أصيلة من الرباط: تنطلق مساء غد الاثنين في أصيلة، فعاليات الدورة الخريفية لمنتدى أصيلة ال 45 بندوة أولى في موضوع "أزمة الحدود في إفريقيا: المسارات الشائكة".
وتتميز هذه الندوة بمشاركة 37 شخصية، تشمل وزراء وسفراء سابقين، وخبراء وباحثين وصحافيين متخصصين، بينهم محمد المدني الأزهري (ليبيا) الأمين العام السابق لتجمع دول الساحل والصحراء، وحسن أبو أيوب (المغرب) السفير ووزير السياحة والزراعة والتجارة الخارجية الأسبق ، ومحمد الهادي الدايري (ليبيا) وزير الخارجية الأسبق، وخير الله خيرالله (لبنان) الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، والشيخ ابن عمر (تشاد) وزير الخارجية السابق، ومصطفى حجازي(مصر) خبير الاستراتيجية السياسية والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية السابق، واحمدو ولد عبد الله(موريتانيا) وزير الخارجية الاسبق والممثل الخاص السابق للأمم المتحدة في غرب إفريقيا، وعبد الله محمدي (موريتانيا) الكاتب الصحافي المتخصص في الشؤون الإفريقية، ومحمد لوليشكي (المغرب) السفير السابق والباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وحاجي أمادو سال(السنغال) المحامي ووزير العدل السابق.
ويناقش المشاركون في هذه الندوة، التي ينسقها فيكتور بورغيس وزير خارجية الرأس الأخضر،ة الاسبق ، ثلاثة محاور أساسية، أولاها يتعلق بسؤال "هل هناك أمور ملموسة ومفيدة يمكن أن نستخلصها اليوم من الانتقادات المستمرة لمؤتمر برلين والحدود الاستعمارية الموروثة عنه، أم أن هذه القضية يجب أن تحفظ؟"، فيما يتعلق ثانيها بالتساؤل عما "إذا كانت الحدود الموروثة والمقبولة مجرد عنصر مادي في حزمة إيديولوجية وشوفينية أوسع بكثير، قادرة على التحديد المسبق لتصورات وثقافة وممارسات الزعماء والفاعلين الأفارقة؟ وهل ما زلنا في حالة استعمار؟"، أما ثالثها فيتعلق بسؤال "الرهانات المتعلقة بالحكامة وبالتنمية التي يجب رفعها من أجل القضاء على الأوهام بخصوص الأمن أو انعدام الأمن على الحدود".
وتنطلق الندوة من أرضية، تقول إن المؤرخين والمثقفين والسياسيين، في شتى أنحاء إفريقيا، ما زالوا "يذكرون بكل غيض وامتعاض تلك السفالة التي طبعت مؤتمر برلين لعام 1885"، حيث تقاسمت القوى الأوروبية الرئيسية أراضي وموارد إفريقيا فيما بينها، في وقت كانت فيه القوة الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية لكل طرف بمثابة المحدد الذي شكل خريطة أفريقيا. لذلك، أقدمت على ذلك وكأن القارة لم تكن غير مأهولة، ولم يكن لديها تاريخ ولا ثقافة، ولا تقاليد تستحق أن يحافظ عليها؛ ذلك أن الأفارقة وكياناتهم السياسية، لم يكونوا يشكلون بكل بساطة، جزء من اهتمامات ومعادلات القوى الأوروبية. فيما "لا تزال معظم السخافات والمفارقات الجغرافية والسياسية الناتجة عن هذا الأمر تشغل عقول الرجال والسياسة في إفريقيا".
وأضافت ارضية الندوة أنه كان لتقسيم إفريقيا والاحتلال الاستعماري الذي أعقبه "آثار مدمرة على المجتمعات والكيانات السياسية في فترة ما قبل الاستعمار"، إذ "فجأة وجدت الأوضاع الإنسانية والديناميات السياسية والاقتصادية والثقافية الداخلية نفسها معلقة أو متغيرة أو ملغاة، إن لم نقل مختفية تماما".
وشددت أرضية الندوة على أن "توزيع الأراضي وخاصة ترسيم الحدود المصطنعة لا يزال يتحكم في تشكيل الشؤون الراهنة للشعوب والبلدان الأفريقية في كافة المجالات تقريبا".
وستعرف فعاليات موسم أصيلة ال45 ، الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، مشاركة ما يناهز 300 من صفوة رجال السياسة والفكر والأدب والإعلام والفن التشكيلي من مختلف أنحاء العالم، بتنظيم 4 ندوات ضمن جامعة المعتمد ابن عباد، تتناول مختلف أوجه التطورات السياسية، خاصة في عالم الجنوب، من خلال مناقشة قضايا حيوية آنية، منها "أزمة الحدود في إفريقيا: المسارات الشائكة"، و"النخب العربية في المهجر: التحدي القائم والدور الممكن"، و"الحركات الدينية والحقل السياسي: أي مصير؟" و"قيم العدالة والنظم الديمقراطية".
وفضلا عن ندوات جامعة المعتمد ابن عباد، تنظم مؤسسة منتدى أصيلة، بشراكة مع مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، ندوتين، ما بين 23 و28 أكتوبر الجاري، حول "الذكاء الاصطناعي: أي حكامة في إفريقيا في عصر الرقمنة" و"شمولية الثقافة وانخفاض اللامساواة في توظيف الموارد الثقافية".
وتحتفي "خيمة الإبداع"، لدورة هذه السنة، بمحمد الأشعري، الكاتب والروائي والشاعر المغربي ووزير الثقافة سابقاً، حيث سيدلي أكثر من 20 من الأدباء والجامعيين والأكاديميين المغاربة والعرب، يوم 30 أكتوبر الجاري، بشهاداتهم في حق المحتفى به، فيما تصدر مؤسسة منتدى أصيلة كتابا يتضمن شهادات المشاركين.
كما تنظم الدورة حفل توقيع كتاب "شغف وإرادة: رهان في الإعلام والثقافة والسياسة" للكاتب الصحفي والناشر المغربي محمد برادة.
وتبعا لما جرت العادة عليه، تٌنظًم خلال هذا الموسم مشاغل الفنون التشكيلية بمشاركة فنانين من المغرب، والبحرين، والسنغال، وسوريا، وبلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
وتستقبل أروقة المعارض في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، معرضا جماعيا، بمناسبة مرور 45 سنة على احتضان مؤسسة منتدى أصيلة لأوراش فن الحفر والطباعة الفنية، ومعرضاً تكريمياً تحت شعار "مسارات متقاطعة" للفنانين مليكة أكزناي (المغرب) وأكيمي نوغوشي (اليابان). كما يحتضن قصر الثقافة معرضا جماعيا للإبداعات الحديثة في فن الحفر، ومعرضا للفنان التشكيلي المغربي عبد القادر المليحي، إلى جانب معرض الأطفال مواهب الموسم. وتستمر هذه المعارض من 13 يوليو الماضي إلى 31 ديسمبر المقبل.
كما ينظم مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، ما بين 20 و27 أكتوبر الجاري. وهو يعنى بالكتابة في مختلف المجالات مثل الشعر، والقصة والسيناريو وغير ذلك.
التعليقات