قال شهود عيان لـ"بي بي سي" إن الجيش الإسرائيلي قصف بعدة قذائف المستشفى الأندونيسي شمال غزة، ما أدى لاشتعال النيران في الطوابق العليا منه.
وبحسب شهود العيان أجبرت النيران العاملين من كوادر طبية ونازحين على مغادرة المستشفى، كما أُجبر آلاف الأشخاص على مغادرة مراكز الإيواء المحيطة به.
ويقوم الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار بالتزامن مع قصف عنيف يستهدف مناطق مختلفة من المحافظة، كما يدور الحديث عن سقوط مئات القتلى في الشوارع، وفقاً لشهود العيان.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر أعمدة النيران تتصاعد من داخله.

وأعلن المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، الاثنين، ارتفاع عدد القتلى جراء العملية الإسرائيلية البرية المستمرة في شمال القطاع منذ سبعة عشر يوماً إلى 600 قتيل، مشيراً في ذات الوقت إلى أن جثثاً كثيرة ملقاة على الأرض في الطرق ولا تستطيع سيارات الإسعاف الوصول إليهم.

وأضاف البرش في تصريحات بأن "الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفيات وأن الوضع كارثي، لا سيما في ظل المجاعة ونحاول التنسيق لإدخال الوقود للمستشفيات والغذاء للطواقم الصحية والجيش منع ذلك".
حرب غزة: هل تسعى إسرائيل إلى تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع؟

وفي وقت سابق الاثنين، قال سكان ومسعفون لوكالة رويترز للأنباء إن القوات الإسرائيلية نسفت منازل وحاصرت مدارس ومخيمات للنازحين مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة.
وأضافوا أن القوات الإسرائيلية جمعت الرجال وأمرت النساء بمغادرة مخيم جباليا، بحسب رويترز.

وذكر مسعفون في المستشفى الإندونيسي لرويترز، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مدرسة واحتجزت الرجال قبل إشعال النار في المنشأة.
وأضاف المسعفون أن الحريق وصل إلى مولدات المستشفى وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة بغزة إنهم رفضوا أوامر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفيات المنطقة أو ترك المرضى دون رعاية. كما ذكر مسعفون في مستشفى كمال عدوان، أن القوات الإسرائيلية أطلقت نيران كثيفة بالقرب من المستشفى خلال ساعات الليل الماضية.

دمار في المباني جراء القصف الإسرائيلي في مخيم جباليا شمال غزة.


وكانت قوات الجيش الإسرائيلي قد حاصرت المستشفى الإندونيسي الواقع في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، السبت 18 تشرين الأول (أكتوبر)، واستهدفت كل من يتحرك في محيطه، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وأوضحت الوكالة أن دبابات إسرائيلية هدمت جزءاً من سور المستشفى، السبت، وأطلقت قذائف نحو المبنى ما تسبب في توقف المولد الكهربائي الذي يُغذي المستشفى بالكهرباء.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس، الاثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول، إن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وقوات الفرقة 162 يواصلون تنفيذ عملية مشتركة ضد "المخربين والبنى الإرهابية" في منطقة جباليا شمال القطاع.
وأضاف أدرعي أن الجيش "سمح للمدنيين بالإخلاء بشكل آمن من المنطقة عبر مسارات منظمة حيث غادر المنطقة منذ صباح اليوم مئات عديدة من السكان".

في غضون ذلك أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن مقتل رهينة إسرائيلية كانت تحتجزها شمال القطاع في "ظروف غامضة".

ونقلت قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، عبر حسابها على منصة تيلغرام، عن القسام القول إنها تجري تحقيقاً في ظروف الحادثة ولا تنوي نشر أسم "الأسيرة" القتيلة لأسباب أمنية.

جولة بلينكن "قنابل دخانية"

وعلى الصعيد الدبلوماسي، وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول العلاقات الخارجية بالحركة باسم نعيم، في تصريح مقتضب لبي بي سي عربي، الجولة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، للمنطقة بأنها "قنابل دخانية" للتغطية على استمرار ما وصفها بـ "المجزرة في شمال قطاع غزة".

وفي رده على سؤالٍ لمراسل بي بي سي في القاهرة حول إمكانية عودة الحركة للمفاوضات حال طلب الوسطاء ذلك، قال نعيم إن هذا أمر "يتحدد في حينه".

وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان صحفي، الاثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول، عزم بلينكن السفر إلى إسرائيل ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط في الفترة من 21 - 25 من الشهر الجاري.

وأضاف البيان أن الوزير بلينكن سيناقش في محطات زيارته الحادية عشرة للمنطقة "أهمية إنهاء الحرب في غزة وكذلك تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني"، وسيؤكد على "ضرورة تسليم المزيد من الغذاء والدواء وكذلك المساعدات الإنسانية الأخرى إلى المدنيين في غزة".

كما سيناقش وزير الخارجية الأمريكي "الحاجة إلى التوصل إلى حل سياسي للنزاع بين إسرائيل وحزب الله يُنفذ تنفيذاً كاملاً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم"، بحسب بيان الخارجية الأمريكي.

وعلى المستوى الإنساني، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن السلطات الإسرائيلية "لا تزال تمنع وصول الدواء والغذاء إلى السكان المحاصرين في المناطق الشمالية".

وقال المفوّض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن المستشفيات تعرضت للقصف وتركت دون كهرباء، بينما تُرك الجرحى دون رعاية.

وتقول إسرائيل إن العملية البرية تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع صفوفها في شمال غزة.