إيلاف من بيروت: أعلنت القناة 12 الإسرائيلية أنَّ غارة إسرائيلية استهدفت الخميس في وسط بيروت مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، صهر حسن نصر الله، فدمرت ثلاثة طوابق من مبنى يستخدمه الحزب مقراً في منطقة النويري، المحاذية للقصر الحكومي، مقر رئاسة الوزراء اللبنانية.

ولد وفيق عبد الحسين صفا، والذي يحب أن ينادى بالحاج وفيق، في الأول من أيلول (سبتمبر) 1960 في بلدة زبدين قضاء النبطية جنوب لبنان. انضم إلى صفوف “حزب الله” عام 1984، متأخراً سنتين عن تاريخ تأسيس الحزب، وعين رئيساً للجنة الأمنية عام 1987. ليصبح بعد انتهاء الحرب الأهلية رئيساً للجنة التنسيق والارتباط التي نشأت بهدف التنسيق مع الأجهزة الأمنية.

برز اسم صفا في المفاوضات حول ملف الأسرى لدى إسرائيل. لكنه قبل ذلك، وعام 1991 نسق عملية تبادل أسرى بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية”، أشرف عليها في حينها ميشال المر الذي كان وزيراً للدفاع.

وعام 1996 شارك في أول عملية تفاوض بين “حزب الله” وإسرائيل عبر الوسيط الألماني، وكان صفا من ضمن اللجنة التي استقبلت جثث مقاتلي الحزب والأسرى الأحياء. في مقابلة تلفزيونية يقول صفا إن نصرالله كان المفاوض الأساسي في اللجنة في ذلك الوقت. وتتالت بعدها عمليات التفاوض. فتبعتها صفقة عام 1998.

عام 2000 وبعد أسر الحزب ثلاثة إسرائيليين في مزارع شبعا، أنشأت لجنة للتفاوض ضمت الأمين العام الراحل لحزب الله حسن نصرالله وصفا وعماد مغنية وبدر الدين، وقد نجحت عام 2004 في إنجاز عملية تبادل أكبر. وتمت آخر عمليات التبادل عام 2008، وبعد أسر “حزب الله” جثتي جنديين إسرائيليين، في العملية الشهيرة التي أدت إلى اندلاع حرب تموز (يوليو) 2006. خلال فترة التفاوض هذه خسرت اللجنة أحد أفرادها، عماد مغنية في عملية اغتيال في سوريا، فسميت الصفقة “عملية الرضوان” تيمناً باسمه العسكري.

بعد انسحاب القوات السورية من لبنان في عام 2005، برزت أهمية صفا أكثر، إذ كان جزءًا أساسيًا من عملية" إعادة الترتيب الأمني" للحزب بعد هذا الحدث. استغل هذا الفراغ لتوسيع نفوذه، ليس فقط في الجانب الأمني بل أيضًا في الجانب السياسي، حيث أصبح من الشخصيات المؤثرة في الساحة اللبنانية بشكل عام.