحافية صباح بنداود أن الراحلة "بصمت بكثير من الرقي، والتواضع وخدمة مهنة التمثيل بعطاء نادر، مسيرتها الفنية التي ارتبطت بجيل تربى على احترام المتلقي المغربي، والإسهام في كتابة تاريخ الإبداع المغربي بمختلف تجلياته، مسرحيا، إذاعيا، تلفزيونيا وسينمائيا".
من جهته، كتب الصحافي لحسن لعسيبي نصا مؤثرا في رحيل المشرقي، شدد فيه على أن الأمر يتعلق ب ""ليدي" (سيدة) بكل ما في الكلمة من معنى"، وأنها "سيدة المسرح والسينما والتلفزيون بالمغرب"، و"عنوان الأخلاق الرفيعة، تلك التي لا تكون لغير بنت الناس ... هي التي تشربت روح تامغرابيت الأصيلة (وليس تلك التي صارت موضة) في حنايا درب السلطان ودرب بوشنتوف بالدار البيضاء، فهي صعدت من بين عائلات العمال والحرفيين المقاومين بشرف من أجل مكان كريم تحت الشمس. وفي شارع الفداء فتحت عينيها على ذاكرة المقاومة ونضال أولاد البلد من أجل الحرية والكرامة. نعيمة المشرقي عنوان كامل ل "السيدة المغربية" تلك التي لها عطر معنى خاص في جغرافيات القيم.. وحين كانت تصدر على العالمين فوق خشبة مسرح أو شاشة تلفزيون أو شاشة سينما بالمغرب وإيطاليا وفرنسا وهولندا، كنا جميعا نستشعر أنها نحن "المغاربة" أمام باقي العالم، قيمة فنية وملامح ولغة بلدية مطواعة ورقة حنان في الصوت لا تكلف فيها ولا تصنع، بل خامة كاملة لصوت مغربي أطلسي أصيل". وأضاف: "كم جمعتني بك محطات ومحطات لالة نعيمة، رفقة زوجك الكريم المخرج التلفزيوني عبد الرحمن الخياط، ومع ابنتك الصحفية ياسمين الخياط المهاجرة إلى كندا حيث تعمل في التلفزيون الكندي بمونتريال.. كم كنت دوما عطوفة علي، بصدق ظل يخجلني دوما، وكم كانت ثقتك في شخصي المتواضع تشحنني بالإيجابي العالي".
وتعد المشرقي من الوجوه المسرحية والسينمائية البارزة، التي طبعت المشهد الفني المغربي على مدى العقود الأخيرة، حيث أبانت عن موهبة متميزة من خلال مجموعة من الأعمال في المسرح مع أشهر الفرق المسرحية الوطنية، فضلا عن فرقة الإذاعة والتلفزيون المغربية. كما برزت في مجال التلفزيون، بأدائها الرفيع لأدوار رئيسية في عدد من المسلسلات، من بينها سلسلة "عائلة رام دام" و"علال القلدة" و"تسقط الخيل تباعا" و"الحبيبة مي". أما في مجال السينما، فقد شاركت الراحلة في عدد كبير من الأفلام المغربية والأجنبية، مثل "عرس الدم"، و"لالة حبي"، و"معركة الملوك الثلاثة.
وكانت للمشرقي تجربة مهمة في مجال التنشيط التلفزيوني، ضمنها البرنامج التعليمي والتثقيفي (ألف لام) على القناة الأولى، الذي كان مخصصا لمحاربة الأمية. كما كانت سفيرة للنوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف).
التعليقات