إيلاف من القدس: كيف تتعامل إسرائيل سياسياً وعسكرياً ودينياً مع قضية دينية فرضت نفسها على المؤسسة العسكرية؟ فقد تم دفن جندي إسرائيلي مسيحي من أصول أوكرانية في مقابر الجنود (اليهود بالطبع)، ووضع الصليب فوق شاهد قبره، مما أثار غضباً كبيراً، فهناك فتوى يهودية تقول إن قدسية المقبرة اليهودية تتضرر من الصليب.

الجندي الإسرائيلي المسيحي هو دافيد بوغدنوفسكي، وقد لقي مصرعه في خان يونس على يد حماس في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2023، ووُضع على قبره صليباً، مما أثار غضب اليهود، وعند تشييع كل جنازة في نفس المقبرة، كانوا يغطون قبر دافيد بقماش أسود، حتى لا يثير الصليب غضب المشيعين.

وخلال الأيام الماضية، أرسلت اللجنة العامة لتخليد ذكرى الجنود خطابا لعائلته تمنحهم 10 أيام من أجل إزالة النصب الموجود على قبره بسبب رمز الصليب الظاهر عليه.

ووفقاً للصحافة الإسرائيلية، فقد هاجرت عائلة الجندي دافيد بوغدانوفسكي إلى إسرائيل من أوكرانيا في عام 2014، وانضم دافيد إلى جيش الدفاع الإسرائيلي وخدم في سلاح الهندسة.

وتحاول وزارة الدفاع التوصل إلى اتفاق مع عائلة الرقيب دافيد بوغدانوفسكي، الذي سقط في معركة جنوب قطاع غزة لإزالة الصليب من شاهد قبره.

وقالت الوزارة إنه "بموجب القانون، لا يجوز وضع صليب أو أي علامة دينية أخرى على شواهد القبور العسكرية".

وأضافت الوزارة أن "هذا مهم بشكل خاص في المقبرة العسكرية في حيفا، حيث يتم دفن الجنود اليهود الذين سقطوا أيضا"، مستشهدة بفتوى أصدرها الحاخام الأكبر لجيش الدفاع الإسرائيلي والتي تنص على أن قدسية المقبرة اليهودية متضررة بالصليب.

وقالت وزارة الدفاع إنها تعمل وستعمل مع كافة الأطراف، وتأمل أن تتمكن من التوصل إلى اتفاق وحل في أقرب وقت ممكن.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، زارت والدة بوغدانوفسكي قبره ووجدت أن شاهد القبر كان مغطى بقطعة قماش سوداء حسبما ذكر موقع يديعوت أحرونوت.

وقالت والدة الجندي لموقع Ynet: "لا أجد الكلمات لوصف الإذلال الذي شعرت به، لقد اعتقدت أن دافيد، الذي وهب حياته للوطن، والذي أحب الوطن بكل قلبه منذ هجرته إليه، والذي انضم إلى جيش الدفاع الإسرائيلي للدفاع عني وعن عائلته وعنا جميعا، لا يختلف عن أي من الرجال الآخرين، إنه ليس مواطنا من الدرجة الثانية، لقد وقفت هناك وبكيت من الغضب والإحباط وعدم الفهم".