إيلاف من بيروت: لا تزال أصداء "الاعتداء الإسرائيلي" على قوات اليونيفيل التي تضم ما يقارب 10 آلاف جندي في الجنوب اللبناني تتردد في الأروقة الدولية، لاسيما مع انتقاد الدول المشاركة في هذه القوات الأممية.

وفي السياق، انتقد مصدر عسكري فرنسي رفيع المستوى الانتهاكات الإسرائيلية، التي وقعت أمس الخميس.

غير مقبول
وقال في تصريحات، اليوم الجمعة، رافضاً الكشف عن اسمه إن ‏إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على مواقع قوات حفظ السلام الدولية(اليونيفيل) في جنوب لبنان ليس مقبولاً.

كما ‏وصفه بأنه بمثابة "ترهيب لهذه القوات التي تشكّل، طرفاً وسيطاً ومعتدلاً في النزاع الدائر حاليا".

بدوره، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، أن استهداف إسرائيل القوة الدولية في جنوب لبنان "غير مقبول". وقال على هامش قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا في لاوس إن "هجوما على بعثة دولية لحفظ السلام غير مسؤول، لذلك ندعو إسرائيل وجميع الأطراف إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي".

"إطلاق نار عمدا"
أتى ذلك بعدما أعلنت اليونيفيل في بيان أمس أن "دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت النار باتجاه برج مراقبة في مقرّ اليونيفيل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسبّبت في جرح جنديين من الجنسية الإندونيسية.

كما أضافت أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار عمدا أيضا على موقع آخر للأمم المتحدة في رأس الناقورة، "فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضرارا بالآليات ونظام الاتصالات".

في حين برر الجيش الإسرائيلي الواقعتين بالقول إنه طلب من الجنود الأمميين البقاء "في مناطق محمية" قبل أن يطلق النار "قرب" قاعدتهم.

فيما نددت الدول الأربع المشاركة في تلك القوات الأممية، فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وأيرلندا، بتلك الاعتداءات. كما دعت إلى عقد اجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل في موعد لم يتمّ تحديده بعد.

وهذه أخطر واقعة تبلغ عنها اليونيفيل في ظل التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله، والذي يشهد غارات جوية إسرائيلية مكثفة على مواقع عدة في لبنان، وعمليات برية "محدودة" في البلدات الحدودية.

يذكر أن قوات اليونيفيل كانت أكدت الأسبوع الماضي أن قواتها لا تزال في مواقعها الحدودية رغم تلقيها طلبا من إسرائيل بإعادة نقل بعضها. ودعت إلى وقف التصعيد الإسرائيلي الحاد الذي بدأ اعتبارا من 23 سبتمبر على لبنان، ما أدى إلى مقتل أكثر من أكثر من 1,200 شخص ونزوح أكثر من 1,2 مليون آخرين، حسب الأرقام الرسمية.