في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قال الكاتب روجل ألفر في مقال إن هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، عززت من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السياسي بدلاً من إضعافه، "وهو ما يتعارض تماماً مع أي حدس ديمقراطي".
ويشرح الكاتب أنه في حالة وقوع كارثة تاريخية في نظام ديمقراطي "يتوقع أغلب الجمهور أن يُنظر إلى رئيس الوزراء المنتخب على أنه المسؤول عن تلك الكارثة، وأنه سيتحمل المسؤولية وسيتم عزله أو تقديم استقالته".
ويعزو الكاتب ذلك إلى أن "الديمقراطية الإسرائيلية كانت ضعيفة قبل وقوع الهجوم، حيث رفض نتانياهو الاستقالة رغم اتهامه في قضايا فساد، ما أدى إلى تآكل المعايير الديمقراطية في إسرائيل".
وفي استنتاج قدمه الكاتب "لم يتوقع يحيى السنوار أن الضعف الذي أصبح عاملاً رئيسياً في المجتمع الإسرائيلي هو ذاته الذي ساهم في تغلب المجتمع على نفوره من الخسائر وتبني الحرب الأبدية كتكتيك لتأخير اندلاع حرب أهلية".

ويتساءل الكاتب "ما الذي تتوقعه إسرائيل في نهاية المطاف بعد الحرب الأبدية؟ ازدهاراً متناغماً ورخاءً؟ لا. ما ينتظرها في اليوم التالي هو حرب أهلية. الحرب الأبدية تؤجل الحرب الأهلية. ولذلك، يفضل المواطنون الأولى على الثانية، حتى لو لم نسمع ذلك علانية لكنه مغروس في وعي المجتمع".
ويرى الكاتب أن الحرب لا تخدم فقط المصالح الشخصية لنتانياهو، "بل تدعم أيضاً فئات واسعة من المجتمع الإسرائيلي تتوق إلى الوحدة الوطنية بأي ثمن".
ويشرح أن الثمن هو "التضحية بالرهائن، والتضحية بالجنود في ساحة المعركة كل يوم تقريباً، وسحق الاقتصاد".
"يعتقدون أن الوحدة الداخلية ليست سوى وسيلة لتحقيق الهدف الحقيقي، الذي يتمثل في إحراز النصر في حرب إقليمية متعددة الجبهات ضد إيران وأذرعها"، وفق المقال.

ويؤكد ألفر في مقاله "لكن الحقيقة هي أن الحرب الأبدية ليست وسيلة لتحقيق الانتصار، بل هي الأداة لضمان هذه الوحدة الداخلية التي يعولون عليها".
"إلى متى ستستمر الحرب الأبدية؟ ليس إلى الأبد. لا شيء يدوم إلى الأبد. فكل يوم تستمر فيه الحرب، يضعف الجانب الليبرالي".
ويضرب الكاتب مثلاً إذ يقول: "الطيارون الذين رفضوا باسم الديمقراطية الخدمة قبل الحرب، يفسِدون قيمهم الإنسانية في القتل الجماعي للمدنيين في غزة. وفي نظر الأوروبيين، يتحول إخوة السلاح الذين عبّروا عن احتجاجهم باسم الديمقراطية إلى مجرمي حرب مطلوبين".
ويضيف ألفر "أن الاقتصاد القوي الذي يحتاج إلى ديمقراطية مستقرة ينهار. لقد غادر إسرائيل مئات الآلاف من الليبراليين. أما أولئك الذين بقوا فسوف يستسلمون لروح العصر أو ينغلقون على أنفسهم في قوقعة من اللامبالاة".
وينهي الكاتب مقاله بالقول: إن الحرب الأبدية سوف تنتهي عندما تحدد نتيجة الحرب الأهلية. عندما يُهزم الليبراليون. وسوف تنتهي عندما تصبح البلاد بأكملها بمثابة جيش ملتزم دينياً واستبدادياً وفاشياً، وموقعاً عسكرياً متقدماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

"كراهية النساء قد تكلف هاريس انتخابات الرئاسة"

نائبة الرئيس الأمريكي المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس
Reuters

وننهي جولتنا في صحيفة الغارديان البريطانية التي نشرت مقالاً للكاتب سايمون تيسدال، سأل في مقدمته: "إذا كانت الحقيقة أن كامالا هاريس امرأة ـ وهي حقيقة مهمة ـ فهل سترجح كفة الانتخابات الأميركية لصالح دونالد ترامب؟".
ويوضح الكاتب أن هاريس التي بدأت حملتها الانتخابية بشكل مثير، "شهدت تراجعاً في شعبيتها وفق استطلاعات الرأي، وهناك مخاوف من أن يؤدي التحيز الجنسي إلى دفع الأصوات لصالح المرشح الجمهوري ترامب، إذ من الممكن أن تُشكل كراهية النساء - الخفية والخبيثة - فرقاً حاسماً".
ويرى تيسدال في مقاله أنه من غير المعقول أن ترامب، الغارق في القضايا، ما يزال في السباق، "ومن المثير للقلق أن هاريس المحبوبة وغير الملهمة لم تحسم الأمر بعد".
ويشير المقال أن ترامب "يتمتع بالجاذبية"، فالناخبون عموماً يقفون مع الجمهوريين بدرجة أعلى في القضايا الأساسية: الاقتصاد، والتضخم، والحدود، والجريمة، وانعدام الأمن العالمي، "ولكن هذا ليس بالضرورة أن يترجم إلى حتمية فوز ترامب".
ويرى الكاتب أن هناك قضية واحدة "يُمكن أن تقلب نتيجة هذا السباق الأكثر تقارباً، وهي قضية من النادر أن يذكرها أي من المرشحين، هي: الجنس أو النوع الاجتماعي".
ويبين الكاتب أن " مجموعة الضغط إيملي ليست، حذرت هذا الصيف قائلة: "النساء – وخصوصاً المرشحات – يخضعن لمعايير سامة ومعادية للنساء يتم تعزيزها غالباً في المجال العام ومن قبل وسائل الإعلام". وأضافت: "الصور النمطية التي تهدف إلى التقليل من كفاءتهن، أو قيادتهن، أو مظهرهن، أو علاقاتهن، أو خبراتهن، تشكل جزءاً لا يتجزأ من حملاتهن الانتخابية. ويتفاقم هذا الأمر بشكل خاص مع النساء من ذوات البشرة الملونة".
ويشرح الكاتب أنه بدلاً من مواجهة هاريس مباشرةً بشأن النوع الاجتماعي، "يستخدم ترامب طرقاً ملتوية عبر تكرار حديثه عن الحاجة إلى "القوة" في قيادة البلاد وانتقاد أعداء أمريكا. و"القوة" هنا هي شِفرته للدلالة على "الذكورة" أو "الرجولة". أما رفيقه في السباق، جي دي فانس، فقد توقف عن الحديث الصريح عن "السيدة العانس التي تربي القطط"، لكنّ التحيز الجنسي الفج لا يزال قائماً خلف كلماته المنمّقة".
وبهذه الرؤية، يمكن القول إن الانتخابات تتلخص في مواجهة بين "قوة" ترامب و"فرح" هاريس، وهو الشعار الذي يميز حملتها الناجحة. وكأنها مواجهة بين المريخ والزهرة. أو ببساطة: رجل في مواجهة امرأة، وفق رؤية الكاتب.
وينهي الكاتب مقاله بأن هاريس "لا تستطيع الفوز بمفردها. ولكي تفوز، يتعين على نساء أمريكا أن يرتقين إلى مستوى التحدي، ويوجهن الصفعة التي يستحقها ترامب منذ فترة طويلة".